على هامش النهضة الإخوانية

كمال غبريال في الخميس ٠٢ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

الفريق/ أحمد شفيق ما له وما عليه:
كان أحمد شفيق الأجدر والأطهر في قائمة مرشحين رئاسة هي مأساة في حد ذاتها، وأوضح ما تدل عليه الفقر المصري المدقع في الرجال الذين يتمتعون بجدارة لرئاسة جمهورية مصر. . الرجل إنسان متحضر ووطني شريف ومدير كفء. . إلى هنا ونتوقف، فكم كنت أتعشم أن نجد فيه شخصية تصلح لكي تكون أيقونة لمسيرة الشعب المصري خروجاً من كهف ظلامية الإخوان إلى مصر جديدة حديثة، وأن يقود نضال التحرر المصري سواء من الداخل أو من الخارج، لكن الحقيقة المريرة التي تتضح يوماً فيوماً عبر أحاديث الرجل التليفزيونية، أنه أبعد من أن يكون هذا القائد الأيقونة الذي نتمناه ونحتاجه، ونفس الأمر بالقطع ينطبق على جميع الشخصيات المنضوية تحت ما يسمى "جبهة الإنقاذ"، بل وعلى جميع من نشاهدهم في الساحة المصرية الآن. . الرجل بلا رؤية أو خبرة سياسية، بل ونستطيع القول أنه يعاني "أمية سياسية" مفجعة، وأقصى قدراته أن يكون مديراً ناجحاً لشركة محدودة، فهو لا يصلح حتى لمنصب وزير لوزارة متسعة ومتشعبة المسئوليات والمهام، فقد كان ناجحاً في وزارة الطيران، والتي ليست أكثر من شركة مصر للطيران. . قيادة دولة مثل مصر وفي ظروفها الحرجة داخلياً وخارجياً أمر يتجاوز بما لا يقاس إمكانيات الرجل. . أستطيع القول أنه إذا كان الإخوان قد أدخلونا أو سيدخلوننا في كهف مظلم، فإننا مع أحمد شفيق كنا سنظل بلا كهف ولا ميناء نرسو عليه، بل نظل في حالة ضياع بلا هدف محدد نتجه نحوه تماماً كأطفال الشوارع. . لك الله يا مصر في فقر رجالك وغيبوبة شعبك!!

• لا أستسيغ أي حديث عن فساد عصر مبارك ممن هم الفساد والإفساد ذاته. . رجاء ارحمونا!!. . محمد مرسي وأحمد شفيق وحمدين الصباحي ثلاثة نماذج مختلفة تشير جميعها للفقر المصري المدقع في الرجال الأكفاء. . إن كان على شفيق وجبهة الإنقاذ أبشر بطول سلامة يا مرسي!!
• يستند محمد مرسي لشرعية ثورية وليس لشرعية قانونية أو دستورية، فنتيجة انتخابات الرئاسة المعلنة مضادة في الأغلب للحقيقة، لكن الثوار الذين شكلوا "كتلة حرجة" واعتبروه ممثلاً لثورتهم مهددين بحرق البلاد إذا لم يتم توليته هم من أتوا به وفق شرعية الميدان وليس شرعية صندوق الانتخاب الذي تم تزييف نتيجته. . في فترات الثورات يكتسب مثل ما حدث شرعية معينة يمكن تسميتها بالشرعية الثورية، بالطبع بخلاف ما لو حدث هذا التزوير في ظروف عادية مستقرة، إذ يكون عندها مجرد عدوان على إرادة الشعب.
• "إلغاء منع «أنسى وناصف ساويرس» من السفر". . وهكذا انتهى التثبيت بعد تقليب الزبون!!. . مبروك على حكومة الإخوان ما تم ابتزازه من عائلة ساويرس، فالحمقى ذبحوا الدجاجة التي تبيض ذهباً من أجل بيضة ذهب واحدة!!. . ماذا كنتم تنتظرون غير هذا من عصابة؟!!. . "ناصف ساويرس لفاينانشيال تايمز: اتفقنا مع الحكومة على أنه لم يكن هناك تهرب ضريبى. . ووافقنا على تسوية المزاعم لتجنب عملية التقاضى المطولة". . هكذا تقضي العصابة الحاكمة في مصر على أي أمل في تجاوز ممصر لكارثتها الاقتصادية. . لم نعد دولة بل عصابة هجامة!!. . يتميز الشعب المصري بأنه يقبل كل شيء ويتحمل كل شيء، حتى هؤلاء الذين قالوا له لدينا مشروع نهضة، واتضح أن كل ما لديهم مشروع تسول متعثر!!
• إذا كانت هناك صفقة تتم الآن لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، فقد يكون الثمن الذي يقدمه الغرب للإسلاميين هو إخلاء ما بينهم وبين شعوب المنطقة. . يقال أن أوباما يتفاوض الآن مع السلفيين ليحلوا محل الإخوان في مصر، وهذا يتسق مع حقيقة أن الجحش حين ينضج يصير حماراً!!
• عودة أمن الدولة لممارسة مهامه ثورة مضادة لإجهاض الثورة، بعدما نجحت بوصول المجرمين والإرهابيين إلى سدة الحكم وقيادة المجتمع.
• يا سادة يا كرام: لو فرض واضطر الجيش للنزول فلن يكون من أجل تأسيس دولة مدنية، ولكن من أجل السيطرة على الأوضاع، لتجري الأخونة أو حتى السلفنة بعد ذلك بثبات وهدوء.
• فكرة الجنة والنار في الحياة الآخرة كامتداد لرغبة الإنسان في الخلود تهدف أساساً لترغيب الناس في أعمال الخير وترهيبهم من الشر، لكن كثيرين يستخدمونها الآن بطريقة عكسية. . في هذ الزمن الأغبر صارت الكلمات تحمل معان مضادة لمفاهيمها المعروفة، فصارت كلمة التطهير تعني الإفساد، والنهضة تعني التخريب، والرئيس يعني الشخشيخة، والإيمان يعني تكفير الناس، والعدالة الاجتماعية تعني حرمان المجتهدين والأذكياء من التفوق والحياة الأكثر رقياً من حياة الكسالى المتنطعين!!
• أنا الحقيقة في حيرة من أمري، علي أولاً ألا أصنف الناس إلى أبرار وأشرار، ثم علي أن أقتنع أنهم يتغيرون، وعلي أيضاً أن أصدق صاحب الماضي الأسود والفكر الأسود إذا تحدث إلي ببضع عبارات جميلة عن توبته وندمه، حتى لو كان ما يزال يحتفظ بمظهره الذي يشير بفجاجة إلى انتمائه لأبشع مخلوقات التاريخ. . إن صدقت مثل هذا قد أكون أبلهاً، وإن لم أصدقه قد أكون أنا مغلق الفكر والقلب!!
• إذا كان المتأسلمون يحرضون ضد من يسمونهم الكفار باختلاف أنواعهم، فاليساريون يحرضون الناس ضد بعضهم البعض، وضد كفار رجال الأعمال الذين يخلقون الوظائف التي يتعيش منها الناس. . نحن متخصصون في بث الكراهية تحت مختلف الرايات، وبها نعانق كل صنوف الفشل باعتبارها نهضة أو اشتراكية أو ملوخية!!. . كدت أقول أن المشكلة في الناصريين أنهم يتشبثون من عبد الناصر بأسوأ ما كان فيه، لولا أن لم أجد فيه ما يمكن أن يستحق التمسك به أو تذكره بخير!!

اجمالي القراءات 6851