الأصل في كلمتي الغداة والعشي في القرآن الكريم
الغداة والعشي

مصطفى نصار في الإثنين ١٥ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

(الغداة)و(العشي) هاتان الكلمتان ومشتقاتهما جاءتا كثيرا في القرآن الكريم وفي أغلب مرات ورودهما جاءتا مرتبطان بالزمن أو بالشمس , ولكن ما الأصل في هاتين الكلمتين ؟

(الغداة)
(أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ {القلم/22})
(وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ {القلم/25} )
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ)
فالأصل في الغدو هو المجيء بعكس الرواح
(العشي)
(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف/36}وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {الزخرف/37} )
(ومن يعش)أي ومن ينصرف ,, فالأصل هو الإنصراف

وما يعزز من هذين التعريفين الآية (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) فهنا غدوا وعشيا ليس لهما ارتباط بالشمس فما نفهمه من الآية الكريمة أن آل فرعون يتعرضون لعذاب -التردد- على النار (غدوا وعشيا) = ذهابا وإيابا أو مجيئا وانصرافا وهذا في عالم البرزخ

فالغدو بمعنى المجيء يطلق على فترة غدو الشمس أي مجيئها ما بين بزوغ الفجر إلى ما قبل الظهيرة حين تكون الشمس عمودية على الأرض , ففي هذه الفترة تعلو الشمس تدريجيا في السماء من لحظة طلوعها حتى الظهيرة .. والعشي بمعني الإنصراف يطلق على فترة عشي الشمس أي انصرافها  ما بعد الظهيرة إلى غروب الشمس , ففي هذه الفترة تتساقط الشمس من السماء تدريجيا حتى اختفائها بعد الغروب
والله أعلم

اجمالي القراءات 48744