فلسطين. . نقطة ومن أول السطر

كمال غبريال في السبت ٢٣ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

صدق أو لا تصدق: مازال هناك أشاوس مصريون يلعقون أحذية حماس (المقاومة المجاهدة) حتى بعد تأكد قتلها لجنودنا في رفح!!. . رائع هذا المانشيت: "حمدين الصباحي: لن نعاقب حركة حماس بسبب أخطاء المرشد والإخوان"، ولكن السؤال هو: عمركم شوفتم تدني واستنطاع أكثر من كده؟!!
لو كان المصريون شعباً يستشعر بحق معنى الانتماء للوطن، لكان "حمدين الصباحي" هذا قد أصدر بتصريحاته الأخيرة حكماً بالإعدام على مستقبله السياسي. . أستشعر الشفقة بداخلي تغلب الاحتقار لمن يهاجمون نظام الإخوان الذي يتستر على قتل جنودنا في رفح، ويقدمون في الوقت نفسه آيات الولاء والاحترام لإرهابيي حماس الذين ارتكبوا تلك الجريمة الشنعاء، والتي تتفق مع طبيعتهم وتكوينهم الفكري والسيكولوجي، كونهم مجرد مجرمين إرهابيين جعلنا نحن منهم مجاهدين في سبيل الله أو في سبيل وطن سليب، وأعترف أن وجود حمدين الصباحي وأمثاله في صفوف المعارضة لنظام الإخوان يجعلني غير متلهف على زوال الكابوس الإخواني، خوفاً من الدخول في كابوس لا يقل عنه بشاعة.
"حمدين الصباحي (أو الصدامي)" ليس نشازاً داخل جبهة الإنقاذ، فكبار رموزها يحملون ذات فيروس العروبة اللعين وإن تدرجت بينهم شدة أعراض المرض!!. . هل نحن حقاً شعب يستعذب الإهانة والإذلال، حتى نأتي بالأسافل حكاماً لنا، ونظل نهيم في التنظيمات الإرهابية الفلسطينية مهما فعلت بنا، أو هل تناسى الناصريون أصحاب الحناجر العظيمة والعقول الخربة سفالة ياسر عرفات وصحبه ضد إلههم عبد الناصر يوم وافق على مبادرة روجرز، ناهيك عن قتلهم ليوسف السباعي وكارثة الطائرة المصرية في لارناكا وخطف السفينة أكيلي لاورو؟!!. . من يقدم على سرد تاريخ المنظمات الفلسطينية الأسود ضد الشعب المصري والأردني واللبناني، والفساد الذي عاثوه في كل عاصمة أو مدينة عربية حلوا فيها وآوتهم، ولعل أبرزها الموقف المخزي لياسر عرفات ورجاله أثناء غزو صدام للكويت، بل ومواقف هذه المنظمات المتناقضة ضد بعضها البعض وضد الشعب الفلسطيني ذاته، أو ليس الشعب الفلسطيني المسكين هو في الحقيقة أسير هذه المنظمات الإجرامية بكافة أيديولوجياتها، بأكثر مما هو أسير الاحتلال الإسرائيلي؟. . ربما نظرة واحدة على ذلك السجل كفيلة بأن نكتشف حجم الهطل والخراب الذي يسوقنا إليه العروبجية والمتأسلمون!!
يقول المثل الشعبي: "لا تعايرني ولا أعايرك، الهم طايلني وطايلك"، فإذا كنا نقول وبحق أن الإخوان لا يعترفون بوطنية ولا ينتمون لوطن، فالعروبيون والناصريون كذلك، فالأولون ينكرون الوطن لصالح خلافة إسلامية تشمل سطح الكرة الأرضية تحقق لهم ما يحلمون به من أستاذية العالم، والأخيرون يتنكرون للوطن لصالح إمبراطورية عربية من "الخليج الفارسي إلى المحيط الهادر (لبيك عبد الناصر)"، ألم يسبق لعبد الناصر الزعيم العروبي الهمام ومعبود الجماهير أن ألغى اسم "مصر" من على الخريطة، واستبدلها باسم "الإقليم الجنوبي"، فلماذا ننكر على الإخوان الآن ما تعودنا جميعاً أن نفعل مثله؟!!. . نحن شعب يبيع وطنه وانتماءه الوطني في أقرب سوق نخاسة يصادفه وهو يترنح عبر تاريخه الطويل، وربما ينفرد الشعب المصري عبر تاريخه الطويل بأنه الشعب الذي يتنكر دوماً لهويته، ليس انطلاقاً لآفاق حضارية رحبة، ولكن انزلاقاً لما هو أسوأ وأدنى.
ننتظر رداً من رئيس جمهوريتنا المجاهد على ما قاله أوباما في إسرائيل، وإلا عليه وعلى أهله وعشيرته أن يشدوا اللحاف على روحهم واحنا نصوت عليهم، وسوف يقدمون لنا مكرمة إذا اصطحبوا معهم العروبجية تحت ذات اللحاف!!. . هل آن لنا أن نستفيق ونرى حقيقة ما يسمى "القضية الفلسطينية" بملامحها وعناصرها الحقيقية بمعزل عن شعاراتنا وأوهامنا وهلاوسنا، لنضع بعد كل ما كان "نقطة" ونبدأ من "أول السطر"؟

اجمالي القراءات 6691