أنقذوا ذاكرة مصر من ألزهايمر الإخوان

خالد منتصر في الإثنين ٢٥ - فبراير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

انفراد «الوطن» بوثيقة بيع ماسبيرو تسليم مفتاح من خيرت الشاطر لدولة قطر المجيدة حفظها الله ذخراً للإخوان هو فى حقيقته انفراط وطنى، ومن الانفراد للانفراط تتم فصول المهزلة، صرخنا من قبل: لا نريد أن يتسرب من القصر الرئاسى ومن جهاز المخابرات وأخيراً من مركز المعلومات كل ما هو سرى جداً إلى مكتب الإرشاد مباشرة ومنه إلى إخوان العالم، صرخنا من قبل: لا نريد أن تتعرى مصر معلوماتياً أمام الدنيا من خلال تنظيم سرى عالمى كهنوتى عنكبوتى، وبعد أن دانت قطوف الدولة وتم السيطرة على مفاصلها إخوانياً أتصور أن مصر باتت مكشوفة ولم يعد لديها أسرار بفضل الدليفرى المعلوماتى الموصول ما بين قصر الاتحادية ومبنى المقطم!

يأتى بيع ماسبيرو ليثبت أن الإخوان ليس لديهم عزيز، وأن الإحساس بمصر والوطن بعافية حبتين، فالمهم الجماعة والتنظيم، ويحترق الوطن بكل آبار الجاز الموجودة فى أطراف العالم الأربعة، وهنا لا بد من استغاثة مشروعة: أنقذوا كنوز ماسبيرو ومكتبته الثرية التى هى ذاكرة مصر التاريخية فى العصر الحديث، من يبِع المبنى يبِع المعنى، وبكل بساطة وسهولة ومع سبق الإصرار والترصد، وخاصة أن الإخوان فى عداء مزمن مع كل هذا التراث التليفزيونى، هم فى خصام مع الفن ومع الستينات ومع المرأة ومع الإبداع، مطلوب الحجر والجرد لكل محتويات مكتبة التليفزيون والإذاعة، فالإخوان لن يتورعوا عن بيع أى شىء والتضحية بأى شىء تحت شعار إنقاذ الاقتصاد الذى فشلوا بامتياز فى انتشاله من كبوته التى تحولت إلى موت إكلينيكى، كما فكروا فى بيع ماسبيرو من الممكن أن يبيعوا الأهرامات وأصنام الفراعنة ومومياواتهم، وبالطبع مكتبة ماسبيرو بالنسبة لهم مجرد تسليك زور، سيباع فى المزاد طه حسين وحواراته، والعقاد وتسجيلاته، وعبدالناصر وخطبه، وكل تسجيلات تاريخ مصر التى وثّقها ماسبيرو وقت أن كان أعظم تليفزيونات المنطقة العربية أو بالأصح التليفزيون الوحيد فى الوطن العربى، أما عن كنوز الإذاعة فحدث ولا حرج، سيدخل قاسم الإخوانى مغارة على بابا الإذاعية والتليفزيونية، ولن يوقفه سعال المسئولين، بل سيغرف من الياقوت والمرجان ويخرج مع عصابة الأربعين حرامى! مثلما أنقذنا كنوز أبوسمبل لا بد أن ننقذ كنوز ماسبيرو، لا بد من لجنة محايدة من مثقفى مصر لإنقاذ مكتبة ماسبيرو من نزيف الشرائط المهربة التى يدور الهمس حالياً فى أروقة ماسبيرو بأنها تخرج عبر الأبواب إلى خارج المبنى، أتمنى أن يكون هذا الهمس مجرد نميمة، ولكن لن ننتظر حتى يباع تاريخنا الثقافى فى المزاد على يد السماسرة الذين يتاجرون فى كل شىء بداية من الدين وانتهاء بهلاهيل القماش، حتى لا يباع عقلنا وتُجرّف ذاكرتنا وتُحرق مكتبتنا على يد التتار والبرابرة الذين أحرقوا مكتبة بغداد من قبل وداسوا على تراثها بسنابك الخيل.

كل شىء مباح فى زمن الإخوان، وهذا التراث ليس تراثهم إنما هو تراث مصر، لا بد كما هو مطلوب منا أن نحافظ على عقول طلبة مصر من أخونة المناهج، أن نحافظ على ذاكرة الإعلام المصرى من زحف ألزهايمر الإخوان.

اجمالي القراءات 7374