مصر وسيناء وغزة الأسيرة

كمال غبريال في الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً


• كل التعاطف والمساندة الإنسانية لأهالي غزة أسرى العصابات الإرهابية المرتزقة الذين يتخذون المواطنين رهينة. . المجرمون في حق شعب غزة والإنسانية هم الإرهابيين الذين يطلقون صواريخهم الفشنك من داخل التجمعات السكانية متخذين من الأطفال والنساء دروعاً بشرية. . في عهد مبارك كانت إسرائيل في هجماتها على غزة تضع مبارك ومصر في اعتبارها وحساباتها بدرجة أو بأخرى، لكن الآن. . . .؟!. . في عهد مبارك كانت مصر تقوم بدور الوسيط بين إسرائيل وحماس، وكان هذا يستفز أبطال الميكروفونات المصرية، الآن ومصر يحكمها من يُخَدِّمون على حماس المجاهدة، انتقلت مصر من دور الوساطة إلى دور تابع حماس الذي تبلغه إسرائيل بتعليماتها، ليقدمها خاضعاً مطيعاً مرتعشاً للأسياد المجاهدين في حماس، أو الذي تلقنه حماس بمطالبها فينقلها مغلوباً على أمره إلى إسرائيل.
• ما يسمونه "خيار المقاومة" هو في حقيقته خيار الارتزاق بالإرهاب، وخيار التجارة بمأساة الفلسطينيين الذي أضروا بأنفسهم وأضرت العروبة بهم أضعاف ما أضرهم من يلقبونه العدو الصهيوني. . أن تحتضن نقابة الصحفيين المصريين خالد مشعل الواجهة السياسية لمنظمة إرهابية هذه واحدة، أما أن يجلس الصحفيون أمامه هذه المدة الطويلة وهو يسمعهم عباراته الإنشائية البليغة المزخرفة بلا محتوى حقيقي، وتلويناته الساذجة التي تصف الهزائم بالانتصار وتزعم أن جرائمهم في حق شعب غزة الذي تحكموا في رقابه هي صمود وبسالة، دون أن يوجه أحدهم له سؤالاً يُفْهِمْه فيه أنه لا يتحدث إلى مهاطيل، فإن هذا استنطاع ممجوج ممن يفترض أنهم صفوة مصرية.
• خطاب خالد مشعل في نقابة الصحفيين درس كيف تجعل من نفسك بطلاً وأنت تمارس الإرهاب مختفياً بين النساء والأطفال، وكيف تزهو بنفسك وأنت تحطم شعبك وتحيل حياته إلى مأساة. . الانتصارات المريرة ابتكرها عبد الناصر عام 1956، وطورها حزب الله وبطله سماحة السيد بخروجه حياً من تحت القصف الإسرائيلي الذي خلف دماراً شاملاً وأكثر من ألف قتيل، لتستمر انتصارات حماس المثيلة، حيث تتلقى الجماهير القصف والتدمير، ليخرج في النهاية المختبئون تحت الأسرة في غرف نوم الأطفال ليبشرونا بانتصاراتهم الباهرة على العدو الصهيوني، وبقرب تحرير القدس والمسجد الأقصى.
• نجوم النخبة الذين يعتذرون الآن الواحد بعد الآخر عن تأييدهم للإخوان كانوا يعلمون جيداً أن الإخوان لا يعترفون بوطن ولا وطنية، وبالتالي ليس من حقهم الآن الاعتراض حين يستهل الإخوان تنفيذ رؤاهم المعلنة بتسليم سيناء للفلسطينيين الحمساوية.
• لو تم استئصال شأفة الإرهاب من المنطقة ومن ثم من الفلسطينيين، يمكن عندها توطين بعضهم في الدول العربية الخليجية بدلاً من استيراد العمالة الأسيوية، رفقاً بالفلسطينيين أولاً، ولإسدال الستار على مسلسل أوجاع قضيتهم المزمنة ثانياً، ولمساعدة دول الخليج على تنمية مستدامة ثالثاً. . هذا بالطبع إذا كانت شعوبنا قد شبعت من الكراهية والحروب والإرهاب ولم تعد تطلب المزيد منها.
• بالنسبة للعالم أجمع فلسطين قضية حقوقية وإنسانية، لكنها بالنسبة للعرب ورم سرطاني أفرزته الكراهية والعنصرية الجارية في شرايين شعوبنا.
• أمثال وائل غنيم ومصطفى النجار وغيرهم كثيرون من رموز هوجة يناير 2011 شباب ثوري جميل، لكنهم أبناء الثقافة العروبية والمتأسلمة، وفشلوا في الانفتاح على العصر وقيمه وآفاقه، بعكس تصوراتنا الأولية عنهم، وقد كان من الطبيعي أن يلعبوا ولو دون قصد أو اتفاق مسبق دور الأداة في يد قوى التخلف والإظلام. . مسكين د. أيمن نور، يقرع جميع الأبواب ويرتمي بجوار كل الموائد، بحثاً عن فتات يتساقط يسد رمقه وطمعه في مجرد التواجد.
• بالتأكيد كان نظام مبارك سيئاً، لكنه أيضاً كان أفضل وأكثر مما نستحق. . كانت مصر في عهد مبارك تسير نحو التقدم بخطوات عرجاء متعثرة، لكنها الآن قعيدة وهناك من يحاول حملها ليلقي بها في هاوية التخلف. . معركة العلمانية ليست صراعاً مع الجهلة الإرهابيين، لكنها بالأساس صراع ضد الجهل والفقر والمرض، ضد كل ما يتفشى حين تتعفن الأفكار وتفسد الضمائر.
• لقد حان الوقت بالفعل لكي يثبت الإخوان المسلمون للشعب المصري عملياً على أرض الواقع أن "الإسلام هو الحل". 
 من هؤلاء الذين تظاهروا ليلة أمس، هل هم ثوار أم فوضويون أم مأجورون من جهة ما، وماذا تريد هذه الجهة إن وجدت بالفعل؟. . في المستنقعات الموحلة والرمال الناعمة أي حركة تؤدي للمزيد من الغوص غرقاً.                             
 
 

 
اجمالي القراءات 6869