مشاهد سينمائية فى النهضة الإخوانية

خالد منتصر في السبت ١٣ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ما الدنيا إلا مسرح كبير» صيحة أطلقها عميد المسرح العربى يوسف وهبى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، و«ما النهضة إلا سينما ترسو» أطلقها عميد السينما الإخوانية يوسف وهمى قبل أن نلفظ نحن أنفاسنا الأخيرة!!، أحياناً أحس وأنا أراقب المشهد السياسى وكأننى فى سيرك، وأحياناً أحس أننى أمام شاشة سينما كبيرة، ولأننى لا أستطيع القيام بحركات السيرك البهلوانية لظروف الانزلاق الغضروفى فسأكتفى بترجمة ما أراه سياسياً لمشاهد سينمائية تباغتنى وتقتحم مسام عقلى كلما راقبت المشهد السياسى.

* المشهد الأول: مشهد التلكيكة الإخوانية لإقالة النائب العام فى القضية الخطأ التى باشرها قاضى تحقيق بأوامر وزارة العدل، وكان الواجب على الإخوان لو عايزين يقيلوه بحرفنة أكثر أن يختاروا قضية باشرها هو منذ البداية وجمع أدلتها هو منذ البداية!، هذه التلكيكة تذكرنى برشدى أباظة فى فيلم الزوجة 13 عندما لطم شادية بالقلم وهو يصرخ فيها «وكمان بتقولى لى صباح الخير!».

* المشهد الثانى: كلما جلست مستمعاً ومشاهداً لقيادة إخوانية وهى تشرح مشروع النهضة وتفاصيله ومعجزاته التى للأسف لا يحس بها أحد برغم انخفاض سعر أنبوبة البوتاجاز لمائة جنيه فقط لا غير وكيلو الفاصوليا لسبعة عشر جنيهاً بالتمام والكمال وتوافر السولار لدرجة تصديره إلى غزة وبلاد واق الواق!!، أحس أننى أمام مشهد طلعت زكريا فى فيلم غبى منه فيه وهو يتطلع إلى خطة الاقتحام والسرقة التى يشرحها له هانى رمزى على لوحة ضخمة مشيداً بنظرته التى تتدفق هطلاً وغباء قائلاً: «شكلك فاهم يا نصه»!!، الظاهر أننا جميعاً سنتحول إلى شعب من الأنصاص والنصانيص ونحن نتطلع إلى صرح مشروع النهضة خاصة بعد وضع اللبنة الأولى له والتى ليست من الأسمنت ولكنها من أوراق رخص المرور المسحوبة التى عدها الرئيس من ضمن إنجازاته المئوية والتى بلغت 43 ألف رخصة سير عكس الاتجاه!.

* المشهد الثالث: مشهد التراجع الإخوانى عن الوعود بمعدل أسرع من الضوء، لن ندخل انتخابات مجلس شعب إلا على 40 أو 50% ثم يدخلون على 100%، لن ندخل انتخابات الرئاسة لدرجة فصل أبوالفتوح من الإخوان لأنه كفر وتجرأ على كسر هذا الأمر الإرشادى ثم دخلوا بأساسى واحتياطى، حنعمل تأسيسية توافقية ثم تشكل تأسيسية إخوانية، نائب قبطى وامرأة والنتيجة تهجير قبطى وزواج قاصرات.. وهكذا، كل هذه المشاهد العبثية التى تنتمى إلى زمن الكوميديا السوداء تذكرنى بمشهد الريس عبدالفتاح القصرى فى فيلم ابن حميدو عندما يقسم بأغلظ الأيمان على تنفيذ شىء ثم عندما تنظر إليه زوجته نظرتها النارية المرشدة يرد قائلاً: تنزل المرة دى!.

* المشهد الرابع: تبرير وتسويغ وتسويف أى شىء من خلال تفسير هذا الشىء أو التصرف أو القانون من خلال نص دينى أو إلصاقه بالدين، بداية من قانون الطوارئ الذى أعلن وزير العدل أنه قد جاء فى القرآن ونهاية بزواج طفلة التسع سنوات الذى برره الشيخ برهامى عضو لجنة الدستور بآية «واللائى لم يحضن»، يذكرنى هذا بكلام الشيخ مبروك الذى جسّده حسن البارودى فى فيلم صلاح أبوسيف العبقرى «الزوجة التانية» عندما أقنع الفلاح الغلبان أبوالعلا بتطليق زوجته لكى تتزوج العمدة بآية «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم»، ولأن الأوراق أوراقهم والبلد بلدهم والدفاتر دفاترهم فدائماً سيقنعنا الشيخ مبروك، وإن لم يقنعنا سيقمعنا، ولك الله يا أبوالعلا يا غلبان ياللى بتتمرمغ فى نعمة مشروع النهضة وبتغرق فى إنجازات المائة يوم!.

اجمالي القراءات 9399