كيف نعيد الإعتبار لأبطال أكتوبر؟

حمدى البصير في السبت ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

رغممرور 39 عاما على قيام حرب أكتوبر المجيدة ، إلا أننا لم نعط لتلك الحرب العظيمة حقها حتى ، ولم نسع إلى تخليدها ، كما أننا ظلمنا كثيرا معظم أبطال حرب أكتوبر ، ولم نوفهم حقهم ، سواء من الناحية الإعلامية أو الأدبية ، بل أننا حصرنا إحتفالاتنا خلال الثلاثين عاما الماضية ، وتحديدا فى عهد " المحبوس " والمخلوع " حسنى مبارك فى التمجيد فى الضربة الجوية أثناء الحرب ، والعبقرية القتالية للقوات  الجوية  خلال المعارك فى سيناء، وكان ذلك من باب النفاق الإعلامى الرخيص لرئيس الجمهورية المخلوع حسنى مبارك ، قائد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر ، وقد إختزلنا بسبب هذا النفاق ، إحتفالات أكتوبر فى شخصه ، وخشى حاشية الرئيس ، أو منافقيه ، أن يشيروا إلى أمجاد وبطولات باقى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة أثناء الحرب ، وإلى المعارك البطولية التى خاضتها الجيوش المختلفة ، والبطولات الفذة التى قام بها أفراد القوات المسلحة ، حتى لايشوشوا على البطولات الخارقة التى قام بها السيد " الرئيس " ، بل إن مبارك نفسه لم يفكر فى منح صاحب قرار الحرب والبطل الفعلى لحرب أكتوبر ، الرئيس الأسبق السادات ، قلادة النيل العظمى ، رغم أنه ولى نعمته ، وقام الرئيس الحالى محمد مرسى بتقديم القلادة لأسرة السادات أول أمس ، بل وسلم أسرة الفريق سعد الدين الشاذلى ، رئيس الأركان الأسبق ، وصاحب خطة إقتحام خط بارليف ، نفس القلادة تقديرا لجهوده أثناء حرب أكتوبر المجيدة ، وبعد 39 عاما من قيامها .

والغريب إنه على مدى السنوات الطويلة الماضية ، ورغم إنتاج ألاف الأفلام السينمائية ، إلا أننا لم ننتج فيلما عالميا قيما ، يخلد حرب أكتوبر ، ويلقى الضؤ على بطولات أفراد القوات المسلحة فى تللك الحرب ، ولكن عندما قرر بعض المتجين المنافقين فى إنتاج فيلما عن حرب أكتوبر إختاروا أن يكون عن " الضربة الجوية " ، وبالتأكيد تم حذف هذا الفيلم من الخريطة السينمائية المصرية ، وكان ذلك بفضل ثورة25 يناير العظيمة ، التى أزاحت نظاما ، كان سيهيل التراب على ذكريات حرب أكتوبر بسبب مافعله بنا " صاحب الضربة الجوية " والذى كان " يمن " علينا ليل نهار ، من خلال أجهزة إعلامه المنافقة ، بأنه لولا بطولات " مبارك " فى حرب أكتوبر لدخلت القوات الإسرائيلية إلى شوارع القاهرة ! .

أطالب بتخليد بطولات حرب أكتوبر فى أفلام سينمائية عالمية ذات إنتاج مشترك خلال الفترة القادمة ، لإن الفيلم السينمائى أصبح الأن أكثر تأثيرا ،على مستوى العالم ، من المقالات والمذكرات الشخصية ويوميات الحرب والافلام الوثائقية التاريخية الموجهه ،  وأتمنى أن أشاهد فيلما عالميا يخلد بطولات قواتنا المسلحة فى معارك كبريت ، وعين موسى وتبة الشجرة ، والمزرعة الصينية ، بل وفيلم كبير يفسر أسرار وألغاز ماحدث فى ثغرة الدفرسوارالشهيرة ، والتى مازال اللغط يدور حولها حتى الأن ، وأيضا إبرازالبطولات التى حدثت فى حرب الإستنزاف خاصة معركة شدوان وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات  .

من العار أن نحتفل بذكرى حرب أكتوبر من خلال أفلام وثائقية شاهدناها ألاف المرات ، أو تذاع أفلام الرصاصة لاتزال فى جيبى والوفاء العظيم وبدور ، والتى مللنا منها ، كما أن أفلام السبعينات عن تلك الحرب العظيمة ، لم تعد تناسبنا الأن إطلاقا !

لدى المنتجين المصريين الان فرصة عظيمة ، فى ظل النظام الحالى لإنتاج أفلام سينمائية عالمية عن حرب أكتوبر ، فهى من ناحية ستنشط الذاكرة الوطنية ، وتعطى صورة ممتازة للأجيال الجديدة عن صفحات مجيدة من تاريخ مصر، بل وتعيد الإعتبار لأبطال حرب أكتوبر الشرفاء ، وفى نفس الوقت ستكون تلك الأفلام بمثابة رسالة قديمة جديدة عن بطولات العسكرية المصرية ، وبالتالى تدشين بداية جيدة لإستعادة مصر بقوة للدورها الإقليمى والدولى ، بعد أن حاول "الصغار " بنقودهم الإستيلاء على هذا الدور .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 8776