تطهير و" تحرير " ميدان التحرير

حمدى البصير في الإثنين ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أخيرا تم تطهير ميدان التحرير من البلطجية والخارجين عن القانون ، ومن الباعة الجائلين الذين هم فى حقيقتهم بلطجية أيضا ، ومتنكرين فى صورة باعة شاى ومثلجات وحمص الشام ، ومخدرات وأشياء أخرى ففى خلال ساعة واحدة إقتحمت قوات الأمن الميدان وطهرته من الخارجين عن القانون ، من البلطجية والمسجلين خطر والمتسولين واطفال الشوارع والعاطلين والباعة الجائلين ، وازالت الخيام والعشش من " الصينية " التى تتوسط الميدان ، وذلك بعد ان تأكدت وزارة الداخلية أن الموجودين فى الميدان من " المتسكعين " لاينتمون إلى أى أحزاب أو قوى سياسية ، أو حركات وطنية وثورية ، وإن الغالبية العظمى التى إشتبكت مع قوات الأمن التى كانت تحمى السفارة الأمريكية ، كانت تتمركز فى التحرير ، وليس لهم علاقة إطلاقا بالإعتراض على الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم .

ويوم الجمعة - 28سبتمبر - مررت بميدان التحرير ، وسعدت سعادة بالغة بسبب الحالة الجمالية التى ظهر عليها الميدان ، نظافته ، وإنسياب حركة المرور به ، وإعداة تشجير " الصينية " التى تتوسط الميدان ، وفرشها بالعشب الأخضر ، وسررت أيضا بالتواجد الامنى به ، بل ورقى المناقشات والحوارات التى سمعتها من بعض زائرى الميدان ، والذين تجمعوا حول " الصينية " عقب صلاة الجمعة ، ودارت بينهم احاديث كثير ، سياسية وإجتماعية وإقتصادية ، ولم أسمع أصواتا عالية أو سباب ، بعد أن تم تطهير الصينية من مدعى الثورية والعاطلين والمعتصمين بلا هدف ، بل أقام كبار البلطجية وموردى أطفال الشوارع خياما فى تلك الصينية ، وحولوها إلى أوكار لتجارة وتعاطى المخدرات ، وممارسة الأعمال المنافية للأداب ، ومأوى للخارجين عن القانون ، ومحترفى الشغب فى المظاهرات ، وكان من بين هؤلاء ، المعلمة جليلة ، التى كانت من أشهر المناضلات المنحرفات فى التحرير ، والتى كانت تسيطر على بعض أولاد الشوارع ، وتستخدمهم لصالح أخرين – ومنهم الفلول – فى مواجهة قوات الامن ، وإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف عليهم ، وتفجير المظاهرات السمية من الداخل ، وتقويض إستقرار البلاد.

وقد قرر قاضي المعارضات بمحكمة وسط القاهرة، يوم الأربعاء الماضى ،تجديد حبس «جليلة .م» (33 عامًا)، وشهرتها شيرين، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، في الاشتباكات التي دارت بين المعتصمين وقوات الشرطة في محيط السفارة الأمريكية، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها غاضبون من الفيلم المسيء للنبي محمد (ص) .

واعترفت المتهمة في تحقيقات نيابة قصر النيل، بأنها ذهبت إلى المظاهرة منذ بدايتها، يوم الثلاثاء، 11 سبتمبر الماضي، وظلت تقاوم السلطات هناك ، حتى ألقي القبض عليها، وقالت في التحقيقات التي استمرت معها قرابة 5 ساعات بأنها: "شاهدت 3 أشخاص يدعَون عبودي، وتركي، ومحمد نصار، بالإضافة إلى 5 آخرين يقومون بتوزيع مبالغ مالية على الشباب المشاركين في أحداث العنف التي شهدها محيط السفارة الأمريكية، تراوحت بين 500 جنيه إلى 3 آلاف جنيه على المسجلين خطرًا؛ لتحريضهم على اقتحام السفارة والتعدي على قوات الأمن المركزي".

وأضافت المتهمة أنها سبق أن تعرفت على هؤلاء الأشخاص داخل مقر حملة المرشح الرئاسي السابق، أحمد شفيق، وسبق لها أن شاهدتهم في العديد من الأحداث التي أثارت الرأي العام المصري على مدار الآونة الأخيرة، يقومون بتوزيع مبالغ مالية على المتظاهرين.

وقد أمرت النيابة بتكليف جهاز الأمن الوطني، والأجهزة الأمنية المختصة، بتحديد هوية المتهمين بدفع مبالغ مالية للمتظاهرين، وتحريضهم على اقتحام السفارة، ونسبت لها النيابة تهم «إثارة الشغب، ومقاومة السلطات، والتعدي على ضباط وأفراد الشرطة، وإحداث إصابات بأفراد قوات الأمن المكلفين بحماية مقر السفارة، وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، والتجمهر وتكدير الأمن العام». وأضافت لها تهمة جديدة بحصولها على مبالغ مالية بغرض اقتحام السفارة الأمريكية .

وقد تحولت الإحتجاجات أمام السفارة الأمريكية ، بسبب الفيلم المسىء إلى الرسول (ص ) إلى مشاهد عبثية الاسبوع الماضى ، وذلك عقب إنسحاب القوى الإسلامية والقبطية " الوطنية " من أمام السفارة ، بعد أن أوصلوا رسالتهم ، بعد وقفة رمزية سلمية متحضرة ، تشابكت فيها أيادى السلفيين مع المسيحيين ، وأعلن الجميع رفضهم للإساءة إلى المقدسات الدينية بصفة عامة وإلى الرسول الكريم بصفة خاصة ، وطالبوا بمحاكمة المسؤليين عن إنتاج وتسويق وعرض الفيلم البذىء ، والذى يقف وراء عرضه بعض الشواذ من أقباط المهجر.

ولا أعرف لماذا صب المحتجون من صغار السن ، جام غضبهم على قوات الأمن التى تحمى السفارة الأمريكية ؟ منذ فجر الأربعاء وحتى يوم السبت الماضى ، كما لوكان هناك " ثأر بايت " بينهم ، وكإن الشرطة هى التى أنتجت الفيلم الهابط الذى أساء إلى الرسول ، ولا أفهم أيضا لماذا حرقت سيارات الشرطة ، وقام بعض المجهولين من محترفى المظاهرات المأجوريين ، برشق قوات الامن بالحجارة وزجاجات الملوتوف ، وتوجية شتائم قذرة لأفراد الشرطة بل  و" سب الدين " لهم ، ثم يتراقص هؤلاء الصبية الصغار فرحا ويصيحون :  " فداك يارسول الله " !

هؤلاء الصبية ، أغلبهم من أطفال الشوارع والمتسربين من المدارس ، والعاطلين ، ويتعاملون مع المظاهرات والإعتصامات كأنها " سبوبة " أو مصلحة "وأكل عيش ، وهؤلاء المرتزقة الصغار ، شاركوا فى مظاهرات محمد محمود والقصر العينى وبعضهم حرق المحمع العلمى ، والذين يحركونهم ويمولونهم لايسعون إلى رد الإساءة عن الرسول ولكن يهدفون إلى زعزعة الإستقرار ، وخراب مصر ، ويقومون بتصفية حساباتهم الشخصية مع نظام الحكم الحالى ، مستخدمين فى ذلك البلطجية والصبية المشردين ومحترفى الإجرام ، والذين حولوا نشاطهم ومقر عملهم فى ميدان التحرير ، ولكن جاءت عملية تطهير الميدان وتحريره من البلطجية والخارجين عن القانون والصبية المشردين ، الذين طردوا الثوار وإحتلوا الميدان ، ولكن تم تحرير الميدان من البلطجية الغزاة ، وعاد كما كان رمزا لثورة 25 يناير الرائعة   ... ولكن ! .

 

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 8108