مؤامرة " موريس " وموقف الأقباط

حمدى البصير في الأحد ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 إنكشفت المؤامرة التى شارك فيها بفاعلية موريس صادق ، المصرى سابقا ، ورئيس مايعرف بجمهورية أقباط المهجر، والذى كان يخطط ، هو وبعض الصهاينة ، من أجل إحداث فتنة طائفية فى مصر ، وإعطاء الفرصة لتد

خل أمريكى سافر فى شؤوننا الداخلية ، قد كان سينتهى بالمشاركة فى تقويض تجربتنا الديمقراطية الوليدة ، وزعزعة الإستقرار فى مصر ، بل وحرب أهلية – لاقدر الله – إذا خرجت الأمور عن السيطرة ، وحدثت الطامة الكبرى ، بوقوع إقتتال داخلى بين المسلميين والمسيحيين فى مصر ، كما كان يخطط ويسعى ويحلم ذلك العميل الإسرائيلى المحسوب على أقباط المهجر .

 فقد إختار " موريس " توقيت الحادى عشر من سبتمبر ، أى فى الذكرى الحادية عشر لوقوع هجمات الحادى عشر من سبتمبرفى أمريكا ، كى يروج ويسوق لفيلم " ساقط" يسىء للإسلام والمسلمين ، ويسىء أيضا للنبى محمد صلى الله عليه وسلم ، خاتم الانبياء والمرسلين ، وأعظم ماأنجبته البشرية ، وقد إستغل موريس – الذى أسقطت عنه الجنسية المصرية – المشاعر السلبية لبعض الأمريكان ضد الإسلام ، والمتطرفيين الإسلاميين ، والتى من الطبيعى أن تتأجج بالسلب فى تلك الذكرى ، وقام بعرض الفيلم الهابط الملىء بالاكاذيب ، والطافح بالحقد ضد الإسلام ونبى المسلمين ، على صفحته الشخصية السوداء على الفيس بوك ، وعلى بعض المواقع الإلكترونية لمتطرفيين مسيحيين أعماهم الحقد والتعصب المقيت ضد الإسلام ، وعلى موقع "يوتيوب" ، بعد أن رفضت الإدارة الأمريكية عرضه فى دور العرض بالولايات والمدن الأمريكية ، وكان من الطبيعى أن يغضب المسلمون فى كل أنحاء العالم من عرض هذا الفيلم القمىء ، خاصة فى الدول العربية ومصر ، وكان يحلم " موريس " وعصابته ، من الكارهيين لانفسهم وللإسلام ، أن يصب بعض المسلمين فى مصر جام غضبهم على الأقباط المصريين ، وتحدث إعتداءات على الكنائس ، وينكل بالمسيحيين فى شوارع مصر ، وتحدث الفتنة الطائفية " الكبرى " عندما يدافع الإقباط عن أنفسهم ، وعن كنائسهم ، وتراق دماء المصريين ، من المسلميين والمسحيين فى الشوارع ، بل ويذهب بعض المتطرفيين المسلمين ألى السفارة الأمريكية ، وهى البلد التى أنتج فيها الفيلم وعرض فيها ، وإلى السفارة الهولندية ، وهى الدولة الأوروبية التى سمحت للأقباط المصريين باللجؤ إليها سياسيا بلا شروط ، بحجة إضهادهم المستمر فى مصر ، ويقومون بحصار السفارتين وإقتحامهما والإعتداء على الدبلوماسيين الأمريكان والهولنديين ، وبالتالى يتم " تدويل " الصدام الإسلامى - القبطى ، وتتدخل أوربا والولايات المتحدة لحماية رعاياهم ، ويحدث مالايحمد عقباه ، وتضيع إنجازات ثورة يناير فى لحظات ، وتجهض تجربتنا الديمقراطية فى دقائق ، بل يمكن أن يتم تقسيم مصر إلى دويلات قبطية ونوبية وبدوية وشيعية وسنية فى ساعات ! .

 هذا كان مايحلم به المصرى سابقا موريس صادق ، وعصابته ، ومنهم منتج فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول محمد (ص ) وهو سمسار العقارات الإسرائيلي - الأمريكي، الذى قام بجمع خمسة ملايين دولار من مئة متبرع يهودي لإنجاز الفيلم الأسود، والذى جري تصويره في ولاية كاليفورينا في مدة 3 أشهر خلال العام الماضي ، وتم عرضه حاليا .

 وهذا ماكان يخطط له ،سام باسيل منتج ومخرج وكاتب الفيلم، والذى قال إنه قرر إنتاج الفيلم لإظهار أن الإسلام دين كراهية، وأن الفيلم هو فيلم سياسي وليس فيلما دينيا ، وأنه جهد سياسي من أجل لفت الأنظار إلي "النفاق في الإسلام" !

وهذا ماكان يتمناه القس المتطرف تيري جونز ، الذى قام بالترويج للفيلم والمشاركة فى إنتاجه ، وهو المعروف عنه في السابق قيامه بحرق نسخ القراٌن الكريم أمام الكاميرات وهو ما أثار موجة غضب عالمية وقتئذ.

 موريس صادق محامي قبطي مصري – أمريكي، وأحد أقباط المهجر الذي وقفوا وراء الفيلم المسيء للرسول”محاكمة محمد, من مواليد عام 1943، هاجر لأمريكا في العام 2000، وشغل منصب رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية ..

 واشتهر موريس صادق بمواقفه المتطرفة تجاه مصر عامة والمسلمين خاصةً، وكان أول من طالب في عام 2004 بتدخل “إسرائيل” في شئون مصر الداخلية لحماية الأقباط عقب أزمة وفاء قسطنطين.

 واستغل موريس صادق ثورة الـ25 من يناير، وطالب بالتدخل الدولي بزعم توفير الأمن والعدالة لـ”المسيحيين” في مصر، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل طالب بإنشاء ما يسمى “الدولة القبطية” التي تساهم – على حد قوله – في الحكم الذاتي لهم داخل مصر، وتساعدهم على الحصول على حقوقهم المهدورة .!.

 ولموريس صادق العديد من الآراء والمواقف التي أثارت جدلاً واسعًا، وجعلته مثارًا للجدل والشك، من بينها مطالبته بالتدخل الدولي في شئون مصر الداخلية ومنع المعونة الأمريكية عن مصر، إضافة إلى إصداره العديد من البيانات والتصريحات التي هنأ فيها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بضرب أسطول الحرية، وتهنئته السنوية لـ”إسرائيل” في ذكرى النكبة، معتبرًا أن “إسرائيل” من أعظم الدول والشعوب المتقدمة التي استطاعت أن تخطو خطوات نحو الديمقراطية والمدنية.

 وأبدى موريس صادق موقفًا عدائيًّا تجاه الإسلام، معبرًا عن رفضه وانتقاده العديد من الآيات القرآنية وواصفًا المسلمين بـ”غزاة مصر” و”الإرهابيين”، مؤكدًا على إساءتهم للعقيدة “المسيحية” وقتلهم للأقباط وخطفهم للقبطيات ، وإن المسلمين وراء إندثار اللغة القبطية ، وإرغم الأقباط على الحديث باللغة العربية رغما عنهم ..

 وقدأسقطت عنه المحكمة الإدارية العليا الجنسية المصرية في مايو 2011، كما أبلغت النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية لمحاكمته ووضعه على قوائم الترقب فى المطار لما ارتكبه من جرائم في حق مصر.

 وقد إختفى موريس صادق نهائيا الأن ، كما اختفي أيضا المنتج الذي عرف نفسه بأنه "يهودي إسرائيلي" منذ يوم الاربعاء الماضى ، بعد المظاهرات في مصر وليبيا، ومقتل دبلوماسي أمريكي في قنصلية بني غازي – والذى أرفضه تماما - وقال في عبر الهاتف من مكان غير معلوم في جنوب كاليفورنيا – قيل انه نفقا للصرف الصحى- إنه قام بإنتاج العمل من أجل مساعدة موطنه الأصلي "إسرائيل" في كشف حقيقة الدين الإسلامي، وهذا يدل إن ماحدث هو مؤامرة صهيونية شارك فيها بعض الأقباط الجهلاء.

ولم يحدث فى مصر ماكان يخطط له الجبناء ، وتم تفويت الفرصة على مثيرى الفتن ، الذين كانوا يخططون لشق النسيج الوطنى ، وحاولوا الصيد فى الماء العكر ،ورددا " أسطواناتهم المشروخة " ، مدعين بأن صعود تيار الإسلام السياسى يعنى المزيد من إضطهاد الأقباط ، وهذا كذب وإفتراء .

 فقد وقف المصريون من أقباط ومسلمين وقفة حضارية أمام السفارة الأمريكية ، مستنكرين ماحدث ، ومنددين بالفيلم البغيض – قبل أن يندس بعض المغرضين بين صفوفهم ويهاجمون قوات الأمن ويصفون حساباتهم معها - وأعلن معظم الأقباط براءتهم من الأفعال السوداء لبعض المتطرفين من أقباط المهجر ، ونددت الأوساط القبطية الرسمية بالفيلم الهابط ، ولم تحدث قتنة طائفية كما كان يخطط الجبناء ، بل كان ذلك الحدث وسيلة لتقوية النسيج الوطنى ،بل كان فرصة للمزيد من التقارب بين عنصرى الأمة .

 وللحديث بقية .

حمدى البصيرelbasser2@yahoo,com       

اجمالي القراءات 8197