ـ اللغة لا يمكن حبسها فى قانون لا يفسر إلا إياها ..وليست حكرا على أحد ونصوصها بناء مفتوحا لقوى عديدة غير قائمة بذاتها وتتحدى انحاصر الدلالة وتقوقعها وانغلاقها على ذاتها
لهذه الأسباب ستبقى اللغة العربية ـ 2

أحمد سليم في الأحد ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

المقالة الثانية

لهذه الأسباب ستبقى اللغة العربية

  

2ـ اللغة لا يمكن حبسها فى قانون لا يفسر إلا إياها ..وليست حكرا على أحد

 ونصوصها بناء مفتوحا لقوى عديدة غير قائمة بذاتها

وتتحدى انحاصر الدلالة وتقوقعها وانغلاقها على ذاتها

( النص المغلق يعنى وضع جثة النص داخل ثلاجة حفظ الموتى )

 

 

أحمد عزت سليم

aehs2020_20@hotmail.com

 

 

     البنية النصية اللغوية العربية : هى ماهية القوة التى تقف حاضرة بخصوصيتها الفنية المتدفقة من ماض سحيق الفاعلية فى قلب حياة نشاطة ، وآلية الحركة وحسية المعايشة وإنتاجية المعنى وديمومة التغير . ومن هذا فإن البنية الأدبية تعبر عن علائق واحتمالات ذات دينامية تتصف دائماً بالجدة والحيوية لا بالحقائق والنتائج النهائية والحاسمة ، وتتاسس بمقدارتها الفائقة على الصمود والتحدى لا بالتجمد والتحجر ولكن بالتوالد والتكاثر وهى تفرض سلطتها عن إبداعية هذا التوالد الذى لا ينفك عن الإنتاجية واستكشاف المحتمل والقادم حتى تتجاوز الشئ الملموس إلى أفق أكثر اتساعاً يأخذ الإنسان إلى عالم التطلع والمعرفة والأمل والخلاص . وبذلك تصير سلطة هذه الماهية ، بكونها طاقة متجددة ، أداة للمعرفة وأداة للتحرر ، ضد السيطرة وضد المرجعية المستغلة ، القائمة على الجاهز المعلب وفرضه .

البنية النصية الكامنة / ماهية القوة تقف بعمق تاريخى ضد الجاهز وضد الخوف منه وضد التبعية وتتجاوز عقده النقص وسد الفجوة .. إنها ترد الإنسان إلى قوته وتجعل من الناص والنص ترسانه معرفية مسلحة بالإبداع ـ كما نعنيه سلفا ، وكما بيناه ـ ومسلحاً بالهوية ضد إلغائها ومحوها .. إن قوة الخطاب والنص الدافعية تنبع بالتالى من ماهية القوة ، ذلك أننا نؤمن بأن الخطاب والنص ليس كل منهما بنية أدبية مستقلة بذاتها وإنما يؤدى إليها بنى مختلفة ومتناقضة ومتوافقة ويؤديان هما بدورهما إلى بنى أخرى متعددة قد تزيد أو تقل حسب الدافعية التى تتميز بها ماهية القوة وهى ليست فحسب ذات أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية ونفسية أو ذات تاثر بجغرافيا الموقع الذى تنتمى إليه أو لها عوامل إقتصادية ، ولكن ماهية القوة تتميز ـ أيضا ـ بتأثير عناصر أساسية تتشكل من التراكيب  الصوتية والنظمية التى تعترى كل التأثيرات فى شكل لغوى تطور عبر التاريخ العميق ومن خلال الوعى البشرى . كما قدمنا ولذا فالنص أو الخطاب الأدبى خاصة ـ لا يمكن أن يكون نصا مغلقا قائماً بذاته أو له كل على حدة قوانينه الخاصة التى لاتفسر إلا إياه من داخله أو بأنساقه التى يتراكب بعضها على بعض ـ كما يرى جاكوبسون ـ وتعرض فى مجموعها وجها لنظام مغلق . 

النص اللغوى المغلق يعنى وضع جثة النص داخل ثلاجة حفظ الموتى ، ليقوم بتشريحها فيها بعد بعض المتخصصين ويلقى النظر عليها وكلاء النص ، وفى أحسن الأحوال يوضع النص داخل المتحف أو بين ضفتى غلاف ويصبح ضمن مقتنيات السادة والصفوة والنخبة .

وإذا قدر أن يكون هناك نصاص مغلقاَ له قانون الخاص المنزاح انزياحاً كلياً ومطلقاً عن ماهية القوة ولا مصدر له غير ذاته ، سيكون نصاً ميتاً لا فاعلية فيه ، ويكون بمثابة إعلاناً لموت الكتابة حتى داخل النص ذاته بالإضافة إلى فقدانه التحقق والإضافة داخل النسق العام للسلطة أوغيرها... لا وجود للانزياح الكلى المطلق الذى يصنع ذاته خارج البناء أو النسق اللغوى العام ، والخروج من شبكة العلاقات والاحتمالات التى  تتشكل من خلال التاريخ وعبره بكل ما تحمله من ماهية القوة ، لا وجود له على مر التاريخ ولم يحدث وحتى بشكل فجائى أو إنكسارى حاد ذلك أن طبيعة الكون هو التدرج سواء كان بطيئا أو سريعاً وهذه هي طبيعة المعرفة أيضاً ، فلا شئ من لا شئ ، وحتى الرسالات الدينية الكبرى والثورات الإنسانية التى أثرت فى البشرية وأثرت التاريخ ونوعته بشبكة من العلاقات والاحتمالات المعقدة والمتميزة والتى مازالت تؤثر فيه بفاعلية وعمق ، فإن خطاباتها لم تكن أبداً انزياحاً كلياً ولا مطلقاً ، حيث تشكلت أدواتها من الواقع المعاش ، كما كانت تعبيراً عن رغبات وطوحات الإنسانية نحو التحرر والخلاص داخل التاريخ لا خارجه ، فخرج خطابها منه وإليه ، وإنما تنشأ الآثار الأسلوبية وقيمها الخاصة والفريدة ليس فحسب من التغاير الناتج عن الجنس والدين والموقع واللغة وإنما من المقدرة على التغاير فى العلاقات والاحتمالات القائمة والممكنة سعياً إلى المستحيل وهو الحرية بإطلاقها وبكونها حرية ـ وإدخالها فى علاقات جديدة واحتمالات جديدة تشكل واقعا مغايرا ممتدا من حاضر سابق إلى حاضرقادم فتتغير معه قوى المقاومة والتشبث وقوى الضعف والانحلال ، بالتالى تتغير ملامح التاريخ وتتشكل فى صيرورة دائمة ، وتصير المعرفة دينامية متجددة ولا وجود للمعرفة الكلية المطلقة، وإنما لطبيعتها الدينامية  فإنها تسعى سعياً حثيثاًً إليها .. هو ذاته سعى الإنسان الحثيث للوصول إلى النظام الكلى أو النسق العام أو القانون الذى يحكم العالم ويفسره ، دون أن يصل إليه كلية لطبيعته المتجددة ، ويصير العالم كحركة تاريخية متنامية قابلاً للفهم كديمومة للتغير بما يحمله من أنساق وبنى ونظم وما تحمله تلك من تصورات ومفاهيم وإشارات ورموز ، وبهذا تصير الحركة ضد الجمود والثبوت والتشبث ، واللغة تختزل كل هذا بداخلها وتحوله إلى خطاب له طاقة دينامية تتفجر منها منابع القدم وتتفجر فيها آفاق الكون المجهولة ، فتنبع منها القداسة والسحر اللغوى والغموض بقدر ما تحمل من توحش الواقع واستفزازه أو ابتذاله وانحطاطه ، سواء على مستوى التكلم أو مستوى الكتابة ، وتصير اللغة بهذا حضوراً مجسماً من العلاقات والاحتمالات الدينامية لانظاماً شكلياً وإطارياً يشكل مجموعة من الإشارات يمكن حبسها فى قانون لا يفسر إلا إياها ثم هى تحمل معها المعرفة الإنسانية ، وهى بذلك تصير مساوية للفلسفة فى تعبيرها عن هذه المعرفة ، ويصير النص بناء مفتوحا لقوى عديدة غير قائم بذاته ويفسر بنى ونظم أخرى يتفسر بها أو بغيرها ، ويكون النص حاضراً لاغائبا ، ولا يمثل أى نوع من الأيقونية أو المتحفية ثم إنه بذلك يتحدى انحاصر الدلالة وتقوقعها وانغلاقها على ذاتها ، وينفتح على العالم كأخطبوط بشع وهائل ينقض عليه .. يتغذى به فتنمو أذرعته ليزداد انقضاضاً ثم نموا ، ثم انقضاضاً ، ثم نمواً .. وهكذا لا يتوقف النص عن الامتداد والانتشار ويظل طازجاً يحمل معه بكارة الحياة الأولى وجدلية الواقع الأزلى وطموح المستقبل ، وتصير ماهية القوة بذلك هى البنية الكامنة الدافعة التى تقف خلف حياتنا بما تحتويه من ميتافيزيقا ، وفيزيقا ، وهكذا فإن كل شئ خارج النص يطمح ويسعي سعياً أكيداً أن يكون بداخله ، وكل شئ داخل النص يطمح ويسعى سعياًَ أكيداً أن يكون بخارجه . وديمومة العلاقاتية والاحتمالية هى التى تجعل الكلية مستعصية على الاشتمال والاحتواء ، طبيعة الكون كما هو مثبت علمياً الحركة والتمدد  والجريان إلى مستقر غير معلوم لنا نحن ـ وإن كان معلوماً عند الله ـ وهذه الطبيعة هى التى تشكل هذه الديمومة التى تسعى إلى الاشتمال والاحتواء دون أن تبلغه ، واللغة كذلك تكتسب هذه الخصيصة وتظل فى جدل مستمر مع الواقع ومع الكون فلا يحتوى أحدهم الآخر ولكن كليهما يسعى لذلك ، وهذا السعى هو الذى يخلق الإبداع ويخلق النص ويحل مسألة التوتر الناتجة عن عدم الاحتواء والانضواء لكنه يخضع بالاستثارة واستمرارية التغير فى القيمة والتأويل . وتنشأ الحداثة من حركة السعى هذه معتمدة على المتدفق العميق السائر بالحياة فينا نحو المستقبل وبخطى ثابتة تعبر عن أصالتها وحضاريتها العميقة الاثر والتاريخ ، والمستقبلية التشكيل والتأثير والتغير .

الأدب كنص لغوى امتداد احتمالى تحقيقى كالفن .. مادته الخام اللغة ، ضرورته الدافع عن الحرية فى المجتمع ، غايته تحقيق مضامين النص الأدبى فى المجتمع ، ليس من خلال وضعها فى إطار مستغلق ، ولكن بكسر الحواجز بينها وبين المجتمع . فالأديب مادته الخام اللغة ، وكل مفردة من مفرداتها تحمل دلالة معينة ، وهذه الدلالة ناتجة عن خبرات تراكمية طويلة ومتنامية وتشكل ماهية القوة الآنية وتلك اكسبت المفردة دلالاتها ومعانيها . وفى الواقع يكون الاحتمال وتنشأ العلاقات بين القضايا ووضع المفردة فى علاقة مع قضية أو فى علاقة مع العلاقات المتشابكة والمتوالدة فى الواقع الدينامي ـ هو الذي يؤدى على إكساب المفردة علاقات جديدة  وهكذا فإن تفاعل دلالات الكلمات وصهرها معاً هو الذى ينشيء العلاقات الجديدة . وعلى الأديب أن يستكشف هذه العلاقات وحركتها واتجاهاتها نحو الواقع القادم والمغاير ، وأن يصهر مزيدا من الكلمات ودلالاتها ليستكشف هذه الحركة وهذا القادم ، ولكى تكتسب النمو والفاعلية لا بد وأن تعمل فى المجتمع وأن تتحقق فيه وهذه الخبرة التراكمية الموجودة الآن ليست حكراً على أحد ولا منبعا خاصاً لقبيلة تقاتل من أجله وتحتكره فالخبرة يشترك فيها الجميع وتتمتع الكلمات فيها بقدر من المصداقية بين المجتمع ـ دون أن يكون هناك تجريب لمصداقيتها ، وذلك نظراً لأنها جاءت نتيجة الخبرة الطويلة الممتدة عبر آلاف السنين وكنتاج لماهية القوة ، وعمل الأديب هو أن يدخل الكلمة فى احتمالات جديدة وبالتالى فى علاقات وقضايا جديدة بحيث يتحقق استكشافه فى المجتمع والعالم . فشرط الإقامة مشروط بالتحقيق فى المجتمع وحجج ودعاوى استخراج لغة جديدة بين يوم وليلة أوحقبة زمنية قصيرة وآنية وهم وخيال لأن التطور الدلالى ـ الذى يتبناه المجتمع ويتفق عليه ـ له خصائصه العلمية التى يتميز بها وهى : ـ

1)     أنه يسير ببطء وتدرج .. ولا يتم بشكل فجائى سريع بل يستغرق وقتا طويلا .

2)     وأنه يحدث من تلقاء نفسه بطريقة آلية لا دخل فيه للإدارة الإنسانية .

3)     وأنه جبرى الظواهر لأنه يخضع فى سيره لقوانين صارمة ـ لا يد لأحد فى وقفها أو تعويقها أو تغير ما تؤدى إليه .

4)  وأن الحالة التى تنتقل إليها الدلالة ترتبط غالباً بالحالة التى انتقلت منها بإحدى العلاقتين اللتين يعتمد عليها تداعى المعانى ، ونعني بهما علائق المجاورة والمشابهة .

5)  وإن التطور الدلالى فى غالب أحواله مقيد بالزمان والمكان . فمعظم ظواهره يقتصر أثرها على بيئة معينة وعنصر خاص ولا نكاد نعثر على تطور دلالى لحق جميع اللغات الإنسانية في صورة واحدة ووقت واحد .

6)  وإذا حدث فى بيئة ما ظهر أثره عند جميع الأفراد الذين تشملهم هذه البيئة . فسقوط علامات الإعراب فى لغة المحادثة المصرية مثلاً لم يفلت من أثره أي فرد من المصريين ( زكى مبارك :ـ النثر الفنى فى القرن الرابع  ) .

ولعل ما توصلت إليه الباحثة : مالك يوسف المطلبى فى دراساتها حول التركيب اللغوى للشعر العراقى المعاصر عند السياب ونازك ، والبياتى فى ان الشعر لم يشذ فى ألف ومائتى جملة شرطية عن النظام الإبداعى سوى ثلاث مرات مثل جزم الفعل المضارع فى سياق كلما وهو قول نازك الملائكة :

كلما حدثتك عيناى بالحب

أعاقب عينى بالحرمات

ورفع الفعل المضارع فى سياق الأداة أينما وهو قول البياتى :

أيها الحرف العذب

أينما نذهب أذهب

ورفع الفعل المضارع ـ الذى جاء جوابا للأمر وهو قول البياتى :

أيتها العذراء

هزى يجزع النخلة الفرعاء 

تساقط الأشياء

وهذه التغيرات ليست ذات أثر على بنية الكلمة ودلالاتها فى العقاب والذهاب والسقوط كما أنها لم تحدث تأثيرا يذكر فى اللغة العربية .

     إن مهمة الأديب إذن هى وضع البناء والصوت والدلالة فى علائق اجتماعية جديدة بحيث تكشف عن مزيد من العلائق التى تحكم القوى الاجتماعية ، قوى البقاء والتشبث ، وقوى التغير والتجدد . وأن يخرج إلى المجتمع هو أيضاً لا أن يفارقه ليصبح فى علاقة مع القوى الفاعلة فى اللغة والقوى الفاعلة فى المجتمع .

     الأدب هو الجمال ، ولأن الجمال ضد القبح ، والقبح هو التخلف والظلم ولذا فإبداع الأدب هو إبداع الجمال الذى يقاوم علائق التردى والتحجر ويستكشف عوامل التشبث ويتنبأ باحتمالات مقاومتها ومن هذه الفاعلية يتشكل الموقف الفنى للنص ضد شريعة القبح وضد التسلط ومع الحرية من أجل أن يتمتع الإنسان بوطنه وحياته .. الأديب مبادر ومكتشف لماهية القوة وقوى التشبث وقوى التحول والتغير فيها ، وعندما يوجد معها الجمال توجد معها روح النضال والمقاومة وهذه هى روح الإبداع ، وجوهر الأديب ألا يكف عن ذلك التصدى لقوى القبح وعلائقها واحتمالاتها المستقبلية وأن يكون دافعيا مشكلاً للحرية داخل ماهية القوة مكتشفاً منها ما يدفعه إلى المستقبل ويأخذه إلى الحرية ، ولأن هناك علاقة لا يمكن التنبؤ بنهائيتها تنشأ من تشكل الجمل والعبارات بلا حدود فإن اللغة كبناء تركيبى تتوالد وتتكثار وتتتميز بالإنتاجية الإبداعية بما يتماشى مع أنه لا حدود لحاجات الإنسان ولا حدود لقدراته وموهبته ، هذا بالإضافة إلى شدة الاختلافات والفروقات فيما بين الفرد وإخوته وفيما بينهما وبين المؤسسات العلنية ( الرسمية ) وغير  العلنية ( الغير رسمية ) والتى تمارس دورها فى الصراع الذى تمتلئ به الحياة والذى يؤثر عليها وعلى كينونة الأفراد وبما لذلك الصراع من عمق تاريخى فإذا أضفنا إلى ذلك ما يقوله ليونادر بلومفيلد اللغوى الأمريكى بأن اللغة تعادل الواقع الفعلى بالصيغ الكلامية حيث تمدنا بالبديل اللغوى للواقع المادى ، وبكونها تفكيراً من خلال الكلمات وأنها تربط بين أفراد الجماعة وذات إمكانية لترديد المعلومات المبلغة وتقويتها ، وأن اللغة على حد رؤية لوينز فى الارتباط السلوكى ، تتكون من سلسلسة من المثيرات والاستجابات المترابطة والتى تؤدى الوحدة منها إلى الأخرى وأنها فى النهاية كما يرى الجشطلت تشكل نظاماً كلياً فى التجمع والتداخل والتركيب أكبر من كونها مجموعة من الوحدات والأجزاء .. كل هذا يجعل من اللغة ذات طبيعة إبداعية تتميز بتعدد مستوياتها وأحوالها والسياق الذى توضع فيه وتجعل من الاحتمال حقيقة قائمة لا يمكن الوصول إليها إلا بالاحتمال والدخول فى علائق وظيفية جديدة تعبر عن الإبداع وعن ديمومة التغيير. فى وبذلك تصبح اللغة عنصرا إبداعيا فى بني المجتمع.   
 

اجمالي القراءات 8481