موضع الصحابة بين السنة والشيعه...

لطفية سعيد في الأحد ٣٠ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

موضع الصحابة بين السنة والشيعه...
يعتقد المسلم السني أن الصحابي هو من صحب النبي عليه السلام لمدة يوم واحد  وأن الصحابة كلهم أطهار ومعصومين من الخطأ مصداقاً للحديث المكذوب أصحابي كالنجوم بأيهم اقديتم اهتديتم .. أي أن المسلم السني يأخذ جميع الصحابة قدوته  ـ حتى وإن اختلفوا مع بعضهم البعض ـ ووصل الأمر للقتال المسلح أو السب المتبادل , وفي اعتقاده أيضا أن سب الصحابة  كفر يستحق من قام به القتل ..أو السجن مدى الحياة  .. ويعتبر أيضاً أن الانتقاد التاريخي للصحابة هو بمثابة سب لهم  ، بل أن  تكرار ما قاله صحابي في حق صحابي آخر هو سب أيضاُ !! وناهيك عن عداوة أهل السنة للشيعة وتكفيرهم وكل من لم يسر وفق مذهبهم ، ولذا كرهوا ( الرافضة ) وهي من ألقاب التشيع التى سادت فيما بعد وأصبحت علما على الشيعة، خصوصا فى العصر المملوكى الذى خلف العصر العباسى. واللقبان معا ( المعتزلة والرافضة ) يرمزان الى نظرة الدين السنى السائد الى مخالفيه فى الفكر والعقيدة.وكان أبوحنيفة فى أواخر الدولة الأموية أحد قادة المعتزلة وظل طيلة حياته معاديا لرواة الأحاديث ونسبتها للنبى محمد ،.. 
أما بالنسبة للشيعي المسلم أن الصحبة لا تثبت إلا بطول الملازمة للنبي على أنهم لم يحددوا أمدا معينا، ويفضل الشيعة استخدام مصطلح الأصحاب بدل الصحابة لعدم ورود مصطلح صحابي في الكتاب أو السنة وعدم وجود أصل له في اللغة العربية ، إن القضية لدى الشيعة قد تشكلت طبقا لما تعرضوا له من ظلم وبطش عبر تاريخهم الحافل بهم .. فقد قام الشيعة بتكفير وسب كبار الصحابة والتابعين أمثال أبو بكر وعمر وعثمان ... وفي نفس الوقت تقديس على بن ابي طالب و آل البيت واعتبارهم  مطهرون ..  
وكان في العصر الأموي يعتبر لعن على بن ابي طالب جزء من الأذان للصلاة وقد امتلأت صفحات التاريخ بحروب وكان رد الفعل الشيعي في بدايته دعوة سرية للشيعة  تهدف إلى تدمير الدولة الأموية سنة 132، وانجلى الأمر ليتضح أن القادة السريين للدعوة الجديدة ليسوا من نسل علىّ بن أبى طالب ، بل من بنى عمومتهم العباسيين. لذا استجد صراع مسلح بين العباسيين والعلويين فى ثورة محمد النفس الزكية، وبعد قتله و سجن أتباعه من كبار العلويين سنة 145. استمر الصراع العسكرى بين العباسيين والعلويين فى الحجاز ، وكان منها ثورة الحسين بن على من نسل الحسن بن على ، وقد هزمه العباسيون فى موقعة ( فخ ) فى خلافة الهادى سنة 169 . 
وقد نجا من مذبحة ( فخ ) اثنان هما: يحيى بن عبد الله الذى فرّ الى بلاد الديلم وأعلن الثورة فى أواسط آسيا فخدعه هارون الرشيد باعطائه الأمان وسجنه وقتله. أما الأخ الثانى فكان ادريس بن عبد الله الذى فرّ الى مصر سنة 172 ثم هرب منها الى المغرب الأقصى حيث أعلن ثورته فبعث له الرشيد من قتله بالسم سنة 177. ولكن كانت جاريته حبلى فانتظر أتباعه البربر الى ان وضعت طفلها فأسموه ادريس وبايعوه بالخلافة . وأقاموا به دولة الأدارسة فى المغرب. وتتابعت ثورات أخرى للعلويين والشيعة ، مثل ثورة محمد الديباج ابن جعفر الصادق ، وقبله فى سنة 179 قتل الرشيد أخا للديباج هو موسى الكاظاظم ابن جعفر الصادق لأنه شكّ فيه. وكانت دولة الأدارسة ارهاصا بقيام الدولة الفاطمية الشيعية التى تأسست على أنقاض الأغالبة فى تونس ، ثم زحفت الى مصر والشام وأجزاء من العراق ، فى القرن الرابع الهجرى.
ـ في كل تلك الحروب بين العلويين والعباسيين فيما بين المغرب الأقصى وأواسط آسيا اشتعلت بينهما
وهناك طرف ثالث وهو المسلم القرآني الذي يرى أن الصحابي هو بشر عادي يصيب ويخطئ بل هو ابناً لبيئته .. ويرى المسلم القرآني أن انتقاد الصحابة هو خطوه مهمة لإزالة التقديس عنهم .. وبهذا يحظى المسلم القرآني بكراهية الجميع من سنة وشيعة وما يتبع ذلك من تكفير وتطبيق لحد الردة وهو القتل فقد  وتطارده قوانينهم  المجحفة التي تقرر تحريم وتجريم من يتحدث أو ينتقد أحد الصحابة وتحكم بردته لأنه يزدري الدين.. وهذا يعني تصريحا لكل متطرف بتنفيذ ما حكموا به في فتاويهم التي حرصت على تشويههم ، وهذا ما يحدث لنا من الأعلام (صحف وتليفزيون ) وحتى المساجد فكل هؤلاء يشيعون وينشرون أننا نكره النبي والصحابه   فأصبحنا نحن القرآنيين مهددون  ليس فقط من المتطرفين وهم كثر، بل من قبل أمن الدولة ومحاكمها ورجالها  بإيعاز من الأزهر   .. 
 
اجمالي القراءات 7417