ري إندراوس: لا يوجد حاكم واحد في تاريخ مصر أضر بالأقباط دون أن يُضر بالمسلمين

في السبت ١٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

CET 00:00:00 - 17/04/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
قال الكاتب فكرى إندراوس إن أعمال العنف ضد الأقباط في العقود الأخيرة سبّبت في حدوث شرخ في علاقة الأقباط بالمسلمين، وإن العنف والإرهاب الذي نراه أحيانًا من قِبل المتطرفين الإسلاميين هي حوادث ما زالت فردية لا تمثل عامة الشعب المصري، بل هي موجعه أساسًا ضد نظام الحاكم لقلقلته ولإحراجه، ولها ضحايا من الأقباط والمسلمون.
وأضاف إندراوس في كتابه "المسلمون والأقباط في التاريخ" الصادر مؤخرًا، أنه لا يوجد حاكم واحد في تاريخ مصر الطويل أضر بالأقباط دون أن يُضر بالمسلمين أو يضر بمصر، ولكنّ هناك اختلافًا في مدى تأثير الضرر على كل من الأقلية والأكثرية، الأكثرية أكثر قدرة على تخطى مساوئ الحاكم الذي يسئ إليها عن الأقلية لاختلاف مستوى التأثير.فكري إندراوس: لا يوجد حاكم واحد في تاريخ مصر أضر بالأقباط دون أن يُضر بالمسلمين

*محتويات الكتاب:
يسجل كتاب "المسلمون والأقباط في التاريخ" مراحل التاريخ المختلفة لهذه العلاقة وتطورها منذ دخول الإسلام مصر حتى العصر الحديث، ويتكون الكتاب من مقدمة واثنتى عشر فصلاً وخاتمة، يبدأ بسرد تفاصيل دخول المسيحية والإسلام لمصر، ثم يعرج على الدولة الأموية والعباسية والطولونية والأيوبية والفاطمية والإخشيدية والأيوبية، ثم ينتقل إلى دولة المماليك والدولة العثمانية ودخول الفرنسيين لمصر وزمن محمد على حتى إسماعيل باشا مرورًا بزمن توفيق باشا والثورة العربية ودخول الانجليز مرورًا بثورة 1919 وحتى ثورة 1952 حتى يصل إلى الحقبة التي نعيشها الآن.

*حرب 1967نقطة محورية:
يذكر الكاتب في مقدمة كتابه، إن حرب 1967 كانت نقطة محورية في تاريخ مصر الحديث، فلم يكن هناك مشاكل تذكر بين الأقباط والمسلمين، وكانت هناك حكومة قوية يساندها برنامج وطني، أما بعد هزيمة 1967 فقد وضح فشل النظام الحاكم، ونتيجة لهذه الهزيمة -كما يرى المؤلف- إن الوطن تحوّل من كيان واحد إلى جزر منعزلة وضللنا الطريق، وأصبح من السهل اهتزاز الوطن بأكمله لمجرد حادث بسيط قد لا يستحق الكثير من الاهتمام، مثل اعتناق شخصًا ما دينًا غير دينه فيثور الكثيرون ثم تهدأ العاصفة دون أن نحل أي إشكال جذريًا أو أن نتعمق في أسباب المشكلة الحقيقية والتي قد يكون من أهم أسبابها الخوف والقلق الذاتي اللذان أصبحنا نعيش فيهما.

*الموضوعية الغائبة:
استحوذ موضوع الكتاب على  تفكير المؤلف لسنين عديدة، حتى أنه تردد كثيرًا قبل كتابته، لما لموضوعه من حساسية واحتمال الانتقاء أو التأويل الخاطئ ، مستطردًا أنه لا مفر من إعادة النظر إلى تاريخ علاقة الأقباط بالمسلمين حتى نستطيع أن نتخطى بعض المشاكل التي أصبحت جزءًا من حياتنا، وحاول الكاتب أن يتحلى بالموضوعية أثناء إعداد الكتاب، موضحا أن غياب الموضوعية تندفع الأكاذيب والأساطير والمفتريات التي تملأ العقول.
اهتم إندراوس، في كتابه، بعلاقة الأقباط بالمسلمين من سياق التاريخ العام ومدى تأثيره، منبها إلى إغفال الكثيرين للتاريخ القديم عن قصد أو عن غير قصد أو بحكم البعد الزمني، ففي رأيه أن عامة الشعب المصري لم يعرف تاريخ العلاقات بين الأقباط  والمسلمين وخصوصًا القديم. إلا عن طريق الأقاصيص التي اعتمدت على وجهات نظر يؤيدها انتقاء أجزاء بعينها من تاريخنا.
موضحًا أن قراءة التاريخ القديم قد يفسر لنا بعض أسباب الاحتقان الطائفي والحساسية الزائدة لدى البعض

*الكاتب والكتاب:
يبقى أن نذكر أن الكاتب فكري إندراوس، مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وحاصل على دكتوراه من جامعة هيوستن في الكيمياء، وله العديد من المقالات في مجلتي الهلال ووجهات نظر، والكتاب صادر عن "دار الثقافة الجديدة" ويقع في 320 ورقة.

اجمالي القراءات 4729