تنديدات باعتقالات يوم 6 أبريل.. سياسيون ومثقفون لـ "المصريون": القمع الأمني رسالة تخويف إلى البرادعي

في الأربعاء ٠٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

تنديدات باعتقالات يوم 6 أبريل.. سياسيون ومثقفون لـ "المصريون": القمع الأمني رسالة تخويف إلى البرادعي والمعارضة من مغبة النزول للشارع

كتب أحمد عثمان فارس (المصريون):   |  07-04-2010 00:50

قوبل القمع الأمني العنيف للمسيرة التي دعت إليها حركة "شباب 6 أبريل" أمس من ميدان التحرير إلى مجلس الشعب بردود فعل مستنكرة من قبل سياسيين ومثقفين، اعتبروا ذلك يتناقض مع القوانين والحقوق التي تكفلها القوانين الدولية للمواطنين بحرية التعبير عن الرأي في إطار سلمي، وإن لم يبدوا دهشتهم من الاعتقالات التي شملت عشرات الناشطين الداعين لإجراء حزمة من الإصلاحات السياسية والدستورية.

وأدان الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة "كفاية" الاعتقالات الواسعة في أوساط الناشطين المعارضين، واصفًا يوم أمس بأنه كان يوما للبطش والعدوان الهمجي، مشيرا إلي أن الحركة دعت إلى اجتماع طارئ للجنتها التنسيقية لبحث الرد السياسي على حملة البطش الأمني والاعتقالات الأمنية التي طالت ما يقرب من 85 من الناشطين والطلاب والصحفيين والعدد يتزايد من آن لآخر.

وأضاف في تعليق لـ "المصريون" أن "ما حصل يكشف بوضوح طبيعة النظام البوليسية والهمجية وسقوط كل الأقنعة حيث كان البعض يتخل مع تحرك الدكتور البرادعي في هدوء عدم حدوث مصادمات كما كان يحصل بالسابق"، واتهم النظام بأنه "بدأ يعبر عن نفسه بالطريقة الأصيلة، فالذي جري عدوان همجي وحشي يذكرنا بما جري في 25 مايو 2005 للصحفيين والناشطين والذي وصل إلي حد الانتهاكات الجنسية في هذا اليوم، فهناك عوده من النظام إلي استخدام أقصي أساليب التعامل الهمجي".

وأكد أن الحركة تدعو بشكل مباشر إلى التنسيق مع القوى الوطنية والنقابات المهنية لتنسيق التحرك ضغطا لتسريع الإفراج عن المعتقلين، مشددًا على أن "كفاية" مع أي تحرك لتسريع الإفراج عن المعتقلين.

وقال إنه عاتب على "شباب 6 أبريل لتوجيهم خطابا لوزارة الداخلية للسماح لهم بتنظيم المسيرة في قلب ميدان التحرير "لأنك مادمت توجه خطابا لأحد ستقبل منطقه"، وأضاف: لابد أن تكون التحركات قائمة على فكرة انتزاع الحقوق، معتبرا القول بأن الداخلية حذرت بعدم القيام بهذه المسيرة، "كلامًا لا ينتقص من حق التظاهر أو التحرك السلمي الذي لا ينطوي علي أي نوع من أنواع العنف ولا تعطيل المرافق ولا تعطيل المرور".

من جانبه، اعتبر المفكر والكاتب جمال أسعد في تعليق لـ "المصريون" أن ما حدث أمس هو إنذار لكل القوى المعارضة بعدم النزول إلى الشارع، وأشار إلى أن هذا الأمر كان متوقعًا في ظل حالة الحراك السياسي بالشارع المصري، إلى جانب أن تلك الفعاليات تواكبت مع إضراب 6 أبريل الذي يحمل ذكريات أليمة للنظام، حيث يعيد إلى الأذهان ما حدث بالمحلة الكبرى في 6 أبريل 2008.

ورأى أن هذا يؤكد على أن النظام لا يزال ضعيفا و لا يزال يريد أن يرفض سيطرته بالقوة الأمنية وليس داخل إطار سياسي، لأنه لو هناك حزب قوي ينافس حزب الأغلبية ونظام يثق في ذاته كان لابد أن يكون هناك حراك سياسي وحركة سياسية حقيقة في الشارع تعطي الجميع الفرصة في التحرك وفي التظاهر وفي تطبيق الحقوق الدستورية في التعبير عن الرأي، ولكن الواقع أن الحزب الحاكم لا علاقة له بالشارع ولا يملك كوادر وليست لديه مصداقية في الشارع.

واتهم أسعد النظام بأنه يعتمد علي السطوة البوليسية، فلذلك دائما يتعامل مع مثل هذه المظاهرات بمثل هذه الطريقة، وهذا دليل على أن النظام لا يتصور إلا أنه سيظل قابعا على كرسي السلطة ولن يعطي فرصة للآخر أن يمارس دورا سياسيا أو يشارك في أي محفل سياسي.

وأوضح أن ما حصل بالأمس يجب أن يعطي كافة القوى المعارضة الفرصة في التفكير وإعادة مراجعة الأولويات بأن خلافاتها والتعامل في إطار أنها معارضة صالونات، فإنها لن تجدي شيئًا، وناشد كافة القوى السياسية وفصائل المعارضة بالتكاتف والتوحد ونسيان الذات والمصالح الشخصية وتقدم سلامة الوطن وتقدم فكرة التغيير الحقيقي بالارتباط بالجماهير وأن تكون مستعدة لدفع ثمن التغيير.

بدوره، نظر الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان المسلمين" إلى المواجهات التي دارت بين الأمن والشباب الناشطين ورغم تنديده بالاعتقالات التي تعرض لها المشاركون باعتباره "عاملا مبشرًا يؤكد أن الشعب المصري شعب حي شاب، ويؤكد أن النظام دبت فيه الشيخوخة وباتت ترهبه وتفزعه تحرك عشرات أو مئات من الشباب يطالبون بشكل سلمي بتغير بعض المواد من الدستور".

وشبه حالة الحراك السياسي والتي يقابلها النظام بالقمع الأمني بأنها أشبه بآلام المخاض، وقال إن ما يحصل هو مثل "ألم الولادة التي تأتي بفرحة جديدة للشعب، فالشعب أثبت اليوم (أمس) بما لا يدع مجالا للشك أنه شعب حي ومناضل وبدأت تدب فيه حركة الحيوية المطلوبة لأحداث التغيير"، واعتبر أن العنف الذي استخدمه الأمن في مواجهة المتظاهرين يدل على أن شيئا ما يدور في الأوساط العليا داخل النظام.

أما الكاتبة المعروفة سكينة فؤاد فقالت إن هناك حالة من الخوف والضعف داخل النظام تتصاعد يوم بعد يوم، فلو كان النظام يمتلك شعبية كما يدعي ولو كان يمتلك شرعية ولو كان يمتلك الأغلبية العظمي داخل الشارع، ولو كان يمتلك كادرا حقيقيا يحكم لكان تعامل مع بعض من الشباب المتظاهرين بشكل سلمي مختلف ولن يصاب بالهلع ويطير عقله ويدفع بالأمن للقيام بمشهد حزين سيظل عالقا في ذاكرة الوطن.

واعتبرت أن هذه رسالة من الحزب الحاكم بالتمسك بعدم للديمقراطية والتمسك بالتعديلات الدستورية السابقة "الخطايا" علي حد تعبيرها وبالتمسك بالحال كما هو عليه والتمسك بعدم التغيير، فما يحدث يؤكد على أن التغيير لن يتم بالشكل السلمي والدستوري.

في حين أدان جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين تلك الاعتقالات التي طالت الصحفيين والمراسلين الذين قاموا بتغطية المظاهرة، مشيرا إلى أنه سيأخذ موقفا تجاه منع أجهزة الأمن للصحفيين من دخول نقابتهم، فقد تلقى اتصالات من عدد كبير من الصحفيين لمنعهم من الدخول إلى مبنى النقابة، وهم في طريقهم لإنهاء إجراءات خاصة بهم داخل النقابة ولا علاقة لها بالاعتصام والمظاهرة من الأساس، إلى جانب أن بعض الصحفيين طلب منهم إبراز تحقيق شخصيتهم من جانب عناصر الأمن، معتبرا أن هذا ليس من حق الأمن فهذا متروك لأمن النقابة وليس للشرطة.

وقال إن محاصرة مبني نقابة الصحفيين ومنع الصحفيين من دخوله من قبل الأمن تصرف غير مقبول، مشيرا إلي انه سيطالب مجلس النقابة في أول اجتماع لها بإصدار بيان يدين ويستنكر ما حدث من قوات الشرطة من حصار لمبني النقابة ومنع الصحفيين من الدخول، وسيطالب المجلس أن يرسل برقية عاجلة إلي وزير الداخلية حبيب العادلي يطالبه بعد تكرار ما حدث تجاه الصحفيين.

وأضاف أن موقف الأمن من اعتراض المظاهرة موقف مرفوض لأن حق التظاهر حق مكفول في الدستور، مشيرا إلي أن ما حدث "بروفة" للأمن سيكررها خلال الفترة القادمة كثيرا، ورسالة لكل الشعب بالحذر وبالتعامل الحذر مع الفترة المقبلة والتي تعد فترة حاسمة في تاريخ مصر.

اجمالي القراءات 2400