في ندوة بجامعة القاهرة: بعض المسلمين في أوروبا يساهمون في تشوية صورة الإسلام

في السبت ٣٠ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أشار الدكتور عمرو الشوبكي - الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن المسلمين في أوروبا يعانون من أوضاع صعبة كالعزلة وصعوبة الاندماج الاجتماعي والسياسي في المجتمع الغربي الأكثر تسامحاً مثل إنجلترا، وهو النموذج الانجلو سكسوني وفرنسا المعروف عنها الهوية التي تتسم بالعلمانية.

وقال خلال الندوة التي عقدها مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أمس الأول تحت عنوان المسلمون في أوروبا.. قراءة علي ضوء المشهد السويسري، علي الرغم من أن عدد المسلمين في فرنسا وحدها يصل إلي أربعة ملايين يحمل منهم الجنسية الفرنسية أكثر من اثنين مليون ونصف المليون وهو عدد يفوق نسبته عدد اليهود هناك بأكثر من الضعفين، فإن تأثير اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل أقوي بكثير، لافتاً إلي تأثير الاتجاه اليهودي في الإعلام بشكل لافت، وهو ما ظهر من خلال حوادث الضواحي في فرنسا منذ عدة سنوات، وذلك لتعمد وسائل الإعلام الغربية تبني وجهة النظر الصهيونية في تصوير المسلمين علي أنهم سبب رئيسي في العنف مرجعين ذلك لدينهم.

ونصح الشوبكي بأن نتعامل مع قضايا المسلمين في أوروبا بما يتناسب مع خصوصيتهم الثقافية والحضارية وليس بمعزل عن سياق المجتمع الأوروبي وعلي أننا شركاء أوصياء عليهم.

من جانبه، انتقد حسام تمام - الباحث في شئون الجماعات الإسلامية - الخطاب الديني لمسلمي أوروبا بقوله: هناك ثلاثة أنواع من الخطاب الديني لمسلمي أوروبا الأول: خطاب الإخوان الذي لا يتناسب مع أوضاعهم، فالحديث عن دولة إسلامية مع أقليات مسلمة أمر غير معقول، وقد أدي إلي تراجع الأطروحة الإخوانية التي كانت تستطيع القيام بدور أهم.

ويستطرد تمام حديثه عن الخطاب الثاني، موضحاً أنه خطاب سلفي يوجد في أوروبا بشكل أكبر من وجوده في الدول الإسلامية، كما أنه خطاب يكرس فكرة الانسحاب وعدم الاندماج، بل ويجعل من سوء أحوال المسلمين هناك، اختياراً دينياً ويفتقد تماماً إلي الطرح السياسي ويضيف تمام أن الخطاب الثالث هو خطاب «التصوف»، لافتاً أنه في كل الأحوال توجد أزمة في التمثيل الإسلامي في الغرب، وأزمة أخري في التعامل مع قضايا المسلمين بالغرب.

بدوره أكد سعيد اللاوندي - خبير العلاقات السياسية الدولية بالأهرام - أن للإسلام في الغرب صورتين إحداهما أكاديمية تعكس الصورة الصحيحة للإسلام، كما نعرفه رغم أنها لا تتعدي أسوار الجامعات والأخري صورة إعلامية تربط بين المسلم والإرهاب وهذا النوع من الخطاب يسهم فيها بعض المسلمين في أوروبا بسلوك للمسلمين أحياناً.

في السياق ذاته ألقت داليا يوسف - مدير تحرير بموقع إسلام أون لاين - الضوء حول خوف الغرب من الإسلام وأن هذا الخوف قد بدأت أدبياته في الظهور بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، مؤكدة أنه زاد بشدة عقب أحداث 11 سبتمبر، وتابعت: لقد اتسمت أغلب أزمات المسلمين في الغرب بطابع سياسي، إلي جانب الطابع الثقافي حتي جاءت أزمة الرسوم المسيئة للرسول التي اتخذت طابعاً ثقافياً بحتاً لتكون دليلاً علي مدي إدراك الغرب المشوه للإسلام والمسلمين معاً، لتصل بعد ذلك إلي الحد الذي يقول فيه المتفائلون من مسلمي أوروبا أنهم كانوا يعاملون كاليهود في الثلاثينيات والأربعينيات، بينما نسمع آخرين يقولون: إنهم يعاملون كانوا كالسود في أمريكا خلال فترة الخمسينيات، مرجعة السبب في ذلك إلي تزايد تأثير القوة اليمينية في أوروبا.

اجمالي القراءات 4150