كاتبة سعودية تتساءل: كيف تحول العيد الوطني من بدعة وضلالة إلى مناسبة وطنية؟

في الجمعة ٢٨ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تساءلت كاتبة سعودية عن سبب صمت رجال الدين على احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني. وقالت ميرا الكعبي "أين أولئك الذين كانوا يعلموننا في المدارس أن الاحتفال باليوم الوطني بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار بعد أن تم تقرير اليوم الوطني عطلة رسمية في البلاد؟".

وأضافت الكعبي في مقال نشرته صحيفة الوطن السعودية يوم الخميس "لماذا لم نعد نسمع أصواتهم؟ أم إن التحليل والتحريم وتقرير البدعة والضلالة من الأمور المتحولة مع مرور الزمن؟!!!


وأبدت الكاتبة سعادتها باحتفال بلادها كباقي الدول في اليوم الوطني وتحسرها على السنوات التي كان يمضي فيها اليوم الوطني مثل غيره من الأيام العادية. وقالت "وبعيداً عن ثقافة البدعة التي تعلمناها منذ نعومة أظفارنا في المدارس بدءاً من طابور الصباح حتى شكل الزي المدرسي والدفاتر والأقلام وتفاصيل أخرى أقل أهمية، تذكرت أنني لم ألحظ في المدرسة الابتدائية يوماً ذكرى اليوم الوطني، فقط كان يمضي كيوم عابر مثل كل الأيام في المدرسة".


وأضافت "حينما كنا في المدارس الابتدائية كنا نشاهد بقية الدول الخليجية والعربية تحتفل باليوم الوطني ويحصلون على عطلة مدرسية خلاله من أجل تفعيل الشعور بالوطنية والمشاركة بالفرح، لكن مثل هذه الفرح قد فاتتنا المشاركة فيه ونحن صغار، وكنا حينما نسأل في المدرسة عن السبب، كان الجواب من معلماتنا أن الاحتفال باليوم الوطني بدعة!".


وتعجبت الكاتبة مما وصفته بحالة الانفصام بين الداخل والخارج في الاحتفال باليوم الوطني الذي لاحظته أثناء دراستها خارج بلادها من حرص الملحقيات الثقافية بالسفارة في ابراز المظاهر الاحتفالية وتكليف الطلاب والطالبات بمهمات وأنشطة للتعريف بالمملكة ويومها الوطني في حين ان نفس اليوم في الداخل لا يختلف عن غيره من الأيام.


يذكر ان فتوى صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء قد اعتبرت الاحتفال بالعيد الوطني بدعة لما فيها من "التشبه بالكفار" وفيما يلي نص فتوى اللجنة ردا على سؤال عن حكم الاحتفال باليوم الوطني منقولة من كتاب "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" جمع الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش (3 /88 ـ 89) من الطبعة الثالثة لمكتبة بلنسية بالرياض.


جـ/ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله واله وصحبه .. وبعد
أولا/ العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .


ثانيا/ ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب او التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي الى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم "من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد "فلا حرج فيه بل يكون مشروعا. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .

اجمالي القراءات 4783