لا نريد أن نكون مثل مصر".. كاتب باكستاني: السيسي منح شعبه الفقر والديون

في الأحد ٢١ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أرجوكم.. لا نريد أن نكون مثل مصر"، بهذا الرجاء نشر كاتب باكستاني مقالا في صحيفة "ذا إكسبريس تريبيون" التي تصدر بالإنجليزية في بلاده، قائلا إن "الحكم الاستبدادي" للرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد للمصريين شيئا واحدا، ليس الديمقراطية، لكنه الفقر والديون.

وأضاف الكاتب، وهو الأكاديمي الباكستاني محمد علي إحسان، في مقال ترجمه "الخليج الجديد"، أن مصر الآن "تكافح من أجل الارتقاء إلى مستوى إمكاناتها الحضارية العظيمة"، مردفا: "نأمل ألا تسلك باكستان طريق مصر؛ لأن لدينا دستورنا وقيمنا الديمقراطية. طالما أننا نرتقي إليهم ويظهرون في أفعالنا، فقد نتطور إلى شيء أفضل مما نحن عليه اليوم.. نريد أن نكون دولة مكبلة لا استبدادية ولا دولة غائبة بأي حال من الأحوال".

وأوضح أنه عندما تمت الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد حكم مطول دام 30 عامًا، "اعتقد المصريون أنه إذا كان بإمكانه الرحيل فقد حان وقت انتهاء الديكتاتورية؛ وعندما أصبح محمد مرسي أول رئيس مدني، كان الشعب المصري يحلم بالديمقراطية الحديثة".

لكن الديمقراطية "تم تهميشها بسرعة لم يكن أحد يتخيلها، حيث انهارت أمام الجميع ولم يستطع أحد إيقاف هذا الانهيار".

ويعتبر الكاتب أن مصر وباكستان متشابهتان، إلى حد ما، في الظروف الحالية، فالقاهرة مثل إسلام آباد، متلقية لقرض من صندوق النقد الدولي ولديها ديون ومطلوبات خارجية بقيمة 155 مليار دولار، وكذلك الدين الخارجي لإسلام آباد ضخم، حيث يقترب من 126 مليار دولار.

ويردف: "اليوم، يعيش أكثر من 30% من سكان مصر تحت خط الفقر، وفي باكستان، يتم تصنيف نسبة الفقر بين 35 إلى 40%".

وبيّن أنه قبل 12 عاما، شهدت مصر قصة مشابهة لما يحدث في لباكستان، حينما نفذ الجيش انقلابا عسكريا وأطاح بأول رئيس مدني في تاريخ البلاد (محمد مرسي)، والذي حكم لمدة عام واحد.

ويعتبر إحسان أن هذه القصة كانت ملامحها "إخضاع إرادة الشعب وإنشاء نظام سياسي يعد امتدادا للنظام القديم، والذي يعبر عن سيادة الوضع الراهن، حيث سارت مصر على طريق الاقتراض الخارجي والفقر والديون الخارجية.

وتساءل: "هل يجب أن نختار نحن أن نسلك نفس المسار؟".

ويضيف: "لطالما كان المصريون يأملون في ديمقراطية حقيقية، وبعد الإطاحة بمبارك خلال الربيع العربي، بدا أخيرًا أن مصر ستسلك هذا الطريق لكنها لم تفعل، بل وشهدت – بدلا من ذلك – أكبر عملية قتل للمتظاهرين خلال يوم واحد بالتاريخ الحديث، عندما تم فض اعتصام أنصار مرسي في القاهرة، في أغسطس/آب 2013، وقتل السيسي أكثر من 800 متظاهر خلال ساعات، لكن أرقام الإخوان المسلمين تقول إن القتلى تجاوزوا 2000 في يوم قتل وحشي لا يرحم".

وفي عام 2014، نزع السيسي لباسه العسكري وأصبح رئيسا للبلاد، حتى أنه حصل على 97% من الأصوات في انتخابات 2018، ليحكم 6 سنوات أخرى.

والآن، يحكم السيسي البلاد "دون عقاب لجرائم القتل الوحشية التي تمت، لكن حياة الشعب المصري لم تتجه نحو الأفضل"، وفق الكاتب.
اجمالي القراءات 390