صحيفة إماراتية تنقلب على السيسي: مصر أصبحت أرضاً خصبة لثورة ثالثة لفشل سياساته!

في الجمعة ١٠ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

وطن– في تغير جذري لمسار الصحف الإماراتية التي تتخذ من خط الدفاع عن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وإنجازاته منهجا لها، أكدت صحيفة “العرب” اللندنية التابعة لأبو ظبي على أن هناك أرضية خصبة لثورة ثالثة في مصر بفعل سياسات السيسي الفاشلة وغير المقنعة للمصريين.

وتطرقت الصحيفة في تقرير لها إلى تحليل خطاب “السيسي” في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة المصرية بمناسبة “يوم الشهيد” أمس، الخميس، موضحة أن ترهيبه للمصريين لم يعد يجدي.

وقالت الصحيفة إن “السيسي” أعاد خلال الندوة التثقيفية “ترهيب الشارع من تداعيات الاحتجاج ضد الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ملمحا إلى أن فاتورة الثورات كبيرة، وما حدث قبيل ثورة 25 يناير 2011 وأثناءها وبعدها، نتجت عنه تداعيات سلبية كادت تُسقط الدولة”.

ارتفاع نبرة الغضب
وأشارت الصحيفة إلى مطالبة “السيسي” المصريين بعدم تكرار ما حدث في 25 يناير 2011 والتمسك بالحفاظ على بلدهم من التآمر عليه، مؤكدة على أن رسائل الرئيس المصري تتزامن مع ارتفاع نبرة الغضب والاستياء من الواقع الذي صار عليه الناس جراء الظروف الاقتصادية والمعيشية بالغة الصعوبة، وارتفاع معدلات الغلاء إلى مستويات قياسية أمام عجز الحكومة عن إيجاد حلول جذرية لسوء الأوضاع الاقتصادية.

وفي تحول جذري في موقف الصحف الإماراتية وربم يمكن أ يكون تحريضا ضد نظام “السيسي”، أكدت الصحيفة على أن أن الشارع غير “مكترث بتكرار تعويل النظام في مصر على التخويف من مخاطر عدم الأمن والاستقرار باستدعاء الماضي على مستوى الإرهاب والانفلات الأمني وسوء الأحوال الاقتصادية، باعتبار أن التحديات الراهنة تبدو أكثر قسوة مما كانت عليه في السنوات الماضية”.

ونقلت الصحيفة عن محمد سامي الرئيس السابق لحزب الكرامة، استبعاده “أن يكون التحذير المتكرر من الإقدام على أيّ تحرك احتجاجي، كما حدث من قبل، مقنعا للناس، لأن الشارع له حسابات مختلفة عن حسابات السياسيين ودوائر السلطة، فهو يبحث عن حياة كريمة وتوفير متطلباته، لا أن تخاطبه بروايات تاريخية عن مساوئ الاحتجاجات”

نغمة هادئة
ونوهت الصحيفة إلى أن نغمة الرئيس المصري بدت عند الحديث عن الاحتجاجات الثورية، هادئة وبسيطة وتخاطب المواطنين العاديين لا النخبة، واختلفت عن سياق أحاديثه السابقة التي كانت أثارت موجة غضب جراء فهمها على أنها تهديد ووعيد من مجرد التفكير في الثورة، لأن الشارع لم يعد يتقبّل تلك النبرة.

كره السيسي لثورة يناير
وفي هذا السياق، أكد محمد سامي على أن السيسي لا يحمل ودا لثورة يناير، وهذا يختلف عن انطباعات الشريحة الأكبر من المصريين الذين يعتبرونها حدثا فريدا وتاريخيا كان يجب أن يحدث، مهما كانت تداعياتها السلبية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبحسب الصحيفة، تعكس الرسائل السياسية للرئيس “السيسي” مدى إصراره على رفض آليات الحراك الذي أطاح بنظام حسني مبارك والأطراف التي قادت المشهد آنذاك، والمتمثلة في شباب الثورة، لافتة إلى أن هؤلاء جميعا اختفوا تدريجيا وتعرضوا لمضايقات أمنية أو محاكمات بتهم مختلفة أو للهروب خارج البلاد.

تركيز السيسي على دعوة المصريين على الصبر
وأكدت الصحيفة على أن “السيسي” لم يعد معنيا كالمعتاد بالتركيز على تدشين مشروعات كبرى جديدة لجذب انتباه الناس، بقدر ما يستثمر كل احتفالية لافتتاح أيّ مشروع ليأخذ مجال الحديث إلى نقاط أخرى للتخفيف من حدة التحديات، ودعوة المصريين للصبر، والتحذير من الانجراف وراء الأعداء، أمام تنامي شعور دوائر السلطة بأن هناك نارا تحت الرماد قد تشتعل بسبب تراكم الأزمات.

واعتبرت الصحيفة أن غالبية المصريين ضد تكرار الاحتجاج الثوري، لأنهم ذاقوا مرارة عدم الاستقرار وتهاوي قدرات الدولة، لكن اللعب على هذا الوتر من جانب الحكومة مغامرة غير محسوبة العواقب، فقد يصلون إلى مرحلة لن يجدوا فيها ما يخسرونه، طالما أنه يتم تحميلهم فوق طاقاتهم بحجة أنهم صامتون وصامدون.

وقالت الصحيفة إن ربط الاحتجاجات بالإرهاب لتخويف الناقمين على سياسة الحكومة من أيّ تظاهرات لعدم انطلاق ثورة شعبية، فهي مسألة غير مقنعة عند شريحة كبيرة من الناس، ولا يجب البناء على الأسلوب الترهيبي وتوظيف صمت الشارع على الغلاء وسوء مستوى المعيشة.

أرض خصبة لثورة ثالثة
واختتمت الصحيفة تحليلها لحديث “السيسي” الأخير، بالتأكيد على أنه “بدا واضحا شعور الأجهزة المصرية بارتفاع مستوى الغضب وعدم رضاء شريحة من الناس عمّا تحقق من إنجازات أخفق مردودها في إقناع جزء كبير من المواطنين بجدواها الاقتصادية والاجتماعية، وأن هناك أرضية خصبة لثورة ثالثة ما يتطلب ترويضا عاجلا لها.”
اجمالي القراءات 697