فيضانات في العراق.. الأمطار تغرق الشوارع والمنازل وتودي بحياة أم وطفليها

في الخميس ٠٩ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أغرقت الأمطار شوارع عدة مدن عراقية وسط البلاد وشمالها، وفي حين تدفقت المياه بشدة إلى بعض المنازل في بغداد، لقيت أم وطفلاها مصرعهم في كركوك فجر اليوم الخميس جراء انهيار منزلهم الطيني بسبب الأمطار الغزيرة.

وانتقد نشطاء عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عدم قدرة أجهزة الدولة على التعامل مع هذه الأمطار، وتداولوا صورا ومقاطع توضح حالة الشوارع والبيوت، وتأثر عدد من العائلات.وشهدت محافظات بغداد وصلاح الدين وكركوك والسليمانية، منذ عصر أمس الأربعاء حتى فجر الخميس، هطولا غزيرا ومستمرا للأمطار، في أول موجة مطرية شديدة منذ نحو شهرين.

وفي بلد عانى الجفاف وتراجع الأمطار خلال السنوات الثلاث الماضية، يتلقى العراقيون الأمطار الغزيرة بإيجابية لأثرها على الزراعة واحتياطات المياه والأنهار. لكنها -في المقابل- تؤدي إلى غرق الشوارع بالمياه وتزيد من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، نظرا لتهالك البنية التحتية عقب عقود من الحروب والإهمال.

انهيار وضحايا
وفي قرية باجوان في محافظة كركوك (شمال)، انهار سقف منزل طيني بعد الخامسة صباحا، وهو ما أدى إلى وفاة أم شابة (26 عاما) وطفليها (عمرهما عامان و4 أعوام)، حسب ما أفاد به مدير الدفاع المدني في كركوك العميد فاضل محمد.

وفي بغداد، أظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي تحول شوارع العاصمة إلى بحيرات وبرك مائية، مما أدى إلى تدفق المياه إلى المنازل وغرق بعضها.

ووثقت إحدى عائلات من سكان منطقة الشعلة (غربي بغداد) مشاهد صادمة من غرق صالة الجلوس بمياه الأمطار في أثناء جلوسهم لمشاهدة مباراة كرة قدم.

وتسببت الأمطار الغزيرة المتواصلة لساعات في تعطل حركة السير والمرور في شوارع بغداد الرئيسة، وتحديدا مناطق الأعظمية والكاظمية والشعلة.

وفي محافظة صلاح الدين، قررت الإدارة المحلية تعطيل الدوام الرسمي في جميع مدارس بسبب الأمطار الغزيرة، ولفسح المجال لسحب المياه من الطرق الرئيسة.

وفي السليمانية، فاضت شوارع المحافظة بمياه الأمطار، وسط استنفار فرق الدفاع المدني والبلديات لسحب المياه بالآليات الثقيلة والجرافات.

تفاعل وانتقادات
وتفاعلا مع هذه الأحداث، انتقد مدونون ونشطاء عدم جهوزية الجهات المعنية للتعامل مع الحالة الجوية، بالرغم من معرفة تأثر البلاد بمنخفض جوي مطر.

وطالب مغردون بإقالة أمين بغداد عمار موسى كاظم من منصبه، بعد غرق العاصمة لأكثر من 4 مرات خلال موسم الشتاء من دون معاجلة أزمة أنابيب الصرف الصحي.

وتساءل عراقيون عن مصير المليارات التي صُرفت على مشاريع إنشاء وتأهيل شبكات الصرف الصحي في البلاد طيلة السنوات الماضية، داعين الحكومة للالتفات إلى المشاريع التي تخدم المواطن.

من جهتها، أعلنت أمانة بغداد -في بيان- دخول جميع دوائرها حالة الإنذار القصوى لتصريف مياه الأمطار في عموم أحياء العاصمة، لافتة إلى تفعيل خطة تشغيل المحطات الرئيسة والفرعية بالتنسيق مع دائرة مجاري بغداد ونشر الآليات التخصصية في التقاطعات والساحات لسحب المياه.
جفاف وتداعيات
وواجه العراق للعام الثالث على التوالي موجة جفاف شديدة ودرجات حرارة عالية تجاوزت 50 درجة مئوية خلال صيف 2022.

وسجلت البلاد فبراير/شباط الماضي تراجعا في منسوب نهري دجلة والفرات، خصوصا بسبب قلة الإيرادات الواصلة من الجارة تركيا، وفق السلطات، وزيادة الاستهلاك المائي بما يتخطى المساحات المقررة من السلطات.

مع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر، يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم، وفق الأمم المتحدة.

ويعدّ ملف المياه أساسيا وشائكا بالنسبة إلى البلد الشبه الصحراوي الذي يبلغ عدد سكانه نحو 42 مليونا. واتهمت بغداد مرارا جارتيها تركيا وإيران بالتسبب في خفض كميات المياه الواصلة إلى أراضيها، لا سيما بسبب بنائهما سدودا على النهرين.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، دعا البنك الدولي العراق إلى اعتماد نموذج تنمية "أكثر اخضرارا ومراعاة للبيئة" لمواجهة التحدي المناخي.

ودعا تقرير للمنظمة الدولية العراق إلى "تحديث نظام الري" و"إعادة تأهيل السدود".
اجمالي القراءات 386