عائلتك مصدر قوتك".. كيف تستعيدي زخمك المهني بعد الحمل والولادة؟

في الأحد ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


تجد الأمهات والزوجات الجدد هوية جديدة في تأسيس أسرة، وعملا يشبع شغفهن، ومهمة تتطلب منهن تفرغا كاملا لأشهر قادمة، فيتخلين عن وظائفهن، مرحبات أو مضطرات لذلك، إلى أن يفاجأن بحاجتهن للمال، أو يحلمن بخوض مغامراتهن الخاصة.

تقلق النساء في تلك الأوقات، وتختلف آراؤهن، ما بين الاكتفاء بدور ربة المنزل، أو العودة إلى عمل سابق لا يناسب احتياجات الزوج والأطفال، أو البحث عن مهنة تتماشى مع مسؤولياتهن الجديدة. لذلك، نقدم لكِ دليلًا يساعدكِ في عبور أصعب عثرة مهنية تواجه النساء.

كيف تؤسسين عملا خاصا؟
تتعرض الأمهات للتهميش في بيئة العمل، بعد ولادة الطفل الأول، وأحيانا لا تحفظ لهن قوانين العمل حقهن في رعاية الطفل، مما يدفع كثيرات إلى البحث عن حل ذكي، يتيح لهن إثبات قدراتهن، إلى جانب تغيير الحفاضات، وسهر ليالٍ لتسكين آلام الحمى.

مرت أليسون داوني بالتجربة ذاتها، فتعرضت للتمييز بعد حملها الأول، والفصل بعد حملها الثاني، وألفت كتاب "إليكِ الخطة: دليلكِ العملي والتكتيكي للعمل بعد الحمل والولادة".

كان اللجوء إلى المقربين نصيحة داوني المفضلة، وسؤال نفسها كل مرة عن أنسب شخص يمكنه مساعدتها، إما في رعاية طفليها، أو للبحث عن عمل في مجال محدد. وبالفعل، وفرت عليها تلك الخطة وقتا، ونجحت في تصميم متجر إلكتروني لبيع مستلزمات الأطفال المستعملة.

أجرت داوني مقابلات طويلة مع أكثر من 50 امرأة من مختلف المجالات، لتدوين تجارب نجاحهن بعد انقطاع عن العمل. اجمعت النساء على ضرورة استغلال إجازة الأمومة، والاستعداد للتحدي الأكبر لديهن، بوضع خطة أولية لمشروع جديد، أو تحديث السيرة الذاتية، أو تعلم مهارة جديدة، أو خطة لإعادة الاندماج في مجالهن المهني، أو تكوين شبكة دعم أسرية إذا اضطرت الأم لقطع إجازتها. بخلاف ضرورة ربط المشروع الجديد بالخبرات السابقة، واستغلال العملاء السابقين، لتقديم خدمة اعتادت عليها المرأة، لكن مع مواعيد عمل أكثر مرونة.

اتفقت النساء في تجاربهن على أهمية تحديد شخص يثقن به، لرعاية الطفل في أوقات عملهن، وأن السمعة الحسنة ستكون رأس مالهن عندما يطرقن أبوابا جديدة، وأن تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل مهارة ينبغي التدرب عليها كل يوم، حتى إذا اخترتِ العمل لحسابكِ الخاص.

النساء اتفقن على أن تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل مهارة ينبغي التدرب عليها يوميا (بيكسلز)
كيف توازنين بين العمل والأسرة؟
لا تعترف غالبية بيئات العمل سوى بالوجود الجسدي للموظف في مكاتبها، بخلاف اعتبار أرباب العمل أن إجازة الأمومة تتعارض مع التزام النساء نحو وظائفهن. ومع الفشل في الموازنة بين الأسرة والعمل، تجبر النساء على الاستقالة، أو المعاناة للوفاء بمتطلبات العمل.

أجابت نساء غيرن أعمالهن مؤخرا عن سؤال الجزيرة نت عن كيفية موازنتهن بين أعباء الأمومة والعمل، فوجدت منة حلا سحريا في العمل قبل أن تستيقظ طفلتاها، وبعد نومهما، وأثناء قيلولتهما، كما تستغل عطلات نهاية الأسبوع للعمل، بدعم من زوجها.

وحررت آلاء نفسها من مهامٍ تستهلك وقتها، للتركيز على عملها، فلجأت إلى تطبيقات الشراء الإلكتروني، بدلا من التسوق، وقامت بإرسال سيرتها الذاتية عبر "لينكد إن" بدلا من قطع مسافات لتسليمها مطبوعة.

وترى سمر أن فكرة تغيير مجال عملها بعد الإنجاب كانت حماسية في البداية، إلى أن اكتشفت مدى صعوبة تحويل الفكرة إلى واقع، ونصحت كل امرأة تسعى للتخلي عن وظيفتها، وامتلاك مشروعها، بجمع تمويل كاف، وطلب دعم الأسرة والأصدقاء. لذلك، نصحت بالإدراك المبكر لواقع الحياة كأم عاملة، للاستفادة ببعض الوقت لوضع خطة.

التغيرات المناخية تدفع باتجاه اعتماد العمل عن بعد وتجنب التنقل
الخبراء ينصحون الأمهات بضرورة صقل مهارات استخدام الإنترنت والانفتاح على العالم الافتراضي (شترستوك)
كيف تختارين الوظيفة الأنسب؟
نصحت المدربة المهنية نيكي سبينوزا، الباحثات عن عمل بعد انقطاع، بتقييم أهدافهن المهنية، من خلال تحديد مواصفات الوظيفة الأنسب، والتي تلبي أهم احتياجاتهن، مثل: عمل من المنزل، دوام جزئي، مواعيد عمل مرنة، شركة ملحق بها رياض أطفال، مكتب قريب من المنزل. ثم تأتي خطوة ترتيب العناصر التي يمكن التفاوض عليها، وأخرى لا يمكن التنازل عنها، وسيمنحكِ ذلك مخططًا للبحث عن وظيفة مناسبة.

أشارت سبينوزا إلى ضرورة صقل مهارات استخدام الإنترنت، والانفتاح على العالم الافتراضي، فالمقابلات الشخصية يمكن إجراؤها عبر عشرات التطبيقات، وصار البيع بالتجزئة ممكنًا على المتاجر الإلكترونية. وأبرزت كذلك أهمية موقع "لينكد إن" لنشر السيرة الذاتية، والبحث عن دورات مجانية، أو وظائف تتيح للنساء العمل من المنزل.

من جانبه، نشر موقع "هارفارد" للأعمال نصائح 37 امرأة يعملن في مناصب قيادية عليا. وركزت هؤلاء النساء على أهم السلوكيات التي اتبعنها عندما واجهن انتكاسات وظيفية، في بيئات عمل لا تنصف النساء. وتشابهت تجارب النساء، بعدما انقطعن سنوات عن عملهن السابق، واضطررن للعمل في مهن أبسط، وشركات أصغر، من أجل استرجاع زخمهن المهني، لكنهن تعلمن مهارات جديدة في وقت الفراغ، مما ساعدهن على الانتقال لوظيفة أحلامهن.

وتوجهن لكل امرأة بأن تكون واضحة عند عرض مهاراتها، ومساحة الوقت المتاح للعمل، والتركيز على الأشياء التي يمكنها التحكم فيها، وتذكير نفسها دوما بما قد تضيفه لأي مكان جديد، لتشعر بالراحة والثقة في كل مقابلة عمل
اجمالي القراءات 406