تظاهروا بشارع بورقيبة رغم القيود.. آلاف التونسيين ينادون برحيل قيس سعيد في ذكرى الثورة

في السبت ١٤ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

خرج آلاف التونسيين في مظاهرات تطالب برحيل الرئيس قيس سعيد، اليوم السبت، في ذكرى الثورة، وقالت مراسلة الجزيرة إن مسيرة جبهة الخلاص الوطني المعارضة تحدت القيود المفروضة ودخلت شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.

وامتلأ شارع الحبيب بورقيبة، وهو الموقع التقليدي للمظاهرات الكبرى في العاصمة، بآلاف المحتجين وهم يلوّحون بالأعلام التونسية، وسط هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام".وتجاوز المتظاهرون صفوف رجال الشرطة والحواجز المعدنية للوصول إلى الشارع، متحدّين الإجراءات التي فرضتها السلطات.

لكن مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي أفادت لاحقا بأن قوات الأمن في محيط وزارة الداخلية منعت المتظاهرين من التقدم في شارع الحبيب بورقيبة.

من جهته، دعا رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي جموع التونسيين إلى التضامن حول هدف واحد هو رحيل الرئيس سعيد. وقال إن "خلاص بلادنا سيتحقق برحيل قيس سعيد".

وتضم جبهة الخلاص الوطني -التي تشكلت يوم 31 مايو/أيار الماضي- 5 أحزاب، وهي النهضة، وقلب تونس، وائتلاف الكرامة، وحراك تونس الإرادة، والأمل، إضافة إلى حركة "مواطنون ضد الانقلاب" وعدد من البرلمانيين.

في السياق نفسه، قال الأمين العام لحزب العمال التونسي حمّة الهمامي إن "دكتاتورية قيس سعيد ستسقط مثلما سقطت دكتاتورية بن علي".

وأضاف أن مَن يكمم الأفواه سيكون مصيره السجن أو الهروب من البلاد، داعيا إلى اعتماد "لغة النضال والمقاومة لإسقاط منظومة الاستبداد"، لأنها اللغة الوحيدة التي يمكن استخدامها مع قيس سعيد، حسب تعبيره.

"معركة وطنية"
من جهته، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية في البلاد) إلى الاستعداد لما سماها "معركة وطنية من أجل إنقاذ تونس".

وأعلن الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي عن تنفيذ تحركات نقابية قطاعية في الأيام المقبلة من أجل مطالب اجتماعية.

وقال -في ندوة تحت شعار "النقابيون متجندون لإنقاذ تونس"- إن اتحاد الشغل يدافع عن الحريات ويناهض القمع، وإن من حق الجميع التظاهر في الشارع، مشيرا إلى أن ما سماه المد الشعبوي غير قادر على التقدم بتونس، وأنه لا بد من خيار ثالث.


وأضاف أن المجتمع المدني والمنظمات الوطنية تقول للحاكم لا للعبث بالبلاد، حسب تعبيره.

تضييقات
ووسط أنباء عن تضييقات على المتظاهرين، قالت مصادر حقوقية إن السلطات منعت وصول حافلة وقطار ركاب إلى العاصمة.

في الوقت نفسه، قال راديو "موزاييك" المحلي إن رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسِي انسحبت رفقة أنصارها من شارع خير الدين باشا بمنطقة مونبليزير بعد أن أوقفت عناصر الأمن تقدم مسيرتهم التي كانت ستتجه إلى قصر قرطاج.

من جانبها، عبرت "تنسيقية الأحزاب الديمقراطية" في تونس عن رفضها التضييق على الاحتجاجات، ودعت للنزول للشارع رغم ما وصفته بترهيب السلطة.

وقبل بدء المظاهرات، اتهم القيادي في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك ما وصفها بسلطة الانقلاب بالتعطيل الممنهج لتنقُّل المتظاهرين من عدة مناطق مثل جربة وقابس (جنوب) والمهدية (شرق) إلى العاصمة للمشاركة في الاحتجاجات بشارع بورقيبة.

وقال بن مبارك -في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك- إن الأمن هدد أصحاب وسائل النقل وأجبرهم على إلغاء الرحلات.

ومنذ 25 يوليو/تموز 2021، تعيش تونس على وقع سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس سعيد ومن بينها حل البرلمان ومجلس القضاء وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وتمرير دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة شارك فيها 11.2% فقط من الناخبين.

وترفض أغلب القوى السياسية والمدنية في تونس هذه الإجراءات، ويصفها بعضها بالانقلاب على الدستور، في حين تؤيدها قوى أخرى ترى فيها تصحيحا لمسار الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في مثل هذا اليوم من عام 2011.
اجمالي القراءات 446