تعاطف واسع مع شاعرة ومترجمة من البدون بعد ترحيلها من مطار الكويت

في الأربعاء ٠٤ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

لسنوات طويلة أثارت قضية البدون الكثير من الجدل في الكويت، بسبب ما يعانونه من تمييز في أمور كثيرة، على رأسها الاعتراف بهم كمواطنين لهم حقوق وواجبات.

وتجدّد الجدل يوم أمس الثلاثاء على "تويتر" بعد منع السلطات الكويتية للأستاذة الجامعية والكاتبة منى كريم من دخول البلاد لزيارة أهلها، وشارك العديد من المغردين في الكتابة تحت وسمين هما: #منى_كريم و#ترحيل_منى_كريم.

وتنتمي منى كريم إلى "البدون" الذين يعيشون في الكويت من دون أن يحصلوا على جنسيتها. وكانت قد غادرت الكويت في عام 2011 بعد حصولها على منحة دراسية في الولايات المتّحدة، حيث حصلت على الجنسية الأميركية.

وحاولت كريم زيارة أهلها في الكويت باستعمال جواز السفر الأميركي، لكنّها فوجئت عند وصولها إلى المطار بمنعها من الدخول.

وكتبت كريم من المطار على "تويتر": "أحتاج لدعمكم. أرفض الترحيل. أنا هنا للقاء أسرتي"، مضيفةً: "أنا الآن في مطار الكويت ويتم إبعادي". ووجهت مناشدةً قالت فيها: "أرجوكم اكتبوا في هذا الهاشتاغ. أنا ما زلت عالقة في المطار بنية ترحيلي أو اعتقالي إن رفضت الرحيل".
وتابعت: "أشعر بحزن كبير وأقاوم الدموع. حُرمت من عائلتي لأكثر من عشر سنين. طلبت مساندتكم لأنها الحل الوحيد بيدي. فكرة أن يستمر حرماني من أهلي لبقية عمري ترعبني".

سوشيال ميديا
دراسة بريطانية: مواقع التواصل تدفع الأطفال والمراهقين لكره أجسادهم
وأثارت تغريدات كريم حملة تعاطفٍ واسعة معها، فكتبت رشا عباس: "الصديقة الشاعرة #منى_كريم محتجزة في مطار الكويت، هذه الممارسات والإجراءات المزاجية التعسفية في المطارات وعلى المعابر الحدودية العربية لا ينبغي أن يستمر التعامل معها كأمر واقع، منى سافرت لزيارة أسرتها وكثر منا عاجزون عن الالتقاء بأسرهم بسبب هذه الإجراءات وما خلفها من سياسات عنصرية".

بدورها، كتبت هديل بوقريص: "لماذا يتم منعها من دخول الكويت، بأي حجة؟ وإن كانت هناك أي قضية تمنعها من دخول الكويت، أتمنى من وزارة الداخلية التصريح بذلك بشكل واضح وصريح دون وضع أعذار وهمية تسمى بالقيد الأمني أو التحفظ"

وكتب عبد الحكيم الفضلي: "الدكتورة #منى_كريم من #الكويتيين_البدون بعد مضايقات مستمرة هُجرت خارج الكويت في عام 2011 وأكملت دراسة الماجستير والدكتوراه وحصلت على الجنسية الأميركية، وبعد أكثر من 10 سنوات قامت بزيارة أسرتها بعلم ورضى السلطات الكويتية، واليوم عادت لزيارة أسرتها لتواجه أمراً مزاجياً بالإبعاد!".
وكتب سلطان ثقيل مناع: "الدكتورة #منى_كريم زاملتها في 2008 وحتى 2010 في صحيفة أوان .. هي مثال للأخلاق العالية، وهي نموذج مشرف لكل مجتهد، أمر مستنكر أن تمنع من رؤية عائلتها فلا توجد قيم أو أخلاق بأي مكان في العالم يمنع شخصاً من زيارة عائلته".

وعلى الرغم من التعاطف الكبير، إلّا أنّ ذلك لم يغير من قرار السلطات الكويتية التي أصرّت على ترحيل منى كريم. وكتبت الأستاذة الجامعية عبر "تويتر": "وداعا الكويت.. ثانية".

ومنى كريم كاتبة وأكاديمية تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة ولاية نيويورك. تقيم في الولايات المتحدة، وتعمل حالياً أستاذة زائرة في دراسات الترجمة في جامعة برنستون. إضافةً إلى ذلك، تعمل كريم في الترجمة بين العربية والإنكليزية، كما أنّها شاعرة صدر لها أكثر من ديوان.
اجمالي القراءات 499