اللغة الفرنكوفونية.. هل تواجه شبح الاندثار مقابل الإنجليزية؟

في الجمعة ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بما سماه تراجعا حقيقيا للغة الفرنسية في بلدان المغرب العربي خلال العقود الماضية لصالح اللغة الإنجليزية التي تتميز -وفق تعبيره- بسهولة الاستعمال أكثر من لغة موليير.

جاء ذلك على هامش مشاركته في أعمال القمة الـ18 للمنظمة الدولية للفرنكوفونية في جزيرة جربة التونسية، ووفق رؤية الرئيس ماكرون فإن هذا التراجع يتطلب إعداد مشروع لاستعادة مكانة اللغة الفرنسية في هذه البلدان وتعزيز حضورها على شبكة الإنترنت وفي المنظمات الدولية، من خلال المراهنة على التعليم والثقافة والرياضة، لكونها أمورا قوية رافعة للفرنكوفونية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقاء جربة إن الفرنكوفونية رحلة عبر الزمن والقارات، ويجب أن تتبنى مشروعا لاستعادة اللغة الفرنسية. وأوضح أن التحدي الحقيقي للفرنكوفونية هو إعادة لغة موليير إلى طابعها العالمي.

وتعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسي قال وزير الثقافة التونسي الأسبق مهدي مبروك إن تراجع اللغة الفرنسية في دول المغرب العربي يعود إلى اتجاه هذه الدول إلى تعريب المناهج الدراسية، والتعدد اللغوي وكسر ازدواجية اللغة التي كان معمول بها في وقت سابق.

وأضاف أن اللغة الفرنسية لم تعد لغة تتحمل المصادر كما كانت في السابق، لأن لغات الأبحاث الرسمية في الجامعات الفرنسية باتت إنجليزية، وهذا يعني أن المصادر الإنجليزية موثوق بها ومتعددة وواسعة.

في المقابل؛ يرى الأمين العام الإداري للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية داميان سيسيلان أن اللغة الفرنسية لم تتراجع كما يعتقد البعض، بل إن انتشارها مستمر كلغة منطوقة، مع إقراره بتراجعها في مجال النشر والأبحاث في العلوم

أما وزير التربية التشادي السابق الصديق أبو بكر شرومة فيعتقد أنه من المهم إعادة إحياء العلوم المنتشرة باللغة الفرنسية والحفاظ على بقائها كلغة مهمة ورائدة في المنطقة الأفريقية، بعيدا عن الإرث الفرنسي في القارة، مشيرا إلى أن الأعمال الأدبية المنشورة باللغة الفرنسية رائعة وتستحق الاهتمام.

المنظمة الفرنكوفونية
وتأسست المنظمة الدولية للفرنكوفونية عام 1970 في النيجر، ويوجد مقرها في باريس. وتضم حاليا 88 دولة من بينها 54 دولة عضوا و27 دولة تتمتع بصفة مراقب. وتقدر المنظمة عدد الناطقين باللغة الفرنسية في العالم بـ 321 مليون شخص.

وتقول إن أهدافها الرئيسية تتمثل في تعزيز اللغة الفرنسية والتنوع الثقافي واللغوي ودعم التعليم. كما تهدف المنظمة -وفق ما ورد في ميثاق تأسيسها- إلى الإسهام في تحسين مستوى عيش شعوب البلدان الممثلة فيها وتنظيم العلاقة بينها، وتنفيذ برامج تعاون مختلفة لصالح الناطقين بالفرنسية. وقد حث ماكرون المنظمة الفرنكوفونية لاتخاذ مواقف مماثلة تجاه القضايا والقرارات التي تمس مصالح فرنسا.

ومنذ عام 1986 تجتمع قمة الفرنكوفونية كل عامين على مستوى رؤساء الدول والحكومات الناطقة باللغة الفرنسية والمنضوية في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
اجمالي القراءات 524