عماد أديب يحذر السيسي من “عاصفة” بعدما تجاوز 1111 بصعوبة

في الأحد ١٣ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

وطن- عاد الكاتب والسياسي المصري البارز عماد الدين أديب، شقيق الإعلامي عمرو أديب، لإثارة الجدل مجدداً عبر تحذيراته للنظام المصري ورئيس عبدالفتاح السيسي على وجه الخصوص، وللحكام العرب بشكل عام، من اضطرابات سياسية واقتصادية مقبلة ستُحدث “عاصفة”، حسب وصفه.

أديب يحذر من 2023: دماء بشرية وخسائر اقتصادية
وبعد مقاله الذي فجّر موجة جدل واسعة في أغسطس الماضي، تحت عنوان: “14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة”، عاد “أديب” لإثارة الجدل من جديد في مقال حديث نشره تحت عنوان: “”تشرين الثاني” أسوأ شهورنا لعام مجنون وكارثيّ!”.

“عماد أديب” يلمّح للإطاحة بالسيسي في مقال خطير: “منتصف العام المقبل وتذكروا كلامي”
المقال الذي نشره الكاتب والسياسي المصري على موقع “أساس ميديا“، أكد فيه أنّ عام 2023، سيكون أسوأ سنوات العرب والشرق الأوسط والعالم، وسط دعوات للتظاهر في مصر، وانخفاض العملات المحلية في بعض البلدان، واضطراب الأوضاع في تونس وليبيا والسودان واليمن ولبنان.

وقال بحسب بحسب ما رصدت (وطن): “تشرين الثاني شهر شديد التوتّر في عام شديد الصعوبة يُنبئ بعام مُقبل أشدّ سوءاً. سنة 2023 المقبلة ستكون أسوأ سنوات العرب والشرق الأوسط والعالم”.

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب
وتابع موضحاً، أنه لا يريد التشاؤم أو خفض المعنويات، لكنه لا يمكنه تجاهل الحقائق والأمر الواقع: “لا يريد أيّ محلّل سياسي أن ينعق مثل “البوم” بالشؤم، مُعلناً انحسار الأمل، والعيش تحت مظلّة من الكآبة والتوتّر والفقر والحروب، وحتى استحالة العيش”.

“لكن ماذا يمكن لأيّ محلّل أن يفعل؟ هل يستطيع أن يتجاهل حقائق دامغة ووقائع قائمة وجدّيّة وإحصاءات دقيقة تُماثل تقارير التحليل الطبّي والأشعّة المقطعيّة عند الأطبّاء والجرّاحين؟”

وسلّط “عماد الدين أديب”، الضوءَ على بعض الأحداث السياسية الحالية، التي تنذر بما يتوقع هو من “خراب شامل” في عام 2023.

وذكر منها، انتخابات التجديد النصفي لمجلسَيْ الشيوخ والنواب في أمريكا.

ولفت إلى أنّه على الرغم من ثقة بايدن بعدم خسارة حزبه أمام الجمهوريين، فإنّ الإحصاءات تتحدّث عن خسارة ديمقراطية، وفي أحسن الأحوال بلوغ نوع من التساوي، والتعادل المعطِّل الذي لا يؤدّي إلى حسم القرارات والقوانين بالأغلبيّة المربحة.

وانتقل إلى الشرق الأوسط بالقول: إن “كلّ من إيران وإسرائيل والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا نتائج هذه الانتخابات باهتمام بالغ لأنّها المؤشّر الواضح الذي يمكن أن ينبئ باسم الرئيس الأميركي المقبل”.

يوم 1111 تجاوزه السيسي بصعوبة
كما تطرّق “أديب” إلى دعوات التظاهر التي مرت بسلام على النظام المصري يوم أمس الجمعة 1111، محذّراً من أنها تدخل ضمن مؤشرات الخطر.

ووصفها، بأنها “الدعوة الشرّيرة والتخريبية لقوى ترأسها “جماعة الإخوان المسلمين” المصرية إلى التظاهر يوم 11/11 تحت دعوى الاعتراض على الحكم في البلاد، وقد ردّت الحكومة على ذلك بحزمة أمان اجتماعية”.

وشهدت مصر أمس، الجمعة، استنفاراً أمنياً لم يحدث منذ سنوات، وتم غلق جميع الشوارع والميادين العامة، ونشر لجان تفتيش عشوائية، لوأد أيّ تجمع قبل بدايته، خوفاً من انطلاق شرارة احتجاج قد يحدث بعدها مالا يُحمد عقباه للنظام.

وكانت السفارة الأمريكية في القاهرة، قد حذرت مواطنيها في مصر، من احتجاجات محتملة أمس “1111″، ودعتهم لتجنب أماكن التظاهرات.

الدعوات الكبيرة ذات الزخم على مواقع التواصل، لم تتحقق على الأرض أمس، لعدة أسباب أهمها: القبضة الأمنية الشديدة، وترهيب المواطنين، فضلاً عن كونها دعوات عشوائية، يغيب عنها وجود فصيل قيادي لديه قدرة على الحشد والتنظيم.

وأشار الكاتب في مقاله أيضاً، إلى ما وصفه “باستمرار الضغوط على الاقتصادات في كلّ من بريطانيا مع الحكومة الجديدة، وفرنسا في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون، وإيطاليا التي تقودها أشدّ الحكومات اليمينية تشدّداً منذ عهد موسوليني”.

وتطرّق إلى “استمرار الحوثيين في التملّص من تجديد الوحدة وتطبيق السلم الأهليّ”.

وعن الوضع الاقتصادي العالمي، لفت “عماد أديب” إلى “الضغط الشديد على العملات المحليّة في كلّ من مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا وتونس والسودان مقابل الدولار الأميركي، الذي رافقه قرار للاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة أحدث اضطراباً وفوضى في أسواق العملات وأسواق المال العالمية وأدّى إلى اضطرابات اقتصادية”.

“فلنربط الأحزمة لأنّ العاصفة تبدأ”
كما تطرّق إلى “استمرار إيران في مواجهة التظاهرات الشعبية الداخلية، التي اتّخذ منها المرشد الأعلى والحرس الثوري موقفاً معادياً تحت دعوى كاذبة بأنّها تظاهرات مدفوعة من الخارج ومَن يؤيّدها هم من الخونة والجاهلين”، حسب وصفه.

وتابع معدّداً الأسباب التي يراها أنّها ستؤدي لكون عام 2023 الأسوأَ في المنطقة والعالم: “استمرار الضغط المدني على المكوّن العسكري في السودان لنقل الحكم بالكامل إلى المكوّن المدني”.

“استمرار الضغط والصراع لتهيئة البلاد والعباد في تونس للانتخابات التشريعية المقبلة”.

“توقّع رفع درجة التوتّر بين قوات حفتر في الشرق الليبي وبين ميليشيات طرابلس المدعومة من تركيا وقطر.”

“وأخيراً وليس آخراً الآثار المُترتّبة على سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو في إسرائيل، وهي الحكومة السادسة التي يقودها على أساس تحالف قويّ مع كلّ اليمين المتطرّف”.

واختتم “عماد الدين أديب”، مقاله بالإشارة إلى أنّ كل هذه الأمور التي ذكرها، هي “أجندة تشرين الثاني الذي لا يعد إلا بضغوط وخسائر واضطرابات وخيبات أمل، ويُنذر بدماء بشرية وخسائر اقتصادية تهدّد الاستقرار الاجتماعي والتماسك الأمنيّ”.

وأضاف: “فليحمِ الله أمّتنا وليستر علينا، إنّه وحده القادر على كلّ شيء.. فلنربط الأحزمة لأنّ العاصفة تبدأ من تشرين الثاني”.

ألمح سابقاً لسقوط أنظمة عربية
وسبق أن أثار أديب بلبلةً على مواقع التواصل، بعد تلميحه لسقوط أنظمة عربية، وإشارته بالحديث إلى نظام عبدالفتاح السيسي، دون ذكر اسمه صراحة.

وعبّر “أديب” في مقاله السابق، عما وصفَه بخوفه الشديد على كثير من “أنظمتنا وشعوبنا من الآن حتى منتصف العام المقبل”.

وعدّد في مقاله الذي طالعته (وطن) وقتَها، عدةَ أسباب لسقوط الأنظمة في عالمنا العربي المعاصر، وذكر منها “اعتماد الحاكم على رجال ثقة موالين له على الرغم من ضعف كفاءتهم وفشلهم في التصدّي لمشكلات البلاد والعباد”.

وأيضاً قال: “إن تغاضي الحاكم وسماحَه للحلقة الضيّقة القريبة منه بممارسة الفساد والإفساد، هو أحد أسباب سقوط الأنظمة بمنطقتنا العربية”.

وفي إشارة إلى إطاحة قريبة متوقَّعة لنظام السيسي في مصر، قال عماد أديب: إنه يتم الإطاحة بالأنظمة عبر استقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم من أجل بقاء مصالحهم، بمعنى “فليذهب الحاكم مقابل أن يبقى الحزب أو الجهاز أو التيار أو الطائفة”.

ولفت السياسي المصري أيضاً، إلى أن من أسباب سقوط الأنظمة، “صراع أجهزة الحكم بعضها مع البعض الآخر بشكل مدمّر”.

وهو ما يجعل حالة العداء بين أجهزة الحكم، بدلاً من أن يكون العداء أو الخصومة لأعداء النظام الحقيقيين. موضحاً: “باختصار أن تكون مشاكل النظام الداخلية ذات أولوية على مشاكله مع الأعداء”.

وتأتي من ضمن هذه الأسباب أيضاً، بحسب ما ذكره أديب: “شعور بعض التيارات أو القوى بعدم أحقّيّة الحاكم في الحكم، وهو ما يجعلهم يتآمرون سرّاً على إضعافه والإضرار به. حتى يتوافر لهم مناخ يمكّنهم ويُبرّر لهم الإطاحة به تحت دعوى “فشله في إدارة شؤون البلاد”.
اجمالي القراءات 1065