صحيفة: العالم على شفا مجاعة.. والحبوب تذهب للحيوانات والسيارات

في الإثنين ٠٨ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الأزمة ليست في الإنتاج ولكن في طريقة التوزيع".. هكذا تحدثت صحيفة "لوتان" السويسرية، محذرة من أن العالم على شفا مجاعة، في الوقت الذي تذهب غالبية الحبوب المنتجة إلى الحيوانات والسيارات.

يقول الكاتب "دوك كوانج نجوين"، في مقاله، إن العالم ينتج ما يكفي من الحبوب لإطعام البشرية جمعاء، لكن المشكلة في طريقة توزيعها؛ إذ تُستخدم 43% من الحبوب في إطعام الماشية أو تُحرق كوقود حيوي.

ويضيف: "الذرة، التي تعد أكثر الحبوب انتشارا في العالم، ينتهي بها الأمر في كثير من الأحيان إلى الحرق كوقود حيوي".

ويتابع: "في عام 2019 على سبيل المثال، تم تحويل 214 مليون طن من الذرة إلى وقود، أي 19% من الذرة العالمية، في حين تم تخصيص غالبية إنتاج الذرة في العالم (59%) لتغذية الماشية".

وتأتي الأزمة في الوقت الذي تتسبب فيه الكوارث المناخية والصراعات والضغوط الاقتصادية الناجمة عن وباء "كورونا" في تفاقم الجوع بالعديد من البلدان، لا سيما في أفريقيا والشرق الأوسط.وقد تؤدي الحرب إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد هذا العام، وفقا للأمم المتحدة.

وتعرض 47 مليون شخص جديد في جميع أنحاء العالم لـ"الجوع الحاد" منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، شجب "الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة" (T&E) تأثير صناعة الوقود الحيوي على الأمن الغذائي"، في تقريره "الغذاء وليس الوقود".

وكشف فيه أنه يتم حرق ما يعادل 15 مليون رغيف خبز يوميا في الاتحاد الأوروبي لإنتاج الوقود الزراعي.

وفي الصين، حذرت الحكومة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا من أنها "ستسيطر بشكل صارم على معالجة الذرة وتحويلها إلى إيثانول حيوي" بسبب نقص الذرة.

ومع ارتفاع أسعار الوقود، تتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة بنسبة 5% في الطلب على الوقود الحيوي لهذا العام مقارنة بعام 2021.و"الوقود الحيوي" بشكل عام، هو الطاقة المستمدة من النبات أو الحيوان، وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، على خلاف غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجري وكافة أنواع الوقود الأحفوري والوقود النووي.

وبدأت بعض المناطق في العالم بزراعة أنواع معينة من النباتات خاصة لاستخدامها في مجال الوقود الحيوي، منها الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة، وأيضا اللفت في أوروبا، وقصب السكر في البرازيل، وزيت النخيل في جنوب شرق آسيا.

بشار إلى أن أوكرانيا وروسيا تنتجان حوالي ثلث القمح المتداول في الأسواق العالمية، وحوالي ربع الشعير في العالم.

وتشكل الصادرات من البلدين، والتي تشمل أيضا زيت دوار الشمس والذرة لإطعام الماشية، حوالي 12% من إجمالي السعرات الحرارية المتداولة في العالم.
اجمالي القراءات 429