يوم حزين بمصر.. حادثتا انتحار وشاب يقتل فتاة لرفضها الزواج منه

في الثلاثاء ٢١ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

القاهرة– شهدت مصر خلال الـ24 ساعة الماضية مجموعة حوادث مفجعة، بدأت بطعن فتاة جامعية أمام أسوار الجامعة، وانتهت بواقعتي انتحار، إحداها من أعلى برج القاهرة، أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد.

وأثارت تلك الجرائم والحوادث حزنًا، وجدلاً على منصات التواصل الاجتماعي بشأن دوافع وأسباب مرتكبيها، خاصة أنها تأتي بعد أسابيع قليلة من وقوع حوادث مشابهة.

البداية كانت ظهر أمس الاثنين بجريمة قتل بشعة شهدتها محافظة الدقهلية (دلتا النيل/ شمال)، حينما أقدم طالب في كلية الآداب بجامعة المنصورة على ذبح زميلته عند بوابة الجامعة وأمام أعين المارة.

وقررت النيابة العامة حبس قاتل الطالبة (نيرة) 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له اتهامات بالقتل العمد، مشيرة -في بيان- إلى أنه أقر خلال استجوابه بارتكاب الجريمة.

وأوضح البيان أن النيابة استمعت إلى 20 شاهدًا، منهم والدا المجني عليها وشقيقها الذين أكدوا -إضافة إلى أحد الطلاب بالجامعة- أن المتهم دأب على التعرض للمجني عليها، إثر فشل علاقتهما ورفضها الزواج منه.

وفي وقت لاحق بالقاهرة، لقي شاب مصرعه بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترًا. وقالت النيابة العامة -في بيان- إن "النائب العام أمر بالتحقيق العاجل في واقعة سقوط شاب من أعلى برج القاهرة"، مشيرة إلى أنه يجري اتخاذ باقي إجراءات التحقيق، من دون مزيد من التفاصيل.

في حين ذكرت بوابة صحيفة "أخبار اليوم" أن أجهزة الأمن نجحت في تحديد هوية الشاب الذي تبين أنه يعمل محاسبًا، موضحة أن ظروف الواقعة لا تزال غامضة.

والواقعة ليست الأولى لانتحار شخص من أعلى برج القاهرة؛ إذ شهد المعلم السياحي ذاته عدة حالات في السنوات الأخيرة، لأسباب أسرية ونفسية وغيرها.

كما نقل موقع "مصراوي" -عن مصدر مسؤول داخل إدارة برج القاهرة- أن أمن البرج ألقى القبض على نحو 20 شخصًا خلال عام مضى قبل إلقائهم أنفسهم من أعلاه.

وفي محافظة الأقصر (جنوب) لقيت فتاة مصرعها، على يد شقيقها طعنًا بآلة حادة في الرقبة والبطن، إثر خلافات أسرية، حسبما نقل إعلام محلي صباح اليوم الثلاثاء.

وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء أيضًا، أقدم شاب بمدينة المنصورة (التي شهدت واقعة طعن طالبة صباح أمس الاثنين) على التخلص من حياته بإلقاء نفسه بسيارته الخاصة من أعلى كوبري الجامعة.

وكان الشاب ويدعى مصطفى توكل، قد نشر -عبر صفحته على موقع فيسبوك- ما يفيد أنه مقدم على الانتحار، قائلا "أنا على حافة الانتحار… أشوفكم بخير وابقوا افتكروني وأبويا ميمشيش (لا يمش) في جنازتي"، من دون مزيد من التفاصيل. ولم يتسن للجزيرة نت التأكد من صحة الواقعة المنسوبة، التي نقلتها أيضًا مواقع إخبارية محلية، منها "الشروق" و"القاهرة 24″.

حوادث سابقة
وأعادت تلك الحوادث التذكير بالحادث المأساوي الذي شهدته محافظة الدقهلية، أواخر مايو/أيار الماضي، حين قتلت أم أطفالها الثلاثة، ثم حاولت الانتحار.

وزاد الجدل آنذاك بشأن نشر رسالة الأم الأخيرة لزوجها المغترب، التي قالت فيها إنها "أرادت أن تدخل أولادها الجنة، وتريحهم من متاعب الدنيا".

وكانت مصر شهدت جريمة قتل مروعة أيضًا نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حين قام أحد الأشخاص بقتل رجل وسط أحد شوارع محافظة الإسماعيلية، إحدى مدن قناة السويس (شرق القاهرة)، ثم قام بفصل رأسه عن جسده وسار به في مشهد غير مسبوق استغرق عدة دقائق، وسط ذعر وهلع المارة الذين لم يتمكنوا من منع الجريمة واكتفوا بمشاهدتها على ما يبدو.

وبعد ساعات من حادث الإسماعيلية، وقعت جريمة أخرى لا تقل بشاعة بمحافظة كفر الشيخ (دلتا النيل/ شمال)، حيث أقدم طالب يبلغ من العمر 18 عامًا على ذبح زميله.

أرقام مفزعة
ومن وقت لآخر، تشهد مصر محاولات انتحار، ينجح بعضها، لأسباب اقتصادية وعاطفية، في حين تدعو السلطات الرسمية من تراودهم مثل هذه الأفكار للتوجه إلى طبيب نفسي، في محاولة لحل مشكلاتهم والاتصال بالخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار.
ووفق تقارير دولية مستندة لبيانات منظمة الصحة العالمية المنشورة عام 2020، بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الانتحار في مصر 3022 حالة أو 0.56% من إجمالي الوفيات، مما وضعها في المرتبة 158 عالميًا والأولى عربيًا في حالات الانتحار.

وفي المقابل، تشكك السلطات المصرية في هذه الأرقام، وتعدها "غير دقيقة لكونها تعتمد على تقديرات وليس أرقام" من دون أن تنفي الظاهرة تمامًا، وفق تقارير محلية.

وعام 2018، كشفت دراسة لوزارة الصحة المصرية -أجريت على عينة من 10 آلاف و648 طالبًا وطالبة، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا- عن أن 21.5% من طلاب المرحلة الثانوية (التعليم قبل الجامعي) في مصر يفكرون في الانتحار.

ويشير تصنيف "نامبيو" (Numbeo) لقياس معدلات الجرائم بين الدول إلى احتلال مصر المركز الـ65 عالميا والمركز الـ19 أفريقيا لإحصائية منتصف العام الجاري.

اجمالي القراءات 730