الانتخابات اللبنانية.. حزب الله وحلفاؤه يخسرون الأغلبية النيابية وتقدم لحزب القوات وممثلي المجتمع ال

في الثلاثاء ١٧ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

علن وزير الداخلية اللبناني اليوم الثلاثاء النتائج الرسمية النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي في لبنان، وأظهرت النتائج حصول حزب القوات اللبنانية على 20 مقعدا، والتيار الوطني الحر على 18 مقعدا، كما حصل حزب الله وحركة أمل على 31 مقعدا في البرلمان اللبناني.

وأظهرت النتائج أيضا حصول كل من الحزب التقدمي الاشتراكي على 9 مقاعد، ولوائح المستقلين أو المجتمع المدني على 13 مقعدا، وحزب الكتائب على 4 مقاعد، وكل من حزب الطاشناق وتيار المردة على مقعدين لكل منهما.

وقد هنّأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اللبنانيين على الانتخابات النيابية، وقال إنه "ينتظر بفارغ الصبر أن تُشكَّل سريعا حكومة جامعة يمكنها إنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتسريع تنفيذ الإصلاحات اللازمة لوضع لبنان على طريق النهوض الاقتصادي".

كما ناشد القادة السياسيين اللبنانيين العمل سويا بما فيه المصلحة العليا للبنان وللشعب اللبناني.

خسارة الأغلبية
وبإعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية يخسر حزب الله وحلفاؤه من تيار 8 آذار الأكثرية النيابية التي حضوا بها طيلة سنوات.

ويعتبر المستقلون الـ13 الذين حصدوا مقاعد بالبرلمان من الوجوه الجديدة ولم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية. ومن شأن وصولهم للبرلمان أن يسمح لهم بأن يشكلوا مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية كتلة موحدة في البرلمان.

وقال مراسل الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إن لبنان بات اليوم بعد هذا الاستحقاق الانتخابي إزاء مجلس نيابي مركب ومعقد يضم فسيفساء كبيرة، ولم يعد فيه لأي فريق نيابي الأكثرية، إذ باتت قوى 8 آذار عمليا بلا أغلبية كما كانت عليه الحال طيلة السنوات الماضية، وكذلك قوى 14 آذار.
لكن المتغير الأساسي اليوم -يضيف المراسل- هو أنه باتت هناك قوة ثالثة (من المجتمع المدني) إن تمكنت من التوحد في كتلة واحدة دون أن تفرق بينها الاختلافات الأيديولوجية، أو في كيفية مقاربة الأمور، فستكون قادرة على مساءلة الحكومة بشكل مستمر، مما قد يربك عمل الأحزاب التقليدية التي تحكمت في المسار السياسي للبنان منذ الحرب الأهلية.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أمس الاثنين النتائج الرسمية النهائية لـ12 دائرة انتخابية من أصل 15 شاركت في الانتخابات، التي بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 41%، وأظهرت النتائج حينها تقدما واضحا لحزب القوات اللبنانية على حساب غريمه في الأحزاب المسيحية التيار الوطني الحر.

وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي -في مؤتمر صحفي- إن الانتخابات "ناجحة"، ورأى أن "نسبة الشوائب قليلة جدا نسبة لعدد الدوائر الانتخابية"، نافيا ما تردد عن صناديق اقتراع مفقودة في بعض الدوائر.

ووصف وزير الداخلية نسبة الاقتراع بأنها جيدة وليست منخفضة مقارنة بالانتخابات التشريعية السابقة.

وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت كارمن جوخدار إن النتائج الرسمية التي أعلنت لم تتضمن مفاجآت تذكر وجاءت منسجمة مع ما أعلنته الأحزاب.

وكان نواب مقربون من حزب الله قد أخفقوا في الاحتفاظ بمقاعدهم في هذه الانتخابات، إذ أظهرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية أن إيلي الفرزلي نائب رئيس البرلمان خسر مقعده عن المسيحيين الأرثوذكس في قضاء البقاع الغربي.

كما أظهرت خسارة النائب عن الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة، والذي يشغله منذ عام 1992، وخسارة النائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه بمحافظة جبل لبنان.

يشار إلى أن حزب الله والمتحالفين معه فازوا بأغلبية 71 مقعدا في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2018.
وشهدت الانتخابات البرلمانية في البلاد هذا العام تغيرا أساسيا تمثل في غياب تيار المستقبل، الذي شكل لمدة 3 عقود عصب الحضور للطائفة السُّنية سياسيا.

تمثيل السُنة
وأعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم تيار المستقبل منذ بضعة أشهر تعليق نشاطه السياسي، وهو إعلان توقع مراقبون أن يترك أثره على التمثيل السياسي للطائفة السُّنية في المشهد اللبناني خلال المرحلة المقبلة.
وتعد الانتخابات الحالية الأولى من نوعها بعد سلسلة أزمات هزت لبنان خلال العامين الماضيين، بينها انهيار اقتصادي واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار كارثي في بيروت.
وبلغ عدد المرشحين لهذه الانتخابات 719 مرشحا منضوين تحت 103 لوائح، من ضمنها 56 لائحة باسم مجموعات التغيير والمجتمع المدني في البلاد، في حين بلغ عدد الناخبين المدعوين للمشاركة في الانتخاب نحو 4 ملايين.
اجمالي القراءات 824