لوفيغارو: نظام قيس سعيّد ينزلق إلى منعطف القمع الأمني

في السبت ٢٢ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قالت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية إن وفاة مواطن تونسي الأربعاء الماضي في أحد مستشفيات العاصمة، على خلفية مشاركته في مظاهرة معارضة للرئيس قيس سعيّد في 14 يناير/كانون الثاني الجاري، حادث يُنذر بانزلاق النظام في تونس إلى منعطف القمع والعنف الأمني.

وفي تقرير نشرته الصحيفة، تقول الكاتبة مارلين دوما إن المواجهات العنيفة التي اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين الجمعة الماضي في ذكرى هروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، أدت أيضا إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، بينهم صحفيون.

وكانت السلطات التونسية قد حظرت التظاهر في هذا اليوم بدعوى احتواء انتشار فيروس كورونا، لكن نحو ألف شخص تجمعوا للاحتفال بذكرى الثورة، قبل أن تندلع مواجهات مع قوات الأمن تسببت في مقتل المتظاهر رضا بوزيان.

وأكدت حركة النهضة في بيان صادر يوم الأربعاء، أن الضحية -وهو طبيب أسنان يبلغ من العمر 57 عاما، وعضو في فرعها بسوسة (150 كيلومترا جنوب تونس العاصمة)- "توفي متأثرا بنزيف دماغي حاد ناتج عن عنف شديد من قبل عناصر الأمن خلال مشاركته في مظاهرات 14 يناير/كانون الثاني".

وقال مصدر قضائي إنه تم الإبلاغ عن وصول مصاب في الخمسينيات من العمر إلى المستشفى يوم الجمعة، بينما أكدت السلطات أن الفحوص الأولية "لم تُظهر أي علامات عنف".

وترى الكاتبة أن هناك شكوكا حول الرواية الرسمية، حيث أظهرت مقاطع مصورة من الاحتجاجات مشاهد عنف وضرب واستخدام غاز مسيل للدموع وخراطيم مياه، وهي درجة من العنف والقمع الأمني لم تشهدها تونس منذ سنوات.

وتضيف الكاتبة أن الفريق الصحفي التابع للصحيفة كان شاهدا على 3 حوادث خلال المظاهرة تثبت العنف الأمني، وهي الضرب العشوائي بالهراوات، وإمساك أحد أفراد الشرطة رجلا مسنا من رقبته، وتجريد أحد الصحفيين من هاتفه بالقوة.

من جانبها، قالت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إن نحو 20 اعتداء استهدف الصحفيين خلال المظاهرة، منددة بما وصفتها بـ"اعتداءات أمنية خطيرة وغير مسبوقة" و"قيود متزايدة على الحريات".

كما تعرض مراسل صحيفة ليبراسيون (Libertaion) الفرنسية ماتيو غالتييه، للاعتداء أثناء تصوير اعتقال أفراد الشرطة أحد المتظاهرين. ويقول غالتييه إن أفراد الشرطة "قاموا بضربي من كل الاتجاهات. كنت على الأرض متكوما على نفسي، وكنت أصرخ قائلا إنني صحفي. أحدهم رشني بالغاز من مسافة قريبة".

وقد اقتيد غالتييه لاحقا إلى مركز أمني، وأمام عدد من الصحفيين الذين تحوّلوا إلى هناك لانتظاره، قال أحد أعوان الشرطة ساخرا "لقد تنفس القليل من الغاز، مثلنا جميعا، هذا هي الحال في جميع المظاهرات"، مما يظهر -وفق الكاتبة- الحصانة التي تتمتع بها قوات الأمن التونسية.

تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 02 minutes 25 seconds
02:25
تنديد حذر
وقد نددت السلطات الفرنسية بحذر بأحداث "العنف" عبر وزارة الخارجية وسفارتها في تونس، مذكرة "بتمسكها بحرية الإعلام وحرية الصحافة في تونس".

في المقابل، دقت منظمة "مراسلون بلا حدود" ناقوس الخطر من خلال تقرير صدر الأربعاء بعنوان "الصحافة في تونس: لحظة الحقيقة".

وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار "نحن قلقون للغاية بشأن هذا التحول نحو الاستبداد.. فضلا عن كونها من مكاسب الثورة، فإن حرية الصحافة واستقلاليتها لا ينفصلان عن مستقبل الديمقراطية في تونس. ندعو رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى الالتزام الصارم باحترام الدستور والالتزامات الدولية في مجال حرية الصحافة والإعلام".

ولم تعلّق السلطات التونسية على أحداث العنف التي شهدتها مظاهرة 14 يناير/كانون الثاني، واكتفى الرئيس سعيد بالقول إنه "لن يتسامح مع أولئك الذين يسعون إلى الإضرار بالدولة أو استغلال أجهزتها لأغراض شخصية".
اجمالي القراءات 526