طفلة ذات 3 سنوات مقابل 500 دولار! شهادة صادمة عن بيع عائلات أفغانية بناتهم بسبب الجوع

في الأحد ١٦ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

يضطر أفغانيون إلى بيع بناتهم بسبب الفقر الشديد الذي يواجهونه، والذي زاده تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد بعد وصول حركة "طالبان" إلى السلطة، وما رافق ذلك من قطع للمساعدات الدولية بعد خروج قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان.

تقول تقارير للأمم المتحدة إن نصف السكان في أفغانستان يعانون صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية، فيما تضطر أعداد كبيرة من العائلات إلى بيع بناتها لتوفير حاجتها اليومية من الخبز في بلد وصلت معدلات الفقر فيه إلى 97%.

مير حمزة موسازي، أفغاني يعيش مع زوجتيه و5 بنات و6 أولاد، وجميعهم يعيشون في منزل من غرفتين من الطين، لا يحتوي على مرحاض أو مطبخ أو كهرباء أو ماء أو موقد.

يقول موسازي إنه تزوج للمرة الثانية لينجب ولداً ذكراً يساعده على كفاحه في الحياة، وإنه رُزق من زوجته الثانية بطفلين، بنت وصبي.

أشار الرجل إلى أنه باع ابنته البالغة من العمر 5 سنوات، لشخص من قندهار، مقابل ألف و500 دولار، العام الماضي، وقال إن هذا الشخص اشترى ابنته ليزوِّجها لابنه، وإن تلك العائلة تعيش اليوم في باكستان.

بحسب رواية موسازي، فإن مئات الأشخاص مثله بمنطقة شهر شبز، يرغبون في بيع بناتهم بسبب الفقر، مشيراً إلى أن العائلات التي تبيع بناتها لا تستطيع التواصل معهن إلا مرة واحدة في السنة.

القرار الذي اتخذه موسازي جعل زوجته تذرف الدموع كل يوم، فهي تريد الذهاب إلى باكستان لرؤية ابنتها، وقال الرجل إنه لا يمتلك الإمكانات المالية للاتصال بها.

لفت موسازي إلى أنه قبل 3 أشهر باع ابنته البالغة من العمر 3 سنوات، لعائلة من قندهار مقابل 50 ألف أفغاني (500 دولار)، وأن الفتاة ستؤخذ من المنزل عندما تبلغ السادسة من عمرها.

يشكو موسازي بأنه لا تتوافر لديه نقود لشراء حتى حفنة طحين في الوقت الحالي، ويضيف: "لقد بعت ابنتيَّ. لدي 4 أخريات ولا بد لي من بيعهن. نحن جائعون، ليس لدينا عمل ولا مصدر رزق يوفر لنا كفاف يومنا".

لا يستطيع موسازي تذكّر آخر مرة تناول فيها هو وعائلته وجبة مناسبة، وقال: "يمكننا شراء كمية صغيرة من الدقيق والبطاطس والشاي بمبلغ 100-200 أفغاني (نحو 1-2 دولار) في الأسبوع، وهذا كل ما تكسبه زوجتاي وبناتي من أعمال الصوف والغزل".

انتشار لبيع البنات في أفغانستان
زوجة موسازي شكت هي الأخرى من شدة الفقر الذي تعانيه العائلة، وقال إن العائلة لم توفق في بيع الغزل والصوف في الأيام الماضية، ما اضطرها إلى أكل خبز حاف لأيام.

أضافت الزوجة: "بعت إحدى بناتي إلى باكستان. لا يمكنني التحدث إلى ابنتي أيضاً، لأنني لا أمتلك رصيداً للمكالمات الدولية. لا أعرف ما إذا كانت ابنتي على قيد الحياة أم لا. ليس لدينا ما نأكله أو نشربه. أبكي دائماً لأنني يجب أن أبيع بناتي الأخريات".

في العائلات الأفغانية التي تكافح من أجل البقاء، عادةً ما يكون الأولاد الذكور قادرين على جلب مبلغ صغير من المال من خلال العمل في وظائف مثل تلميع الأحذية وجمع البلاستيك والورق من القمامة وغيرها من الأعمال التي توفر دخلاً قليلاً جداً.

مع ذلك، فإن بعض العائلات في أفغانستان تريد "التخلص" من بناتها، لأنهن لا يمتلكن القدرة على المساهمة في دعم الأسرة مالياً. لهذا السبب، يعد بيع الفتيات الصغيرات للزواج أمراً شائعاً في جميع أنحاء البلاد.

يمكن للمشترين السماح للفتيات بالبقاء مع أسرهن حتى سن 11-12 عاماً. وعندما تصل الفتيات إلى هذا العمر، يجبرن على الزواج بالمشترين أو أبنائهم.

يُشار إلى أنه في منطقة "شهر سبز"، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن وسط مدينة هرات (مركز الولاية)، أُجبر آلاف الأشخاص على الهجرة من الولايات المجاورة، بسبب الجفاف الذي تفاقم خلال الأعوام الثلاثة الماضية والصراعات المسلحة بين طالبان والحكومة السابقة.
اجمالي القراءات 547