أميركا والسعودية: تحديات أمام تجديد الشراكة الاستراتيجية

في الإثنين ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

هل أعادت زيارة مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان الدفء إلى العلاقات الأميركية السعودية؟ ولماذا استقبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مستشار الرئيس بايدن، بعد أن ألغيت زيارة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، منذ أسابيع قليلة للرياض؟

برنامج "عاصمة القرار" على قناة "الحرة"، ناقش توقيت ودلالات جولة سوليفان في الشرق الأوسط، مع ضيوف الحلقة، كيرستن فونتنروز، مديرة "مبادرة أمن الشرق الأوسط" في "المجلس الأطلسي" في واشنطن. فونتنروز كانت قد شغلت، خلال العام 2018، منصب مديرة دائرة الخليج في مجلس الأمن القومي الأميركي.

ويضا أنّال شيلاين، وهي باحثة في "معهد كوينسي" الأميركي في واشنطن.

وشارك من الرياض في قسم من الحوار، أحمد الشهري، مؤسس ورئيس "منتدى الخبرة السعودي للدراسات الاستراتيجية".

محمد بن سلمان ليس فقط وزيراً للدفاع!
تقول كيرستن فونتنروز إن زيارة مستشار الأمن القومي للسعودية تعني أن الإدارة الأميركية "لا تتعامل مع محمد بن سلمان كأنه فقط وزيرا للدفاع؛ لأن إدارة بايدن حاولت في البداية إرسال وزير الدفاع للأجتماع بكبار المسؤوليين السعوديين، وبعدها ألغيت الزيارة، والآن السعودية رحّبت بزيارة جيك سوليفان".

من ناحيتها، تعتقد أنّال شيلاين أن إدارة بايدن أظهرت بوضوح أنها "تريد الحفاظ على علاقات وثيقة مع السعودية، خلافا لتصريحات الرئيس خلال حملته الانتخابية".

في هذا الشأن، يعتقد الكاتب السعودي، أحمد الشهري، أن زيارة سوليفان للسعودية جاءت "بناء على قناعة أميركية بأهمية دور السعودية في كل ملفات المنطقة وليس فقط في اليمن".

ويضيف بأن القناعة الأميركية "أتت بعد فتور أو ابتعاد"أميركي عن المملكة. وأن "التحالف السعودي هو مع المؤسسات الأميركية التي تضبط العلاقات دائماً" حسب رأي أحمد الشهري.


"توقيت ملفت"
تقول أنّال شيلاين إن زيارة جيك ساليفان للسعودية أتت في توقيت مُلفت هو "الذكرى السنوية الثالثة لمقتل جمال خاشقجي. لكن إدارة بايول أو بالفعل دعم الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية ستُفسر كإشارة ضعف وستؤدي إلى المزيد من الهجمات من قبل الحوثيين".

لا تتوقع كيرستن فونتنروز أن يُمرر مجلس الشيوخ التعديل على قانون تفويض الدفاع الوطني. وتُضيف أن هناك "أولوية أميركية فيما يتعلق بالسعودية، ولكن هناك أشخاصا في الولايات المتحدة لا يُدركون أن هناك مصالح أميركية مهمة يجب الحفاظ عليها؛ إن عدم مساعدة السعودية لن يُنهي الحرب في اليمن، لأن المتشددين الحوثيين سيستمرون في هجماتهم، وهناك أيضاً القاعدة وداعش. إن إيقاف أميركا مدّ السعودية بالأسلحة سيقوّي الحوثيين".

ترفض أنّال شيلاين أن " يُملي قِطاع التصنيع العسكري السياسة الخارجية الأميركية؛ لأننا لا نُريد أن تؤثر شركات السلاح على قِيّمِنا عبر دعم هذه الأنظمة الديكتاتورية".

ويعتقد الكاتب الأميركي بيل لو أن "المعضلة بالنسبة للولايات المتحدة هي أنه إذا استولى الحوثيون على مدينة مأرب،فسيكونون قد انتصروا في الحرب في الشمال اليمني؛ الشيء الوحيد الذي يمنع ذلك هو الغارات الجوية السعودية"حسب رأيه.

الباحث الأميركي، جايسون برودسكي، يقول إن "الذين يصِفون أنفسهم بالتقدميين في الكونغرس،لا يطلبون شيئاً من الحوثيين المدعومين من إيران. لكن التقدميين وجدوا كل وسيلة ممكنة للضرير رافيد في موقع "أكسيوس".

تعتقد أنّال شيلاين أنه "ينبغي على الولايات المتحدة عدم التضحية بالقيم الأميركية من أجل المحافظة على العلاقة مع دول مثل السعودية لا تتماشى مع قيمنا".

وفي المقابل، تقول كيرستن فونتنروز إن " حقوق الإنسان هي أحدى مصالح الولايات المتحدة، التي عليها أن تُحفز وتساعد حلفائها على التغيير لا أن تُهددهم وتضعف التحالفات معهم".

كان الاجتماع بين جيك سوليفان ومحمد بن سلمان لـ"التركيز على اليمن، والعمل مع السعوديين على اليمن" كما قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض.

فهل تُشكِّل جولة مستشار الأمن القومي الأميركي محطة أساسية في مسار "العلاقات الاستراتيجية الشاملة" بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط؟
اجمالي القراءات 169