سيبحثن التفسير "الذكوري" للشريعة في مؤتمر بأسبانيا
"نسويات" مسلمات يرفضن "استفراد" الرجال بتأويل القرآن

في الخميس ٠٢ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

تجتمع عدد من الناشطات المسلمات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في العالم الإسلامي في مؤتمر بمدينة برشلونة في شمال شرق أسبانيا هذا الأسبوع لمواجهة ما يعتبرنه تأويلا "ذكوريا" للشريعة الإسلامية أدى إلى الانتقاص من حقوقهن وإلى شيوع العنف ضد الزوجات.
ويأتي هذا المؤتمر الذي يعقد من 3 الى 5 نوفمبر/تشرين الثاني في برشلونة (شمال شرق اسبانيا)، استمرارا للقاء سبقه في برشلونة ايضا في 2005 واختتم بالدعوة الى "جهاد من أجل مساواة الجنسين".
وأوضح عبد النور برادو وهو أحد منظمي المؤتمر أن المؤتمر يهدف الى "مواصلة العمل من خلال حركة ناشطات مسلمات تزيد تناميا".
وتقول ناشطات حقوق المرأة في العالم الإسلامي إن الحركة "النسوية الإسلامية" ماضية نحو التوسع في الدول الإسلامية وان كانت لا تحظى بانتشار كبير حيث ما زالت رائداتها يلاقين اعتراضات في كثير من الدول الإسلامية من قبل ناشطات إسلاميات أخريات.
وترى الناشطات في هذا المجال وهن من نساء المدن اللواتي أعدن قراءة القرآن وفق نظرة خاصة، انه لا يجب ان يبرر الاسلام الممارسات الثقافية التي تنتقص من النساء لا سيما التي يمليها رجال يستفردون بتأويل النصوص المقدسة. وياملن ايضا في مكافحة التمييز بين الرجل والمراة في القانون الاسلامي الخاص بالعائلة.
وأضاف برادو "أدركنا أن عدة منظمات نسائية اسلامية تاسست خلال السنوات الاخيرة وترغب في مكافحة التمييز والدفاع عن النساء في اطار الاسلام كما هو الحال في ماليزيا ونيجيريا وباكستان"، وقال يجب ان يساهم هذا المؤتمر "في تعزيز التيار النسائي الاسلامي كحركة تتجاوز الدول من خلال اقامة شبكة منظمات تنشط ميدانيا في مجال حقوق المراة في الاسلام".
وستساهم النقاشات في تحليل "مواضيع أساسية تخص وضع المراة في العالم الاسلامي مثل تعدد الزوجات والحقوق الجنسية ودور النساء كمفكرات ومثقفات".
ويشارك في اجتماع برشلونة خبيرات من 18 بلدا مثل الباكستانية شاهين سردار علي المتخصصة في مشاكل العقوبات الجسدية والمستشارة لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كما تشارك الايرانية نايرية توحيدي التي نشطت في الحركات النسائية والتيار الاسلامي في ايران وفالنتين مقدم مديرة قسم المساواة ومكافحة التمييز في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
وتنظم المؤتمر جمعية إسلامية إسبانية اسمها "لا خونتا اسلاميكا كاتالانا" (الهيئة الاسلامية الكاتالونية) المرتبطة "بلا خونتا اسلاميكا دي اسبانيا".
ويرتقب مشاركة 400 امراة من بريطانيا وفرنسا والمانيا وهولندا وايطاليا واليونان والنرويج وكذلك من باكستان والمغرب وتونس والجزائر والولايات المتحدة. ويشارك كذلك في مؤتمر برشلونة اساتذة جامعيات وممثلات عن مؤسسات ومنظمات غير حكومية وجمعيات نسائية اسبانية.
وأوضحت الايرانية نايره توحيدي "أتيت لارى كيف تعمل الناشطات النسائيات في مختلف المجالات وما هي استراتيجيتهن لتطوير القوانين المواتية للرجال والتي تفرض عليهن التمييز في كل بلد وكيف تلعب دورا لاحتواء التيار الاسلامي المتطرف". لكنها تعتبر، شأنها شأن مسلمات أخريات أن المعركة قد تكون طويلة المدى.
وقالت إن "النساء في إيران على غرار عدة دول إسلامية أخرى يواجهن تحديات ومشاكل من أكبرها اليوم الصعوبات الاقتصادية والبطالة التي تطال عددا متزايدا من الحاصلات على الشهادات".
وتخشى نايرة توحيدي من أن "تحاول الحكومة الإيرانية الإسلامية الحالية فرض المزيد من القيود السياسية والاجتماعية (...) وتأمل ألا يكون خطابها العسكري والمناهض للغرب متزامنا مع دعوات لوضع المراة في دور تقليدي أكثر مما هي عليه" الآن
اجمالي القراءات 9965