أنصار البوليساريو يقاتلون إلى جانب التنظيمات الجهادية في ليبيا الجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر

في الجمعة ١٣ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أنصار البوليساريو يقاتلون إلى جانب التنظيمات الجهادية في ليبيا
الجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر تواصل ارتكاب جرائم وعمليات تعذيب بحق سكان مخيمات تندوف.
العرب فاطمة الزهراء كريم الله [نُشر في 13/03/2015، العدد: 9855، ص(2)]
 
البوليساريو تدفع بصحراويي تندوف للانضمام إلى الجماعات المتشددة
 
الرباط - تعمل جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر على تعطيل مسار المفاوضات بشأن حلّ النزاع الصحراويّ، وتستغل ميليشيات الانفصاليّين الأوضاع المتدهورة في تندوف لتهريب السلاح إلى المجموعات الإرهابية والدفع بمقاتليها إلى الانخراط في التنظيمات الجهادية.

وقال نوفل البعمري الناشط الحقوقي المهتم بقضية الصحراء، والمشارك في الوفد الذي زار مخيمات تندوف إن “المغرب يعرف على حدوده الإقليمية، ضغطا إرهابيا، جراء تطور الأحداث في المنطقة بظهور أنصار الشريعة على الحدود الجزائرية التونسية، وتسلل مقاتلين من داعش إلى ليبيا، ثم انتشار القاعدة في منطقة شمال أفريقيا”.

وأكد نوفل البعمري في حوار مع “العرب”، أن هناك جزءا كبيرا مما يسمى “الجيش الصحراوي” التابع للجبهة، داخل ليبيا للقتال إلى جانب الجماعات المتطرفة.

وطالب البعمري، المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، بتحمل مسؤولياتهما، لأن الوضع الذي تعيشه دول الساحل الأفريقي ودول جنوب الصحراء والوضع الخطير في ليبيا، يمكنه أن يجر المنطقة برمتها إلى المجهول.

وسبق للمغرب أن حذر قبل سنوات من انضمام سكان مخيمات تندوف إلى تنظيم القاعدة، الناشط في الصحراء الأفريقية الكبرى، داعيا المجتمع الدولي إلى مراقبة الأوضاع في تندوف خاصة في ظل تحول البوليساريو تدريجيا إلى منظمة داعمة للإرهاب.

يشار إلى أن محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون في المغرب، أكد في تصريحات سابقة أن الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء أصبحت مناصرة لدعاة الانفصال، وأن ما لا يقل عن 100 عضو من البوليساريو ينتمون للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا.

 
نوفل البعمري: البوليساريو تمارس إرهابا وحشيا على الصحراويين
 

ويرى مراقبون أنّ البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر تتواطأ مع الجهاديّين وتستنجد بهم كي تعطّل مسار الحوار في قضية الصحراء المغربية.

هذا ودعا تقرير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمجموعة التفكير الأميركية، “بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز”، في بداية السنة الحالية إلى تفكيك ميليشيات البوليساريو وإطلاق سراح المحتجزين في مخيمات تندوف، التي أصبحت “مجالا خصبا” لمجندي القاعدة والتهريب بجميع أشكاله.

وقال مدير المركز، يوناه ألكسندر، إن “المجموعة الدولية أصبحت مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى العمل على إحصاء سكان مخيمات تندوف”، مبرزا أن هذه المخيمات تمثل “تهديدا للأمن الإقليمي، لكونها أصبحت مجالا خصبا لتجنيد الإرهابيين والمهربين”.

وحذرت الدراسة، التي تناولت واقع التهديدات الإرهابية بشمال أفريقيا والساحل، من أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعات إقليمية متطرفة أخرى تبحث عن “استغلال الوضع بهذه المخيمات التي تخضع لمراقبة البوليساريو للقيام بحملات تجنيد مكثفة”.

وحول زيارته لمخيمات تندوف قال نوفل البعمري إن “قادة جبهة البوليساريو يمارسون إرهابا وحشيا على الساكنة بحرمان النساء والأطفال من الحاجات الضرورية، وعزل الساكنة عن العالم الخارجي، كنا نعتقد أننا سنجد مخيمات مفتوحة كباقي مخيمات اللاجئين في العالم، لكن الوضع هناك أشبه بالثكنات العسكرية، المخيمات مقسمة إلى خمس جهات متباعدة يصعب التواصل بينها”.

وأكد على أن قيادة الجبهة تهدف إلى الاغتناء من هذا الملف وإطالته، من أجل تحقيق ثروة حقيقة وتحويل المحتجزين إلى وسيلة للتسول الدولي، والتلاعب بالمساعدات الإنسانية، وتوزيعها بمنطق المحسوبية بحيث أن أي جهة معارضة للأطروحة الانفصالية، تُمنع عنها المساعدات”.

وأشار الناشط الحقوقي في حديثه مع “العرب”، إلى أن “قادة البوليساريو، ترتكب أبشع الجرائم في حق الإنسانية، مثل التعذيب، وعمليات الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية، بالإضافة إلى الدفع بالأطفال للمشاركة في الحروب والنزاعات المسلحة”.

وتعمل جبهة البوليساريو على التشويش على مقترح الحكم الذاتي للتستر على ملفات الفساد والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، وتلاحقها هذه الفترة اتهامات بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى اللاجئين وفقا لما كشفه المكتب الأوروبي لمكافحة الرشوة.

اجمالي القراءات 4124