احتل ثانيا في الشعبية بعد الشيخ الشعراوي.. دراسة أمريكية تؤكد أن أسلوب عمرو خالد في الدعوة يتشكل وفق
احتل ثانيا في الشعبية بعد الشيخ الشعراوي.. دراسة أمريكية تؤكد أن أسلوب عمرو خالد في الدعوة يتشكل وفق

في الجمعة ٠٨ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

احتل ثانيا في الشعبية بعد الشيخ الشعراوي.. دراسة أمريكية تؤكد أن أسلوب عمرو خالد في الدعوة يتشكل وفق ذوق طبقة الأثرياء



كشفت دراسة أمريكية حديثة أجريت مؤخرا حول "اختراق الدعاة الجدد للمجتمع المصري خلال السنوات العشر الماضية" عن أن الشعبية التي يتمتع بها الداعية عمرو خالد تأتي في المرتبة الثانية مباشرة بعد الشيخ محمد متولي الشعراوي.
واعتبرت الدراسة التي أعدها الباحث الأمريكي المسلم "وليام أجيد" ـ أستاذ الدراسات الاجتماعية للشرق الأوسط بجامعة ميتشجن الأمريكية ـ أن عمرو خالد يعبر عن تحول الخطاب الإسلامي إلى التعبير عن حالة الدعوة لما بعد الحركات الإسلامية التقليدية ، وهي دعوة فاعلة وثرية في طقوسها ومناسكها وفقيرة فيما يتعلق بنواحي السياسة .
وأكدت الدراسة أن هذا النوع من الدعوة التي يقدمها عمرو خالد يشكلها ويحددها ذوق وطريقة طبقة الأثرياء ، وبالتحديد الشباب والنساء الذين ينتمون إلى هذه الطبقة.
ولفتت إلى أن هذا النوع من التدين قد تحول مؤخرا إلى ما يشبه الموضة ، وأننا إذا أردنا أن نعرف مكونات هذه الموضة ينبغي علينا أن نحللها لعدة عناصر ، وعلى رأسها الثقافة السطحية للشباب والانتماء الطبقي لهم ، معتبرة أن هذه العناصر هي التي أنتجت هذا الجيل الجديد من الدعاة وأدت إلى انتشارهم برغم الأزمة التي يمر بها الإسلام السياسي.
وأضافت أنه بحلول عام 1999 أصبح عمرو خالد ـ المحاسب الذي تحول إلى داعية ـ بمثابة ماركة مسجلة بين أثرياء القاهرة ، حيث سار على نهج زملائه من الدعاة أمثال عمر عبد الكافي وخالد الجندي ، وإن كان قد تفوق عليهما فيما يتعلق بالشهرة والشعبية بين الشباب والنساء الذين أسرتهم فكرة أن يفعلوا الصواب.
وأوضحت الدراسة أن عمرو خالد متحدث لبق وموهوب على الطراز التليفزيوني ، ولذلك فإنه بدأ يحاضر في المنازل ونوادي النخبة الاجتماعية ، ولكنه وصل للنجومية من خلال مسجد الحصري، والأكيد أن دروسه الأسبوعية قد أصبحت بمثابة حصة روحية لآلاف الشباب الأثرياء للاستماع إليه ، حيث يتزاحم المئات قبل ساعات من بدء الدرس كي يجدوا مكانا لقدم ، بسبب امتلاء المسجد والشوارع المجاورة والأرصفة.
وأشارت إلى أن عمرو خالد كان يلقي 21 درسا أسبوعيا عام 1999 في مختلف الأماكن الاجتماعية الراقية ، أما في شهر رمضان فقد وصل عدد الدروس التي يلقيها إلى 99 درسا أسبوعيا ، بينما حققت شرائط الكاسيت التي تحوي دروسه أفضل المبيعات.
وأضافت الدراسة أنه من الواضح أن الدعاة الجدد غير المؤهلين يتعمدون استهداف نساء وشباب الصفوة ذوي النفوذ ، لأنهم يعتقدون أن هؤلاء لديهم السلطة والقدرة على تغيير الأمور ـ كما يقول خالد الجندي ـ ولأن عائلات الأثرياء قد ابتعدت بشكل عام عن المساجد التقليدية الموجودة في المناطق التي تسكنها الطبقات الاجتماعية الفقيرة.
ونوه الباحث الأمريكي بأن عمرو خالد نجح في استخدام وسائل الإعلام لنقل رسالته ، بدءا بالقنوات الفضائية وانتهاء بموقعه المتقدم تقنيا على شبكة الانترنت ، بل إنه لفترة ما ظلت مجلة مملوكة لمؤسسة صحفية مصرية تقوم بتوزيع شرائطه كهدية للفقراء ، وهي كلها وسائل تصل حتما للطبقة المتوسطة وللطبقات الأكثر ثراء في المجتمع.
وأوضح أنه في الوقت الذي كان فيه الداعية خالد الجندي قد أسس مشروع الهاتف الإسلامي مدفوع الأجر لكي يحصل الجمهور على فتواه مقابل النقود ، لدرجة أنه خلال عام واحد ارتفعت المكالمات التي يتلقاها من 250 مكالمة إلى 1000 مكالمة في اليوم الواحد ، كان عمرو خالد ينتقل إلى الاماكن الساحلية في مصر ودول الخليج العربي من أجل جولات خطابية تسبقها إليها شهرته.
وتذكر الدراسة أن المظهر الشخصي لعمرو خالد يماثل نفس مظهر جمهوره الثري ، حيث يحرص على الظهور حليق الوجه مرتديا الجينز والتي شيرت الرياضي أو في بدلة كاملة مع رابطة عنق أنيقة ، وبهذا الشكل فإن عمرو خالد يجسد وبشكل تلقائي شكل الفنانين المصريين وقوة إقناع الداعية البروتستانتي بيلي جراهام وبساطة المعالج الروحاني د. فيل.
وأوضحت أن رسالة عمرو خالد تأتي بنتائج داخل منظومة الثقافة الاستهلاكية لطبقة الأثرياء الجدد في مصر ، التي يتعايش فيها التميز المادي مع التدين كشركاء متحالفين ، ولذا فإن أسلوب عمرو خالد يجعل أثرياء المصريين يشعرون بالرضا عن ثرواتهم.
وأضافت أنه في الوقت الذي يجدد فيه عمرو خلد في مظهره إلى حد كبير ، فإن مضمون ما يقوله يظل محكوما بالتفسيرات القديمة ، مع فهم بسيط للتاريخ الإسلامي وهو يحاول تقديم أسباب منطقية لما يطالب به الجمهور

اجمالي القراءات 5970