فى حديث لـ«المصري اليوم»:
المفتى: كل جسد الرسول طاهر حتي «فضلاته»

في الأربعاء ٢٣ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كتب أحمد البحيري //٢٠٠٧
دافع الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية عن فتاويه التي نشرتها «المصري اليوم» وأثارت جدلاً واسعاً والخاصة بتبرك الصحابة بـ«بول» النبي صلي الله عليه وسلم وجواز تقبيل سور ضريح الإمام الحسين واعتبار ختان الإناث «مكرمة».

وقال جمعة في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» إن الأساس في فتوي تبرك الصحابة بـ«بول» النبي صلي الله عليه وسلم هو أن كل جسد النبي صلي الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه طاهر وليس فيه أي شيء يستقزر أو يتأفف أحد منه، فكان عرقه صلي الله عليه وسلم أطيب من ريح المسك وكانت أم حِرام تجمع هذا العرق وتوزعه علي أهل المدينة.

وأضاف جمعة: فكل شيء في النبي صلي الله عليه وسلم طاهر بما في ذلك فضلاته، وفي حديث سهيل بن عمرو في صلح الحديبية قال: «والله دخلت علي كسري وقيصر فلم أجد مثل أصحاب محمد وهم يعظمون محمدا فما تفل تفلة إلا ابتدرها أحدهم ليمسح بها وجهه» وحينما أعطي النبي صلي الله عليه وسلم لعبدالله بن الزبير شيئا من دمه بعد الحجامة فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم ادفنه، فرجع فرأي النبي عليه شيء فقال له أين دفنته، قال في قرار مكين فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم «أراك شربته ويل للناس منك وويل لك من الناس بطنك لا تجرجر في النار».

واستطرد جمعة قائلا: فأخذ العلماء من هذا ومنهم الإمام ابن حجر العسقلاني والبيهقي والدارقطني والهيثمي حكما بأن كل جسد النبي صلي الله عليه وسلم طاهر في ظاهره وباطنه، وعلي ذلك جماهير العلماء كما نص علي هذا أيضا القاضي عياض في «الشفاء» والأمام الغزالي في «الوسيط»، والإمام زكريا الأنصاري في «أسمي المطالب» وابن الرفعة والبلقيني والزركشي، وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني «تكاثرت الأدلة علي طهارة فضلاته صلي الله عليه وسلم وعدَّ الأئمة ذلك في خصائصه فلا يلتفت إلي ما وقع مما يخالف ذلك فقد استقر الأمر من أئمتهم علي القول بالطهارة».

وأوضح جمعة أن سبب طهارة كل جسد النبي صلي الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه أنه تهيأ للوحي وللإسراء والمعراج ليس كجسد أحد آخر، فقد غسل الملكان جوفه الشريف عدة مرات مرة في بني ساعدة وأخري في الكعبة وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه وكان صلي الله عليه وسلم يقول: «أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني».

وأضاف جمعة: إن هذه الخصوصية لا تخرج النبي صلي الله عليه وسلم عن حد البشرية وإنما هو اعتقاد من المسلمين يعظم بينهم ولا يجعل شيئا منه علي حد الاستقباح وكل الأديان تعتقد مثل هذا وأشد في أوليائها فما بالنا في انبيائها. وأشار إلي أن العقل العلمي هو الذي يتبع الأدلة النقلية والحسية والعقلية وليس الذي يقصر معرفته علي الحسي فقط.

كما دافع جمعة عن فتواه بجواز تقبيل ضريح الإمام الحسين وقال: إنني كنت أرد بهذه الفتوي علي سؤال لأحد المواطنين في مسجد السلطان حسن حول كون تقبيل سور ضريح الإمام الحسين يعد شركا بالله فأجبت بأن هذا ليس شركا بالله وإنما هو نوع من أنواع إظهار الحب ولا أقول للناس اذهبوا وافعلوا ذلك لأن العرب كانت تقبل دار الحبيب.

وأضاف جمعة: لقد قصدت بذلك نفي الشرك الذي هو بداية الإرهاب والتطرف والدم الذي يقع علي الأرض، فالقول بأن هذا الفعل لا يؤدي إلي الشرك بل هو إظهار للعاطفة والحب يسد الطريق علي المشارب المتشددة التي شاعت في عصرنا وفي نفس الوقت ليس فيه أي توجيه أو أمر لأن يفعل الناس ذلك.

وحول فتواه بأن ختان الإناث مكرمة قال جمعة: إن لفظ مكرمة هو الوارد في الفقه فبعض الشافعية يقولون بوجوبه والبعض الآخر يقول إن ختان الإناث مكرمة وفريق ثالث يقول تبعا لمناخ البلاد، أما إذا سألتني عن رأيي أنا فقد ذكرته في البيان الذي صدر عن مؤتمر «تجريم ختان الإناث»، الذي نظمته دار الإفتاء بالتعاون مع منظمة «تارجة» الألمانية بعدم مشروعيته ولا توجد أي تأثيرات خارجية علينا في ذلك.

واختتم جمعة تصريحاته قائلا: إنني أناشد الأخ أحمد البحيري بأن يبتعد عن الموضوعات التي تثير الجدل والضجة ويركز أكثر علي الموضوعات التي تناولناها مثل مؤسسة مصر الخير ومشروع إزالة الأمية والاتفاقات التي نعقدها مع جهات الاختصاص المختلفة، ونحن نثق كل الثقة في دينكم ووطنيتكم ويجب علينا أن نتعاون علي الخير.





اجمالي القراءات 12693