هل سقطت فعلا دولة أمن الدولة؟

في الخميس ٠٩ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

ضع كل هذه التفاصيل الصغيرة متجاورة ثم أجب عن الأسئلة فى نهاية المقال:

إحالة 3 قضاة أجلاء للتفتيش القضائى لأنهم عبروا عن رفضهم لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى.

ضابط جيش سابق يقول فى لجنة تابعة للوفاق القومى إن السمة شبه العامة فى الصحفيين والإعلاميين أنهم مرتشون ومبتزون وقطاع طرق، مع ملاحظة أن المتحدث ينتمى إلى عالم الأحزاب الصفراء وله سجل حافل فى الإسفاف سيأتى وقت فتحه.

الطالب المثالى فى أكاديمية الأمن ينشر قصيدة على نطاق واسع يقول فيها إن رجال الشرطة هم أسياد الشعب وعائدون لكى «يفشخوا» المصريين.

استيقاف فتاة فى عمر الزهور فى الشارع وتعذيبها وإهانتها لدى عودتها إلى منزلها بعد المشاركة فى وقفة لإحياء ذكرى مقتل الشاب خالد سعيد.

وكل ما سبق فى النقاط الثلاث الأولى كوم، والرابعة كوم لوحدها، ذلك أن ما جرى مع الطالبة سلمى الصاوى يرتد بنا مباشرة إلى زمن حبيب العادلى وأمن الدولة فى أبشع ممارساته.

وحسب ما نشرته بوابة الأهرام الإلكترونية فقد حدث الآتى: كانت سلمى الصاوى طالبة الألسن وعضو حركة 6 أبريل والتى تنتمى لأسرة إخوانية عائدة إلى منزلها فى مدينة 6 أكتوبر بعد المشاركة فى وقفة خالد سعيد أمام وزارة الداخلية.. وفى منطقة الحصرى نزلت ليستوقفها ضابط جيش ويسألها عن إثبات الشخصية ثم يسلمها إلى ضابط شرطة لأنها كانت قد نسيت بطاقتها وتتحرك بكارنيه النادى.. وباقى القصة نقلته الأهرام عن المنشور على صفحة سلمى الخاصة على فيس بوك.. ضابط الشرطة قال لها «عارفينك وعاوزينك معانا خمس دقايق» وبالطبع امتدت الدقائق الخمس إلى ساعات حيث غموا عينيها لكى لا تعرف وجهتها، ومن مكان إلى آخر وجدت سلمى نفسها خاضعة لتحقيق مخيف بالطريقة ذاتها التى كان يتبعها أمن الدولة.. أسئلة عن حركة 6 أبريل وتحركات أعضائها وضرب وصفع وإهانات لفظية.

لكن أخطر ما ترويه سلمى أن الضابط عندما سألها عن ناشطة 6 أبريل أسماء محفوظ وقالت له إنها لا تعرف مكان سفرها رد عليها بأنها مسافرة لجمع معونات خارجية للأحزاب والحركات السياسية من أجل الانقلاب على المجلس العسكرى.

الأكثر خطورة كلمات الضابط الهمام التالية لفاصل من الضرب والصفع «انتوا فاكريين ان المجلس العسكرى ولا اللى جاى بعده هينفعكوا ده اقل حكم 3 سنين واللى هيكسر اشارة مرور هياخد 5 سنين واللى هيغلط هنجيبوا وهيتحاسب واللى مش هيغلط هنجيبه ونلفقلوا». 

انتهت الحكاية وبقيت أسئلة: هل لما جرى علاقة بقصيدة طالب الشرطة المثالى؟

هل فعلا يحبون الثورة ويعتبرونها إنجازا رائعا كما يرد فى كلماتهم الأنيقة صباحا ومساء؟

هل هذه العقلية التى تتعامل مع شباب الثورة باعتبارهم أعداء للوطن وعملاء للخارج يمكن أن تعبر بمصر من عصر الفساد والقمع إلى عصر الحريات؟

هل سقطت حقا دولة أمن الدولة؟

وأخيرا ما رأى المجلس العسكرى وحكومة عصام شرف فيما روته سلمى؟

اجمالي القراءات 2793