إبراهيم عيسى يكتب -بزنسة أبي هريرة

في الثلاثاء ٢٢ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

بزنسة أبي هريرة!
الثلاثاء, 22-06-2010 - 11:21الإثنين, 2010-06-21 18:24 | إبراهيم عيسى
  •  
 

بمناسبة الجزيرة التي اشترتها شركة يملكها وزيران (أحدهما سابق والآخر حالي ) وبمناسبة تعاقد وزارة مع مؤسسة خاصة يملكها أو أحد شركائه وزير هذه الوزارة، وبمناسبة مسئولين يعملون في البزنس وأولاد مسئولين يبزنسون ويتربحون بالبزنسة مع الدولة شخصيًا، أحب أن أهدي هذه الواقعة للجميع خصوصًا للذين يسافرون منهم للعمرة كل شهر كأنها رحلة إلي مارينا ويحجون لبيت الله الحرام كل عام متخيلين أن الله عز وجل يقبل حجة من مستغل أو مزور أو مدلس أو ظالم أو مبزنس سياسي، لنبدأ:

كان الكل ينتظر ماذا سيحدث، الجميع يرقب هذا المشهد الذي انتظروه طويلا، يا تري ماذا سيجري؟ وكيف سينتهي؟

استدعي الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الصحابي أبا هريرة -رضي الله عنه -وكان أبو هريرة وقتها واليًا علي البحرين وفي مشهد رهيب مهيب، حضره عدد قليل من الصحابة جري الحوار التالي في بيت الخليفة عمر أمير المؤمنين:

عمر( غاضبًا) :علمت أني استعملتك (عينتك) علي البحرين وأنت بلا نعلين (عينتك وكنت حافيًا يومها) ثم بلغني أنك ابتعت أفراسًا (خيولاً) بألف وستمائة دينار. أبوهريرة ( في لهجة هادئة ورقيقة): كانت لي أفراس تناجت (أنجبت وتكاثرت ) وعطايا (منح) تلاحقت.

عمر منفعلاً في عنف: حسبت لك رزقك ومؤنتك (حددت لك راتبًا كفاية عليك) وهذا فضل فأده (ما كسبته زيادة لابد أن ترجعها وتعيدها).

أبوهريرة (يقاوم ويتخلي عن الرقة): ليس لك ذلك يا أمير المؤمنين (مش من حقك ومش من سلطتك).

عمر (في حسم وحزم): بلي (حقي طبعًا) ووالله أوجع ظهرك (أضربك).

ثم قام عمر فعلاً وقد بان غضبه واشتدت ثورته وأمسك بالدرة (أداة تشبه العصا أو ربما تكون مثل الكرباج) واقترب خليفة المسلمين من الصحابي الوالي أبي هريرة ثم صعقه بها (ضربه) حتي سال الدم من أبي هريرة أمام الصحابة المذهولين الملتاعين المأخوذين بعمر وقوته وإصراره.

عمر (وقد وصل لذروة الحسم): ائت بها (هاتها فورًا).

أبو هريرة (في ضعف وهزيمة): احتسبها عند الله (استعوض ربنا فيها واتركها لي).

عمر: نعم، ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعًا (كنت أتركها لك وأحتسبها عند الله لو كانت حلالاً)، لكن يجبي الناس (يعطونك الفلوس ) لك، لا لله ولا للمسلمين (إنهم يمنحونك المال ويشاركونك في الشغل، لأنك الوالي ويسعون إليك وإلي التقرب منك ) انهض فائت بها !

وما كان من أبي هريرة إلا أن رد لبيت المال كل ما تربح به وحصل عليه في ولايته عند صلاة الصبح واستغفر لأمير المؤمنين (طلب المغفرة من عمر)..

هذا دين عمر بن الخطاب أما ما نعيشه فهو دين الحكام !!

اجمالي القراءات 16093