· عاش تسع وثمانين عاما ما بين 1900م إلى 1989م وسخر علمه لنصرة الفقراء المصريين ووضع علما وقواعد في مجاله تخصصه تُعلم جميع الفقراء كيف يبنون بيوتهم في شهر واحد وبأقل تكلفة.
· ما زال علماء مصر وفنانيها الأوفياء ينيرون ظلام الجهل والاستغلال الذي فرضه الانتهازيون على الفقراء لكي يظلوا تابعين لهم خاضعين لمخططاتهم وحتى يتدفق رأس المال والمكاسب إلى جيوب وحسابات الأثرياء وذوي السلطة والنفوذ.. وذلك عن طريق إفقار المصريين البسطاء .
· نصير الفقراء هو لقب أطلقتُه على أحد أبناء مصر البررة العلماء ، والذي كان عوناً ونصيرا لفقراء مصر في الريف المصري من أقصاه إلى أقصاه من البحيرة إلى النوبة ومن الوادي إلجديد إلى وادي النطرون.
· هذا العالم هو الدكتور / حسن فتحي .. شيخ المعماريين العالميين.. والذي كان طوال تسع وثمانين عاما هى عمره المديد صديقا ونصيرا لفقراء مصر واقفا بعلمه وتجربته التطبيقية البيئية العملية لصالح الفقراء على مستوى مصر والعالم بكل بلدانه.
· كانت هذه نبذة عن أصل الحكاية أو أصل الحدوتة المصرية التي تتمحور في طبقة قليلة من الأثرياء غير النبلاء إلا من رحم ربي وأغلبية من الفقراء المنهوبين.
· ومن طبقة الأغلبية تلك يتشكل سكان الوادي الجديد فهو من أفقر مناطق مصر شاسعة المساحة قليلة السكان.. حتى أن كثيرا من الاعانات الانسانية تأتي إلى بعض قرى الوادي الجديد مثل قرية البشندي.. من سويسرا بإنشاء أنوال النسيج لصناعة السجاد الفاخر الذي يشكل لوحات عظيمة تعلق على جدران أرقى بيوتات أوروبا.
· مع دخول نمط الحياة العصرية وزحف المدنية إلى حياة الواحاتيين ارتفع معدل سن الزواج من خمسة عشرة عاما إلى ما فوق الثلاثين عاما في كثير من الأحيان للذكور وخمس وعشرين عاما في الاناث.!!
· وذلك بسبب الانشغال ببناء مسكن عصري من الطوب الأحمر وحديد التسليح أو من الطوب الجيري الأبيض المنحوت من الجبال .. وكل تلك الأنماط من العمارة هى دخيلة على ريف مصر بالوجه البحري وعلى ريف الصعيد وعلى ريف الوادي الجديد.. وريف البدو.
· فأصبحت أفضل عشر سنوات من عمر الشاب من سن العشرين إلى سن الثلاثين يقضيها في بناء مسكن عصري غير ملاءم للبيئة في الوادي الجديد وفي الصعيد.
· وبتأخر المعدل العام لسن الزواج بهذا الشكل بسبب معاناة تأسيس المسكن الرخيص ، حتى أصبح انتشار جرائم العلاقات الغير شرعية شائعا في تلك المناطق، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى مثل انتشار التكنولوجيا من ساتيلايت وموبايل والتليفزيون .
· ومما كتب المعماري الكبير عن طرق صناعة الطوب المستخدم في البناء في الواحات وفي الصعيد:
· تركيب وخصائص التربة يختلفان من مكان لآخر، ومن المحتمل أن ينعكس هذا التباين على نوعية طوب اللبن المجفف في الشمس المصنوع من التربة،وهى حقيقة جعلت المعماريين ينفرون من استخدام هذا الطوب.
· وبسبب تباين التربة فإن من الضروري في أي موقع بعينه أن يتم بحرص تحليل التربة التي تستخدم لصنع الطوب تحليلا كيمياويا وفزيائياً
كما يجب الأخذ بالاعتبار تلك التحاليل في كل بيئة وكل تربة بعينها.. وتركيبة الخلطة المستخدمة في صناعة الطوب اللبن من الطفلة أو الطمية مع القش والرمل بنسب مختلفة .. وكذلك فقد وجد أن استخدام الفلاحين لأنواع من روث البهائم المجفف(الجِلة) في صناعة الطوب اللبن ـ تزيد من قدرة الطوب على تحمل الأثقال وتتحمل درجات من الرشح ومقاومة كبيرة للمياة
كما أن طرق تثبيت التربة في الاساسات بطرقة باهظة امر غير ضروري.. ويمكن استشارة أستاذة وعلماء علم ميكانيكا التربة بالجامعات المصرية المؤمنين بنصرة الفقراء
حتى يمكننا تقديم بانوراما كاملة علمية وعملية عن التكلفة الفعلية المنخفضة في بناء مسكن ملائم لطبيعة المساكن المرتفعة الحرارة وفي المناطق الصحراوية مثل الصعيد والوادي الجديد.. وأن نوفر على الشاب والفتاة عشرة أعوام من أفضل سنين العمر وهى مرحلة الشباب من العشرين إلى الثلاثين ينفقها الشاب في بناء مسكن عصري مبني بالطوب الأحمر أو الطوب الجيري الأبيض المنحوت من جبال الحجر الجيري ومحاجر الحجر الجيري ومسقوفة بالحديد المسلح .. .
ومع ارتفاع الحرارة بالصيف يصبح هذا المسكن مثل السوْنا درجة حرارة الحوائط والسقف لاتنخفض عن خمسين درجة على مدار اليوم وحتى في الليل.. وكذلك الأرضيات كأنها يتم تسخينها من تحتها بموقد عملاق..
طريقة القباب
القباب هى سقف المنزل اللبن عن طريق بناء مقبو بالطوب وبالتالي يكون السقف والحوائط كلها مصنوعة ومشيدة من الطوب اللبن .. وأغلى تكلفة بالبيت هى الأبواب الخشبية والنوافذ..
وبالتالي يمكن للشاب أن يستعين بأصدقائه ومن جيله في ضرب الطوب اللبن من خامات من البيئة بعد عمل خلطة من الطفلة والرمل والقش بنسب ذكرها الدكتور حسن فتحي في كتابه عمارة الفقراء في ملاحق صناعة الطوب اللبن وتكلفة البناء للمسكن المكون من غرف مقبية ومكون من طابقين أو ثلاثة طوابق.. إنها تكلفة لاتصل إلى عشر التكلفة التي يتكلفها المنزل العصري
وبالتالي يمكن للشاب أن يبني بيته في شهر واحد وبتكلفة أقل من ثلاثة آلاف جنيه وبمساعدة أقرانه في العمل بصناعة الطوب.
فمجموعة من الشباب تتكاتف لبناء مسكن شاب منهم وفي المرة القادمة يأتي الدور على شاب آخر يكون الهدف مساعدته في بناء مسكنه وهكذا تستمر المساعدة من جانب الشباب لبعضهم البعض ويمكن توفير عشرة أعوام من عمر الشاب الذي معه تتاخر الفتاة عشرة أعوام في الزواج وربما تتزوج رجا يكبرها بثلاثين عاما نتيجة لذلك..!
ومع الأخذ بالاعتبار أن درجات الحرارة الرهيبة بالواحات لايتناسب معها بناء الطوب الأحمر والحديد المسلح، فان المنزل ترتفع حرارته نهارا ويصبح لايطاق بالليل وينامون بالعراء أمام المنزل.. ويتعرضون لفارق درجات حرارة كبيرة بين درجة الحرارة العظمى ودرجة الحرارة الصغرى.. وتبدأ رحلة المعاناة والعلاج..
وكل ذلك بسبب رفص التصالح من البيئة والبناء بمكونات البيئة من الطين والطفلة والقش والرمل والتبن .
رحم الله تعالى العالم والمهندس المعماري الدكتور / حسن فتحي.. الذي بذل عمرا مديدا لإزالة آثار الفقر عن فقراء مصر ومساعدتهم في بناء مسكن متصالح بيئيا مع بيئته وملائم للإقامة بالواحات في درجات حرارة معتدلة صيفا وشتاءاً.
إنها دعوة إلى أبناء الواحات وأهلها ألا ينخدعوا بمظهر الحضارة العصرية والتكنولوجيا ويبنون بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم وقاعات مناسباتهم وفق الطرق النوبية القديمة والفرعونية القديمة والبيزنطية القديمة بطريقة القباب الدائرية والإسطوانية، وأن يتوسعوا أفقيا في البناء فالمساحات شاسعة لا حصر لها ويتخلوا عن التوسع الرأسي والبناء بالحديد المسلح.
الذي بلغ سعر الطن منه في عصر الطاغية البائد مبارك تسعة آلآف وسبعمائة جنيه.
هذه دعوة إلى استكمال مشوار الراحل المعماري المصري نصير الفقراء.
·