أشرف أبوجلالة يكتب : عن إحتمال تفكك سوريا . ( نقلا عن ايلاف )

Brian Diederich في الخميس ٢٦ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

تصاعد الصراع في الأسابيع الأخيرة بين النظام وقوات المعارضة السورية، ما طرح مخاوف من مستقبل البلاد في حال سقط حكم بشار الأسد، حيث يتم طرح عدة سيناريوهات يتحدث بعضها عن امتداد الأخطار الى دول جوار سوريا.


القاهرة: تتواصل المخاوف في سوريا من السيناريوهات التي قد تتمخض عن زوال حكم الرئيس بشار الأسد، ونجاح الثوار في فرض هيمنتهم على مقاليد الأمور في البلاد، لاسيما مع اشتعال حدة الصراع بين الجانبين على مدار الأسابيع القليلة الماضية.

إلى جانب السيناريوهات الثلاثة التي تم طرحها بهذا الخصوص في الجزء الأول من تقرير مجلة التايم، ها هما السيناريوهان الأخيران اللذان يلقيان برأسيهما على المشهد هناك.

4- تفكك سوريا :

بالنظر إلى الخطوط الطائفية التي شُنّ على أساسها صراع السلطة في سوريا، فإنه من المفترض على نطاق واسع ألا يتحطم النظام ببساطة إلى قطع صغيرة حين يصل الثوار إلى بوابات القصر الذي يقطنه الأسد. بل يفترض بدلاً من ذلك أن الذين يقاتلون من أجل إبقاء الأسد في الحكم سوف يتراجعون لمناطق أكثر دفاعية يمكنهم من خلالها حماية أنفسهم وجماعاتهم الأساسية. ومن الجدير ذكره بشكل كبير أن العلويين ينتقلون بأعداد كبيرة إلى معقلهم الساحلي وأن نمط العنف الطائفي في القرى والبلدات السنية المتاخمة له تشير إلى عملية تطهير عرقي لتمهيد الطريق.

ومع هذا، أشارت مجلة التايم الأميركية إلى أن وضعية العلويين ليست الوحيدة في ما يتعلق بتهديدات التفكك، وذلك في الوقت الذي يوجد فيه إجماع بين الفصائل الكردية السياسية في سوريا، بدعم من الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني، على أن يبتعدوا عن الانتفاضة، حيث بدأوا يستفيدون من تراجع قدرة النظام على فرض سيطرته على كافة أنحاء سوريا وذلك عن طريق فرض سيطرتهم على المدن الخاصة بهم.

ورغم أنهم لن يدفعوا بالضرورة من أجل الحصول على الاستقلال، إلا أن تحالفهم مع القيادة السياسية في كردستان العراق – والتقارير التي تتحدث عن سيطرة مقاتليهم على العديد من المدن الكردية في سوريا – كلها أمور تشير إلى أنهم قد يطوقون منطقة حكم ذاتي مشابهة لتلك المنطقة الخاصة بنظرائهم العراقيين. وأكدت التايم أنه في حالة رفض العلويين والمسيحيين والأكراد تبني الثورة، فإن هذا يعني أن 1 من بين كل 3 سوريين سيبقى على اختلاف مع أي نظام جديد يحل محل الأسد.

5- انتقال التداعيات التي تشهدها سوريا لدول أخرى في المنطقة :

وشددت التايم في هذا الإطار على أن الأخطار التي تحدق حالياً بسوريا قد تمتد لتطال دول الجوار، والتي يأتي في مقدمها تركيا والأردن والعراق ولبنان وإسرائيل، خاصة وأن بعضها كان يخضع لحكم الأقليات مثل السنة في العراق، قبل الغزو الأميركي، والعلويين في سوريا، والمسيحيين الموارنة في لبنان قبل أن يفقدوا السيطرة في نهاية المطاف، والعائلة الهاشمية في الأردن التي تعتبر أغلبيتها اليوم أغلبية فلسطينية.

احتمال سقوط الأسد يطرح تساؤلات حول مستقبل البلاد

ومضت المجلة تقول في هذا الإطار إن هناك إشارات دالة على أن سلام لبنان الهش قد لا ينجو من سقوط الأسد، حيث ستسعى الجماعات السنية لانتهاز فرصة تعرض حزب الله لحالة من الضعف نتيجة فقدان الراعي السوري الذي كان يزوّده بالسلاح لكسر الهيمنة العسكرية والسياسية التي تحظى بها الحركة الشيعية. وبالمثل، سيتجرّأ السنة في العراق لممارسة ضغوط ضد حكومة نوري المالكي المدعومة من إيران.

وفي الأردن، قالت المجلة إن النظام الملكي المدعوم من جانب الغرب هناك يتسم بضعفه السياسي، فضلاً عن وجود النظرة الاقتصادية القاتمة نفسها التي دفعت بكثيرين من سكان الريف السنة في سوريا للثورة داخل أجزاء كبيرة من المناطق النائية في الأردن.

وأعقبت المجلة بتأكيدها أن انتصار الثوار السنة المسلحين في سوريا سيحرّك على الأرجح المعارضة السنية في الأردن، لكي تعزز مطالبها، وربما تتحرك مع استمرار تدفق اللاجئين من سوريا. ثم نوهت المجلة بعدم وجود سبب يذكر ربما يجعل إسرائيل متحمسة بأي شكل من الأشكال لسقوط الأسد، خاصة في ظل استقرار الأوضاع على حدودها مع سوريا قرابة الأربعة عقود في ظل حكم عائلة الأسد. وهو ما جعل المجلة تختم بقولها إن ما يحدث في سوريا لن يبقى بداخلها على الأرجح.

اجمالي القراءات 7751