هل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي المشروعة تعطي صاحبها الحق في ممارسة قتل مواطنيه وتهديدهم بنفس السلاح وأحيانا بشراسة أشدّ وحشية، كما حدث في اقتحام قوات المسمّى "حزب الله" بيروت في التاسع من مايو 2008 ، مرتكبة دمارا وتخريبا لم يرتكبه الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 ؟. هل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي تعطي صاحبها الحق في الوقوف مع ديكتاتور سفاح مجرم وحش قتل من شعبه خلال عام ونصف ما لا يقل عن عشرين ألفا من المدنيين الأبرياء المطالبين فقط بحريتهم وكرامتهم وثروتهم المنهوبة؟. هذه الأسئلة موجهة لحسن نصر الله الأمين العام للحزب الذي يتخذ من اسم الله تعالى صفة له ( حزب الله ). وهذا يجعلنا نسأل السيد هل فكّر في صفات الله وعظمته تعالى قبل أن ينتحل اسمه عزّ وجل اسما لحزبه الطائفي بامتياز. هل سبق أن قرأ قول الله تعالى: " إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان". فهل صديقه الحميم المجرم بشار الوحش يحكم الشعب السوري منذ 13 عاما ومن قبله والده الوحش حافظ ثلاثون عاما بنسبة ما من العدل والإحسان؟. هل سبق أن قرأ قول الله تعالى: "إنّ الله يأمركم أن توؤدوا الأمانات إلى أهلها". ألم تكن وما زالت مليارات أخوال الوحش السفاح " آل مخلوف " مسروقة ومنهوبة من أمانات ثروة الشعب السوري الذي يعيش مستوى من الحياة والرواتب لا تليق بثروة سوريا النفطية والزراعية والبشرية؟.
ورغم ذلك يعزّي حسن نصر الله،
في القتلة والمجرمين آصف شوكت، و داوود راجحة، وحسن تركماني، ويصرف لهم شهادة (شهداء)، وهو يعرف لو تمتع بنسبة من المصداقية، أنّ صفة الاستشهاد براءة منهم ومن رئيس عصابتهم بشار الوحش حين يلاقي نفس المصير قريبا بإرادة الله حسب قول الرسول الكريم (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) وبتصميم الشعب السوري الذي يدهش العالم بصموده وشجاعته في مواجهة هؤلاء القتلة وعصاباتهم. والغريب أن حسن نصر الله يستغبي الشعب السوري عندما يقول في خطابه التلفزيوني الخاص بهؤلاء القتلة الذين لاقوا المصير الذي يستحقونه: " إننا نفتقدهم ونتقدم من القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري بمشاعر المواساة، منددين بهذا الاستهداف الذي لايخدم إلا مصالح العدو..إنّ هولاء القادة الشهداء لهم فضل كبير في حركات المقاومة". ألا يعلم حسن نصر الله بأنّ الشعب السوري فرح للغاية من نهاية هؤلاء المجرمين؟ وبالتالي فما أرسله للشعب السوري ليس مشاعر مساواة بل مشاعر مصالح متبادلة ليس للمقاومة علاقة بها، وإلا هل يتجرأ حسن على كشف من قتل قياديه الأمني عماد مغنية في ساحة مبنى مخابرات آصف شوكت في كفر سوسة؟. وهل يجرأ على التصريح من هو عميد المخابرات الأسدية الذي أرسل للموساد تفاصيل رحلة قيادي حماس محمود المبحوح إلى دبي، كي ينتظروه ويقتلوه هناك في فندق روتانا؟.
أما أنّ قتل هؤلاء المجرمين
"لا يخدم إلا مصالح العدو" فهو كلام سطحي يستهبل القراء والمراقبين والشعب السوري الذي لا ينسى تصريحات ابن خال الوحش رامي مخلوف الذي استنجد بالعدو ليعرف أنّ استقرار نظام الوحش جزء من استقرار أمن العدو، وهو أيضا كلام يناقض تأكيد مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية قبل أيام قليلة الذي أكّد أن الوحش القاتل سحب قواته من الحدود ومرتفعات الجولان، ليدعم بها عصاباته ويحافظ على مقراته وقصره في دمشق لأنّه ليس خائف من إسرائيل، ورغم ذلك استهدفه الاستشهاديون الحقيقيون ليذيقوا ذلك الثلاثي المجرم الطعم الذي أذاقوه لعشرات ألاف من الشعب السوري، وكي تشعر زوجاتهم بالترمل الذي تعيشه ألاف السيدات السوريات، ويعيش أولادهم اليتم الذي يعيشه ألاف من أطفال السوريين.
وماذا عن نفس جواسيس العدو في حزب حسن نصر الله؟
الذين يعلن الحزب نفسه عن كشفهم واعتقالهم، وقد زاد عددهم حتى الآن حسب بيانات الحزب عن عشرين جاسوسا، يتكتم الحزب عن نشر أية معلومات عن التحقيقات معهم. وماذا عن أثرياء الحزب الذين يسيرون في شوارع الضاحية الجنوبية بسيارات الدفع الرباعي موديل نفس السنة؟ من أين لهم هذه الأموال، وسكان الضاحية يعرفون أنهم كانوا فقراءا معدمين قبل انضمامهم للحزب، فهل انضموا كي يقاوموا أم كي يتجسس بعضهم لحساب العدو صديق السفاح بشار الأسد، وأثرى الآخرون على حساب فقراء الضاحية الجنوبية، ومنهم المليونير صلاح عزالدين الذي أعلن إفلاسه أخيرا، رغم أن المعلومات المؤكدة تقول أنّه كان إعلانا كاذبا ليستولي على الملايين التي أخذها من سكان الضاحية الجنوبية والقرى الشيعية بحجة استثمارها، ثم قام بتهريبها تحت ستار إعلان الإفلاس الذي سكت عليه حسن نصر الله سكوت الخرسان. ومن ينسى نداء نفس الحسن الذي لم ينصر الله ولا الشعب السوري لأثرياء وكوادر حزبه بالكف عن الظهور العلني بمظاهر الثراء والسيارات الفاخرة وسط فقراء الضاحية الجنوبية ومسحوقيها الذين يتساءلون علنا: كيف أصبح هؤلاء أثرياءا ومن أين جاءتهم هذه الأموال؟
حسن نصرالله يعزّز النعرة الطائفية
إن مواقف حسن نصر الله التلفزيونية التي أصبحت مسلسلا لا تنتهي حلقاته، تعزّز النعرة الطائفية في المنطقة، فلماذا لم يقدّم التعازي والمواساة في ألاف الضحايا لجرائم حليفه السفاح بشار؟ ولماذا لم يتذكر ضحايا نظام الملالي حلفائه في إيران الذين أصبحت الإعدامات عادة يومية عندهم لأي معارض لنظامهم الطائفي بعلنية كريهة؟. ولماذا لم يتضامن مع علماء إيران المقموعين لأنهم من معارضي الملالي؟ لذلك ليس غريبا أن يطلق العديدون على حزبه بدلا من (حزب الله) صفة (حزب اللات والعزى). نعم لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وألف لا لاتخاذ هذه المقاومة غطاءا لمواقف لا أخلاقية لا تخدم إلا أنظمة ديكتاتورية متوحشة وفي مقدمتها نظامي وحش سوريا السفّاح ونظام الملالي صاحب الرقم القياسي في الإعدامات والجلد ومصادرة حرية الرأي والتعبير.