التدبر في كتاب اللــه
* ثم إن علينا بيانــه I *

عبد الرحمان حواش في الإثنين ٠٢ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

*  ثم  إن  علينا  بيانــه I*

ــ أولا:  أعتذر- لقرائي  الكرام - على  هذا  الغياب المفرط ، وذلك لأسباب خارجة عن نطاق إرادتي: فعفواً ومعذرة !

ــ ثانيا:  وأعتذر – خاصة – للأساتذة الذين علـّقوا على الموضوعين الأخيرين، أن لا أردّ  على تعليقهم ، لقدم الموضوع، ولطول المدة.

ــ أمااليوم،عند العودة، فإنني إرتأيت أن أفتح موضوعاً جديداً سـمّــيته: بحول الله"... ثم إن علينا بيانـه I"

ــ فاللــهسبحانه وتعالى – حينما أراد أن يرشد نبيه محمد - الصلاة والسلام عليه - إلى كيفية تلـقـّي الوحي وتبليغه، قال له في سورة القيامة  من الآية 16 إلى الآية 19( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه  فإذا قرأناه  فاتبع  قرءانه  ثم  إن علينا  بيانه)

ــ كـانالرسول ( الصلاة والسلام عليه ) عندما يوحي إليه، يقرأ الآية أو السورة مرات، ليحفظها، فبـيـّـن الله له  في هذه الآيات ، وأرشده إلى أن ذلك لا يجدي، فالله الذي أوحى بكتابه إلى رسوله ( الصلاة والسلام عليه ) ومنه إلى قومه : الناس كافة ، والعالمين ، فإنه ضمن حفظه، وجمعه ، وترتيبه ، ثـم بيانه . في الوقت أن الكتاب ، من أول وَهلــــــة : مبـين : " كتاب مبين ، قرءان مبين ، بلاغ مبين ، ذكر مبين ، الحق  المبين ، النذير  المبين ... "

ــ وكذلكما  جاء من " ... ءايات بـيّـنات ... "  و " ... ءايات مُبيـنات ..." جاء ذلكم البيان ،   بــثم  لأن الله  ضمن  تبيانـه، ما دام كتاب الله موجودا،ً  وما دامت السماوات والأرض. فكــــــان - مع ذلك -  حقـاً ((  تبياناُ  لكل  شئ...)).

*  النفــاثات  *

ــ يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الفلق ( قل أعوذ برب الفلق ... ومن شر النفاثات  في العقد ...) بصيغة : " فعـّالات " .

ــ ذهبجلّ المفسرين - إن لم يكونوا  كلـّـهم -  إلى أن النفاثات إنما  المقصود به : النساء !

النساء الساحرات، والمتعاطيات للسّــحر!وأن ذلك من طبعهن إلى غير ذلك ...!

ــ لنتــدبّرمع النفث  في  العقدة في واقع حياتنا .

ــ النفـث:التبليل، والترطيب  بالريق.

ــالعقدة:ما نَعقد ونـَربط بين شيئين !ما نعقده  nouer , tie- knot-  بين خيطين، أو بين شريطين. فإذا ما نفثنا على العقدة مع جذب الطرفين، فإن العقدة تتماسك ولا  تُـحل إلا بصعوبة !.

ــ والعكسفإذا ما أردنا أن نفــكــّـها -  بعد مدة -  فإنه لا يسهل فكّها إلاّ إذا ما نفثنا عليها وأرخينا الطرفين !فإنها تنحلّ بكل سُهولة.

ــ هذا هو النفـث في العقد !  فما بال  النساء !?

ــ إذن  فالنفث  في  العقدة  يجعل الضغط  عليها، لألاّ تنفك !.

ــ والنفث  في  العقدة-  كذلك -  يفكّ  الضغط  عليها، كي تنفكّ  بسهولة.

ــ العقدة  أوالعُـقد بالجمع، جاء في النكاح -  خاصة -  ( العقد  بين  الزوجين ) في قوله تعالى ( ... ولا  تعزموا عقدة  النكاح  حتى ... ) 235-237- البقرة.

ــ جاءتشبيهاً بالعقدة  وهي الرّبـط  والرابطة التي توثق بين الزوجين .

ــ جاء الأمر  بالوفاء  بالعقود من جانب الله -  سبحانه وتعالى -  وهو كلّ  ما يعقد بين شيئين أو بين العبد وربـه ،  وبين عبدين ...

ــ جاء  في  أول سورة المائدة : ( يأيها الذين ءامنواأوفوا بالعقود ...)

ــ ويبدو  أن من  العقود  التي أمر الله بها  بالوفاء في هذه الآية، ما ذكر الله مباشرة  بعد  ذلك بقوله : ( ... أحـلـّـت لكم بهيمة الأنهام ...) .

ــ يبدوأنّ المقصود هو:  الوفاء بالنذر  الذي  أمر الله به أن يُقضـى، في قوله، في سورة الإنسان 7  ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيراً )، وهذا النذر بالنسبة لما جاء في الآية الثانية : ( أحلـّـت لكم بهيمة الأنعام ...) مِــنّـة ٌ من الله  بتسخيرها لنا !  جاءت الإشارة إلى ذلك في الحج وفي الهدي خاصة ( ... وليوفوا نذورهم ...) الحج 29.مصداقا لما جاء في سورة الرعد 20 إلى الآية 24. ( الذين يوفون بعهد  الله ولا  ينقضون الميثاق ...  أولئك لهم عُقـبى الدار  جنات عدن ...) .

ــ وما جاءبعد ذلك -  في سورة المائدة -  ( ... ولا  الشهر الحرام ...) يبينه ما  جاء  في سورة البقرة 197 و217.

ــ كذلك  الوفاءبعهد الله، وفاء بالعقود، وعدم  نقض الأيمان، وفاء  بالعقود . ما جاء في قوله تعالى في سورة النحل 91: ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا  تنقضوا الأيمان  بعد  توكيدها ... ).

ــ جاء التعبيربالنسبة لعقدة الأيمان  بصيغة  فََــَعـّــل -  للدلالة على التكثير-  في قوله  تعالـى  في سورة المائدة 89 : ( لا يؤاخذكم  الله  باللـّــغو  في أيمانكم  ولكن  يؤاخذكم بما عـقـّـدتم  الأيمان  فكفارته ....) .

ــ جاء العقدفي التحالف، وفي العهد ، وفي التبايع ، وفي النكاح -  كما سبق أن ذكرت -  وفي الإيجار، وفي الشروط ، إلى غير ذلك، مما ذكر في كتاب الله ، وما لم يذكر، في المعاملات  وغيرها ...

ــ طلب الله -  سبحانه وتعالى -  منا الإلتزام بتلكم العقود وبتلكم  العهود . فيأتي عاقل أو غير عاقل أو حتى شئ تافه، فينفث فيها ، فيحلـّها ، ويجعلها غير ناجزة !أو ينفث فيها فيشدّها فيعوّصها ويُعوّص حـَـلـّها !فتكون شراً  علينا، ذلك هو : ( النفاثات  في  العقد ...)

ــ ولذلكأرشدنا  الله -  سبحانه  وتعالى -  إلى اللجوء إليه ،  نستعيذ به، ونستعين به، من شرّ  ذلكم  النفـث  في  عقودنا وعهودنا !( قل أعوذ برب الفلق ... ومــن شر النفاثات  فــي  العقد ).

الخلاصــة

ــ بعد هذه المقدمةنجد  -  بعد  التدبّــر-  أن  النفث  في العقد ليس بسحر !ولا يمتّ  إلى السحر، ولا  إلى النساء بصلة !.

ــ الملحظ  الأول ، والقرينة المثلى ، هي أن النفث ، جاء مؤنثاً ، لأن التأنيث  - عادة -  يشمل العاقل وغير العاقل، وجاء  بصيغة  فعـّــالة  التي هي مـــــن صيغ المبالغة . ولأن حلّ

العقدة وفكها،بالنفث. وشدها وتوثيقها بالنفث -  كذلك - ، قد يكون من إنس، ذكر كان أم  أنثى !وقد يكون  ذلك من شيطان ?أو من شئ  ءاخر ( من غير العاقل)  شئ، لا  إنس ولا  جنّ. يُعرقل  ويـُهدر ما عقِدناه وما وثّــقناه !علماً أن فك العقدة قد يكون في صالحنا !وشدها قد يكون في غير صالحنا !.

ــ فلنتدبــّـر-  مثلا -  ما جاء  في  كتاب  الله في التعبير بالمؤنث  لشموله !وبأداة الوصل: التي عوضاً من الذي . نجد ذلك -  على الأقل -  في الآيات  التالية :

ــ ( إن هذا القرءان يهديللتي هي أقوم ...) الإسراء 9.

ــ ( وقل  لعبادي  يقولوا  التي  هي  أحسن ...) الإسراء 53.  وهذه الآية  أجمل الله فيها  جميع ما  في القرءان من الهدي باسم الموصول : "  الـتي  " ( التي هي شاملة عوضاً من الذي،  لنتدبـّــر !

ــ ( إدفع  بالتي  هي أحسن ...) المومنون 96.  ــ ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) العنكبوت 46. ــ ( قل هـذه  سبيلي ... ) يوسف 108. إلى غير ذلك  من الآيات التي عبر الله بها  بالتي  عوضاً  من  الذي  و بهـذه ، عوضاً من هـذا.

                                          والله  أعلـــــم

* السبيـــــل  *

ــ جاء  السبــيل  في  القرءان  بمعاني  عــدّة  منها :

ــ الطريقة، والشّــرعة ، والمنهاج  ( ... في سبيل  الله ... ) ...

ــ الطريـق( ... ابن  السبيل ... عابري  سبيل ... ) ...

ــ العضو  التناسلي  للمرأة  -  الفرج -  ( مهبل – وعنق  رحم ) . 

ــ وربما غير ذلك !?

ــ وجدت  " السبيـل  "  بمعنى : الفرج،  في  ستة مواقع من  كتاب الله  المبين.

1)ــ أبدأ بالذيذكره الله في موضوع إتيان الذكران من العالمين ( قوم لوط ) وذلك في قوله تعالى في سورة العنكبوت 29/30: ( أئنكم لتأتونالرجال وتقطعون السبيل ... قال رب أنصرني علىالقوم المفسدين ) .

ــ قطع السبيل: مكان الحرث ( نساؤكم حـرث لكم ...) البقرة 223. هنا ، ليس هو التصدي للمارين وأخذ أموالهم وأمتعتهم، كما ذهب إليه جل المفسرين. فلا علاقة له -  البتـّـة -  بإتيان الذكران !?وإنما هو الصـدّ عما أمر الله به أن يوصل وهو الفرج. وذلك قطع السبيل وعدم تمديد التناسل والتكاثر، ًوعمارة الأرض، ما جاء في ءاية محمد 22: ( ... أن تفسدوا  في  الأرض  وتـُقطـّعوا أرحامكم )                                ــ لنحاول تبيان ذلك من كتاب الله !

ــ فـفي سورةالبقرة 27 ( ... ويقطعون ما أمر  الله  به  أن  يوصل ويفسدون  فـــــي الأرض ...).

ــ وفي سورةالرعد25 ( ... ويقطعون ما امر اله  به  أن يوصل ويفسدون في الأرض ...)

ــ وفي سورةمحمد 22 (... أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ).

ــ نلاحظأن قطع السبيل إنما المقصود بـه: الفرج ،  في ءاية  العنكبوت 30، بقوله تعالى ما معناه : أنّ إتيان الرجال يساوي : قطع السبيل (الفرج)،  تعطيل  الأرحام ، ويســاوي الفساد ( ... القوم المفسدين)   ويعززه ما جاء في الآيات المذكورة أدناه ، خاصة  ما جاء صريحاً، في قوله تعالى في سورة البقرة 205:  ( وإذا تولـّـى سعى في الأرض  ليفسد  فيها  ويهلك  الحرث والنسل والله  لا  يحب  الفساد  ) .

ــ نلاحظ : ( ... ليفسد ... ويهلك ... والنسل  والله  لا  يحب  الفساد  )

ــ قطع ما أمر الله  به أن يوصل وفساد في الأرض. – البقرة 27 –

ــ قطع ما أمر الله به أن يوصل وفساد في الأرض . – الرعد 25-

ــ فساد في الأرض وتقطيع الأرحام .محمد 22 –

ــ كل هذه الآيات بدءاً من ءاية العنكبوت ،كلها تذكر: القطع والفساد معا، في الآية الواحدة، وتبين أن السبيل وما أمر الله به أن يوصل، أنه الأرحام -  وما السبيل: إلا طريق للرحــم !  ــ لنتدبّـر !  ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) – ومصداقا لقول العلي العظيم : ( ... ثم إن علينا بيانه ) بيان -  من، وفي كتابه !

ــ ونلاحظ: أن لعنة الله  جاءت على إتيان  الذكران ، والعزف عن ابتغاء الولد ، جاءت في موضعين من كتاب الله : ( ... ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ... أولئكلهم اللعنة ولهم سوء الدار ) 25 الرعـد - وما جاء في سورة محمد 22/23  ( ... وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله    ...)

ــ ونلاحظ: أن قطع الطريق  -  كما تعارفنا عليه -  والذي معناه : 

( التعرض للمسافرين ولأموالهم ) غير مذكور في كتاب الله !  الله !.   ــ وما جاءفي سورة الأعراف 81  ( إنكم لتاتون  الرجال شهوة من دون النساء...) ومثله في سورة النمل 55.

ــ أقول للذين ذهبوا  إلى أن قوله تعالى في سورة محمد 23/22( ... وتُقـطـّعوا  أرحامكم ) وما جاء في سورة الرعد 25 : ( ... وتقطعون ما أمر الله به أن يوصل ...) الذين يقولون: إن ذلك، جاء  في  صلة الأرحام . حاشا أن يكون ذلك من لدن العليم  الخبير !?ثم  يأتي لعنهم بعد ذلك  بقوله في الآية الأولى: ( أولئك الذين لعنهم الله فأصمـّـهم وأعمى  أبصارهم ). ولعنهم  بقوله  تعالى في الآية  الثانية  ( ... أولئك  لهم  اللعنة  ولهم  سوء الدار ).

ــ أيـُــعقل !?أن المؤمن إذا ما  تخلـّى عن واجب  العلاقة والإرتباط ، بالعمة أم بالخالة !يخزيه الرؤوف الرحيم،  باللعنة،  وبسوء  الدار !?علماً  أن  ( ... ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً ) : وعلماً أن اللعنة جاءت في كتاب الله :للشيطان، وللكفار، وللمنافقين ، ولقاتل  النفس، ولليهود ،  ولغيرهم !

ــ من الغريب !ومن الغريب !أن من لا يصل  رحمه !?حسب  تفسيرهم للآية ، من سورة محمد 22، يكون من المفسدين !?

ــ علماً، أن جزاء المفسدين في الأرض هو : (  إنما جزاء ...  ويسعون في الأرضفسادا  أن يصلبوا أو ... أو... ) المائدة 33.

ــ هل يُعقل !!??أن يكون ذلك جزاء من لم يصل رحمه !?( ذوي القربى ) . لنتدبر !ولنتدبر !... ( سبحانه وتعالى عما  يقولون  عُـلوّاً كبيراً ) الإسراء 43.

ــ إنما قطع الأرحام، هو ابتغاء ما وراء الفرج، وهو الشرج وذلك هو: قطع السّبيل، قطع النسل، وعدم تمديده ، ما سماه الله  بالفساد في الأرض . كما أن قطع السبيل، ليس هو بالتعدي على المسافرين وسلب  أمتعتهم !.

ــ أما  صلة الأرحام  فلم تأت  هكذا باللفظتين : صلة وأرحام،  وإنما جاءت بقوله تعالى، وبكل بساطة في سورة الأنفال 75  وفي سورة  الأحزاب 6  ( ... وأولوا  الأرحام  بعضهم  أولى  ببعض ...) كما أن صلة الأرحام جاءت كذلك: ( بذي، وذا، وأولوا، وذوي القربى)  في ءايات كثيرة.هذا كل ما جاء في كتاب الله بالنسبة لما  نسميه  صلة الأرحام ( أفلا يتدبرون القرءان ) !?

2)ــقوله تعالى في الزنا  في سورة الإسراء  32. ( ولا  تقربوا الزنا إنه كان فاحشة  وساء سبيلا ) ما أسوأه سبيلاً !( فرج الزنا) الذي تنتقل منــه الأمراض المزمنــة والعيـــاذ  بالله.  (... ومن يفعل ذلك يلق أثاما ً يُضاعف  له  العذاب  يوم  القيامة ... ) الفرقان 68/69.

3)ــقوله تعالى، في  نكاح  ذوات  المحارم  ( ولا تنكحوا ... إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) النساء 22. ( وساء فرجا ) . إنه :    l’inceste: الزنا  بين  القربى !.

4)ــ قوله تعالىفي سورة النساء 34 : ( ... فإن أطعنكم فلا  تبغوا عليهن سبيلاً ...) فلا تبدّلوهن بسبيل ءاخر. (بفرج ءاخر) تطلقوهن وتتزوجون غيرهن !?فلا تستبدلوا فرجهن ولا  تُعوِّضوه بفرج ءاخر !

5)ــما جاء  في سورة الإنسان 2/3.( إنا خلقنا الإنسان من نطفة ...فــجعلناه سميعا بصيرًا إنا  هديناه  السبيل  إما شاكرا وإما كفورا ) .

ــ هنا يذهب المفسرون، إلى هداية السبيل بعد خروجه، هداية إلى

( السراط  المستقيم ) أم هداية للضلالة ( الضالين )،علماً، وأن الله لا يهدي إلى الضلالة، وإنما الإنسان هو الذي يهتدي إلى الضلالة وإلى الكفر، ذلك بما خلق الله فيه من إرادة واختيار. ولقد جاء السبيل، الذي يقصدونه ، بتعابير أخرى ( ... صراطا مستقيما ...) (صراطا سويا) ( ... النجدين )... وجاء السبيل منعوتاً بالنسبة لفرعون ( ... سبيل الرشاد ).

ــ أما هداية السبيل، هنا -  عندما كان في رحم أمه -   فإن الله -  سبحانه وتعالى -  هو الذي يهديه لا غيرُه،  إلى المخرج من بطن أمه، عند استكمال  التسعة أشهر، أن تكون الرأس هي

الأولى في الخروج . فمن الذي أرشده إلى ذلك  وهداه ?  أئلاه  مع الله !?

ــ ملاحظة: جاء قوله تعالى ( ... إنا هديناه  السبيل ...) في هذه الآية، بل أقول هذا الإعجاز، وهذا المـنّ علينا ، من لدن الخالق العليم الخبير ، جاء -  مباشرة -  بــــــــعد  قوله

تعالى، في أول الآية : (إنا خلقنا الإنسان من نطفة ...  إنا هديناه  السبيل  إما  شاكرا وإما كفوراً).

ــ الله الذي(...  كتب على نفسه الرحمة  ...) يهدي وضع الجنين في الرحم عند المخاض ، كما يهديه إلىالخروج من الرّحم، سواءٌ  أكان الجنين بعد ذلك مؤمنا بالله شاكراً لأنعمه ، أم كان كافراً  بأنعم الله  مشركاً به !لأنه سبحانه وتعالى ( ... كتب  على  نفسه  الرحمة ...) .

ــ قلّـما -سبحان الله  العليم  الخبير -  يكون مجئ الجنين بالحوض (المقعد)  أم بالكتف أم " بالقيصرية "  - لا قدر الله - !... وإنما هديُ  الله له ، يجعله  يهتدي إلى السبيل ، إلى المخرج ( المهبل ) برأسه . ويا له من إعجاز !ثم  يـيــسر  ذلك  السبيل.

6)ــوأخيرا ما جاء  في  سورة عبس 20.( ثم السبيل  يسـّره ) وهذه من معجزات خلقـــه !

مـنّ الله علينا بها، وهو تيسير السّبيل ، تيسير المخرج ( المهبل ) ، بالنسبة للجنين من بعد هديه إليه.  نلاحظ أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى : ( قتل الإنسان ما أكفره ... من نطفة خلقه ... ثم السبيل  يسـّـره ).

ــ  ( إنا هديناه  السبيل  ...)  إلى عنق  الرحم  col  de  l’utérus.ومنه  إلى  المهبل .

ــ ( ثم  السبيل يسّّــره ) جاء  قبل  ذلك  ( من نطفة  خلقه فقدره  ثم  السبيل  يسره ...) عبس 19/20. ( عنق  الرحم ، والفرج ) .

ــ نلاحـظ: التعبير :  بــثـم  لأن ذلك  يصير بعد  تسعة  أشهر .

ــ تيسير  السبــيل :هو تمديد  عنق الرحم، من سنتيمتر، إلى عشــــرة  سنتيمترات (قـُطــر رأس الجنين) وكذا المهبل والفرج  يتوسع من سنتيمترين  إلى عشرة ( قطر الرأس (على التقدير). سبحانك  ما  أعظم  شأنك !قلـتَ  وقولك  الحق ( ... ثم  السبيل  يسره ... ).

ــ ( وكـأين  من ءاية  في  السماوات والأرض  يمرون عليها وهم  عنها  معرضون ).                                                            ــ ( إنا هديناه  السبيل  إما  شاكراً  وإما  كفوراً ) الإنسان 3.  إنما المراد  منه،  رحمة  الله  بعباده، في الحياة  الدنيا ، مؤمنين -  شاكرين -  كانوا أم  كفاراً !وذلك في هديِهم إلى السبيل (الخروج من الرحم ). وفي تيسير لهم السبيل للخروج مــــــع المضيق، السبيل (العنق  والفرج).

ــ معنى ذلك  أن اللهسبحانه وتعالى ( ... كتب  ربكم  عــــــلى نفسه  الرحمـــة ...)

 ( ... ورحمتي وسعت كل شئ ( في الحياة  الدنيا ) فسأكتبها  للذين يتقون ...و...و...) ( في الآخرة ). الأعراف 156.

ــ  ( ... ومن شكر  فإنما  يشكر  لنفسه  ومن  كفر  فإن  ربي  غني  كريم ) .

ــ  (... ومن يشكر  فإنما  يشكر لنفسه  ومن  كفر   فإن  الله  عنـيّ  حميد ) .

ــ ومعنى ذلك ، أن الله  يهدي  السبيل  وييـسره  للجنين  سواء، أكان أبواه مؤمنين، أم  كاناكافرين -  وبالأخص -  الجنين ( الإنسان ) سواء  أكان بعد ذلك  مومنا  شاكرا،  أم  كان  كافرا ملحداً !

ــ معجزتان اثنتان نمرّعليهما ونحن عنهما غافلون !( وكأيـّـن من ءاية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) .

ــ معجزة: الهدي إلى الخروج من الرحم . – ( ... إنا هديناه  السبيل ...)

ــ ومعجزة: تيسير المخرج. – (  ثم  السبيل  يسره )

ــ هذه  هيالمواضع الستة التي جاء  فيها السبيل  بمعنى  الفرج.

ــ ( ... هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون ) .

ــ ( ... أن  لا  إلـه إلا أنت سبحانك  إني كنت من الظالمين ).

ــ ( ... ربنا ما خلقت هذا باطلاً  سبحانك فقنا عذاب  النار ) .

والله  أعلـــــم

 

* حـبــل  الوريــد  *

ــ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : ( ولقد خلقنا الإنسان... ونحن أقرب  إليه من حبل الوريد ) ق 16.

ــ ذهب -  جـلّ المفسرين -  إن لم يكونوا  كلهم -  ذهبوا  أن معنى  الحبل الوريد  هو الشريان الذي يصل  الدم  إلى القلب !?أو من القلب !?

ــ لا ولن يكون التعبير بالحبل بالنسبة للشريان، القناة الدقيقة،  أو الشعرية التي تحمل الدم من  وإلى القلب ، ذلك لاعتبارات  عـدة :

1) فرق كبير بين التعبير بحبل  الذي يقابله  CآBLE  بلسان " الذين أرسل  إليهم " وهو الحبل الذي يشد  السفينة على اليابسة، وغبر ذلك .

2) لنتصفح ما جاء في كتاب الله بالنسبة للتعبير " بالحبل "-  نجد أن الله  استعمله  فيما هو: متين، وخشـن، يحمل أثقالا،  ويُشـد  فيه، ويُجذبُ ...

ــ قوله تعالىفي  سورة  ءال عمران 103. ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...) .

ــ وقوله في نفس السورة 112 : ( ... إلا  بحبل  من  الله وحبل  من  الناس ...) .

ــ وما جاء في سحرة فرعون، في قوله تعالى  في سورة طه 66 : ( ... فإذا  حبالهم وعصيهم يُـخــيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) .

ــ وما جاء  -  كذلك -  في سورة  الشعراء 44 : ( ... فألقوا  حبالهم  وعصـيّــهم ...) .

ــ وما جاء  -  كذلك -  بالنسبة لإمرأة  أبي  لهب  في سورة  المسد 5. ( في جيدها حبل  من مسد ) .

ــ إذنً فبالنسبة لهذه التعابير كلها :  بالحبل -  خاصة -  الحبل الذي دعا  الله  كلّ  المؤمنين إلى الشّدّ فيه ،  ما جاء في سورة ءال عمــران 103: ( واعتصموا بحبل  الله جميعا ...) التشبّـث، والتعلق فيه، لملايين من المؤمنين، وبالأحرى الملايير... إلى أن يصير  شرياناً !?

...ولو  مجازا !

ــ ( أفلا يتدبرون القرءان  ولو  كان من  عند  غير  الله  لوجدوا فيه  اختلافا  كثيرا ).

 

ــ  إذنً  فما  هو  " حبل  الوريد "ــ

ــ حبل الوريد : هو الحبل السري، لا غير، الذي يُـغذي  الجنين في بطن أمه لمدة تسعة أشهر، والدليل على ذلك هو :

1)ــ التعبير  بالحبل، بالنسبة للحبل السري، بالنسبة لكثير  من  الألسنة .

ــ فـفيالعربية :  الحبل السري.

ــ وفي الفرنسية وغيرها  من الألسنة  اللاتينية :ordon  ombilical

ــ وفي الإنجليزية :  umbilical  cord

ــ وفي الألمانية  :   Kordel

ــ   وcordonecorda  etc…. كلها تسميه   بـ :  حبـل :   Corde.

ــ إذنً فالحبلغير الشريان !علماً ، أن الحبل السّري سمكه حوالي سنتيمتر، وطوله  حوالي 50 سنتيمتر، وهو الذي يشد  الجنين، الذي  وزنه حوالي  ثلاثة كيلوقرام ، وبُعذّيه في رحم أمه . - خاصة -  وأنه قوي ومتين ، لا يفصمه ولا يقطعه ، إلا  ءالة  حادة ، مثل  الشفرة  والمقص -  لا  يمكن قطعه  بين  يدي  أمه ، أو بيدي  القابلة !

ــ ثم إن اللهاستعمل، الوتـين بالنسبة للشريان في سورة الحاقة 44/46 : ( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثملقطعنا منه  الوتين ) .

ــ نلاحظ : القطع، والوتين الذي هـــــــو شريـــــــان العنــــــق-  مـــــا يــسمي  بـ : Aorte   و :  veine jugulaire   - artère  carotide.- ( أفلا يتدبرون القرءان  ولو  كان  من  عند  غير  الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا).

ــ تبــين  في  هذه العشريات الأخيرة  من  القرن  العشرين، تبــيّــن أن  الحبل  السّري  يحمل كل  الخلايا  الجذعية  للجنين، لذلكم  " الإنسان " الذي عبر به الله،  العليم  الخبير بقوله : ( ولقد خلقنا الإنسان ... ونحن أقـرب  إليه من حبل الوريد ) ق 16. وذلك هو: الحبل  السري   وما يحمله من خلايا جَـذ رية .

ــ إن لم تخــنّـي الذاكرة فإنهم عند هذا  الإكتشاف فكروا في  إنشاء  " بنك " لحفظ هذا الحبل الوريدي مع ما فيه من دم الأم، حتى ينشئوا من خلاياه الأصلية الموجودة فيه - عند الحاجة - إنتاج أنسجة جديدة من الخلايا الجذرية الموجودة فيه، cellules  souches   أو تصليح أنسجة أخرى، لأنها ملائمة مع خلايا صاحبها، وتتقـبّــلها  ولا تنبذها ولا ترفضها عنــــد  (التطعيم )  rejet  du  greffonولذلك ، جاء  التعبير  بـ : ( ... ونحن أقرب إليه من حبل الوريـد ) .

ــ لنتدبّـر، ولنتدبّرقولـــه: (... ونحن أقرب إليه  من حبل الوريد )

 !فلا  أقرب ( بصيغة أفعل ) مِـنه إلينا !!

ــ الحبـل: بأتم التعبير، وبأتمّ معنى الكلمة، هو الذي  يوِرد الجنين  بالدّم  ويُغذيه به ( الخلق –الإنسان)  ( سنريهم  ءاياتنا  في  الآفاق  وفي  أنفسهم  حتى  يتبين  لهم  أنه  الحق ...) .

والله  أعلـــــم

 

* التــرائــب  *

ــ جاء  في قوله تعالى  في  سورة الطارق 6/7 : ( خُـلق  من  ماء دافق  يخرج  من  بين  الصلب  والترائب) .

ــ ذهب جل  المفسرين  إلى  معاني،  غير  معناها،  وأنها  عظام  الصدر !، وغير  ذلك ....

ــ الترائــب: في  كلام  خالق اللسان،  إنما  هي  الأنثيان -  الخصيتان – لا غير ، بدليل أن الله  بين  وأن  الماء الدّافق - المني -  يخرج  من  الجهاز  التناسلي الموجود  عند  الذكر  بين  صلبه وترائبه  testicules  مروراً  بالبروستات .

ــ علما وأن النطف  ما  نسميه  بالحيوانات المنوية إنما  تفرزها وتنتجها الخصيتان: الترائب.

ــ إذن  فالترائب المذكورة  في  هذه  الآية  إنما  هي الخصيتان.

والله  أعلـــــم

 

*الكلـبُ :  إن تحمل  عليه  يلهث  *

ــ جـاء  في سورة الأعراف 176،قوله تعالى، ( ... فمثلـُـه كمثل الكلب إن تحمل عليه  يلهث أو تتركه يلهث ...) .

ــ ضرب اللهلنا هذا  المثل : لهث الكلب،وصفاً  لمن ءاتاه  الله  ءاياته  - وعِـلمها -  ثم إنسلخ منها فأتبعه الشيطان،  فكان وليّـه، فكان من الغاوين – فأخلد إلى الأرض -  بذلك -  مثـّله  الله  بالكلب الذي يحمل الأثقال ( يسحبُــها ) في القطب الجليدي، فهو يلهث عند حملها ويلهث عند الإستراحة، تاعب عند  اتباعه  الآيات ( لأنه غير مؤمن بها حقا ?) وتاعب عند إنسلاخه منها . فهو دائما  يلهث ومثل هذا ، مثل  ما جاء  في سورة الأنعام : ( ... ومن يرد  أن  يضلّـه يجعل صدره ضيقا حرجا  كأنما يصــعـّـد في السماء..) إنعدام الجاذبية - Apesanteur

ــ سبق أن بينت أن في قوله تعالى: ( ... من يرد  أن يضله ...) الإرادة عائدة إلى الإنسان لا إلى الله( سبحانه وتعالى عما يقولون علوّا كبيراً )  ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون).يونس 44.

ــ ( ولقد ضربنا للناس  في هذا القرءان من كل مثل  لعلهم  يتذكرون ) الزمر27.

ــ ذهب جـل ّ المفسرين - إن لم  يكونوا  كلهم - إلى أن الحمل على الكلب إنما هو  المهاجمة، والمطاردة للكلب،  والعنف عليه !وضربه !?....

ــ فهذايكذ ّبه الواقع - تماماً -  والمقصود  من الآية البيـّـنة !  فإذا حملت على الكلب- ( كما فهموا هذا المعنى !) -  لا محالة،  فإما  أن  يسكت !وإما أن ينبح !فلا يلهث !إنما يلهث إذا كان في  دعـَة !أو إذا ما حُمل عليه كما سيأتينا !

 

* إذن فما هو  المقصود من  الآية ?*

ــ لنتدبّـرمعاً ، ذلك  ولنتـتــبّعه في كتاب الله المبين،  ومن ءاياته  البينات  المبينات.

ــ جاءت مادة : حمل  في كتاب الله، كلها ، بمعنى أقـل ّ -  نـَقل -  رفع ثقلا، إلى غير ذلك...

ــ وجاءت-  كذلك  -  في الأحمال  المعنوية :

ــ حملالإصر ، حمل الوزر، حمل الظلم ، حمل الخطايا، حمل  الأمانة، إلى غير ذلك ...

ــ ما جاء  في  البقرة286. النحل25. طه 20/111. العنكبوت 12 .  الأحزاب 72.

ــ وجاءت  في  الأحمال المادية : النقل ، والتنقـّــل ، والركوب ، ورفع الأثقال ، إلى غير ذلك .

ــ جاءت في الحمل ، في البر والبحر : ( ... قلناأحمل  فيها من كل زوجين اثنين وأهلك... )

هـود 40. وما جاء في الإسراء 70. والمومنون 22. ويس 41. وغافر 80. والحاقة 11، إلى غير ذلك ...

ــ الحمل على الأنعام ( على ظهورها، ركوباً  وسحْباً )  ( ومن الأنعام حمولة وفرشاً ...) الأنعام 142. وما جاءفي سورة التوبة 92 ، يوسف 72، النحل7 ، المومنون 22 ، غافر 80.  إلى غير ذلك ...

ــ ثم يأتي  -  كذلك -  حمل الأنثى : للولد،  جنينـاً  كان أم  رضيعاً . ( الله  يعلم  ما  تحمل  كل  أنثى ...) الرعد 8.  وما جاء في سورة الأعراف189. ومريم 22/27 ، وغير ذلك ...

 

* إنما حمل الكلب،  كــحمل  الخيل والأنعام  *

ــ يقـول الله سبحانه وتعالى ( والأنعام خلقها لكم ... وتحمل أثقالكم  إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن  ربكم لرءوف رحيم ) النحل 5-7. ثم يأتي بعد ذلك مباشرة  دائما في منـة 

اللهعلينا وفضله في حملِنا ، وحمل  أثقالنا، يـأتي  قوله : ( والخيل والبغال والحمير لـتركبوها  وزينة ويخلق ما لا  تعلمون ) النحل 8.

ــ إعجاز هذه الآية ، في قوله : ( ... ويخلق  ما لا  تعلمون ).

ــ هنا في ذكر الخيل والبغال،  جاء  أن هناك خلقاً يحمل الأثقال، كالأنعام  والبغال  ولكن لا يعلمه سكان مكـّة  ( URBI )لأنه خُلق أو سيٌخلق ?ولأنه يعيش في  القطب الشمالي وهو كلب خاص للحمل، وخاص بالمناطق الجليدية ،ويجر الأحمال الثقيلة بالزّلاجة، وبالمتزحلـِقة: Traineau -  sledge  dog  husky  .. ويلهث، ويلهث ... تاعباً،  ومستريحاً !

ــ هذا هو الحمل  بالنسبة للكلب الحامل للأثقال.-  ولقد رأيناه في التلفاز، كيف أنه يلهث  عند الحمل عليه عند ( جـرّه ) للأثقال، عند تعبه، من غير انقطاع !  وإذا  أطلق قيدُه  من الحمل،  إلى الإستراحة فإنه يبقى  يلهث  ويلهث ، هكذا وصفه  الله  لهم ولنا ... -  في  كتابه -  من قبل  أن  يروه  ونراه !  .

ــ إنما يلهث، لأن الله  لم  يخلق له مساماً  في  جِـلده،  حتى  يتعرّق، ويرشح منها ، وإنما جعل  ذلك من فمه وبِلسانه : ( ...  صنع  الله  الذي  أتقن  كل  شئ ...) .

ــ ( سنريهم ءاياتنا  في  الآفاق  وفي أنفسهم حتى يتبيّــن لهم أنه الحق ...).

ــ لقد رأينا  هذا النوع من الكلاب كيف تحمل الأثقال ، وتجرّها حيث  لا يمكن أن يحملها  إلا ذلكم الكلب ، في تلكم  المناطق  الثلجية  الجليدية. فلا حمار، ولا بغل،  ولا  بعير، ولا حتى سيارة !يفعل ذلك !.

ــ أما الذين قالوا وفسروا قوله تعالى : ( ويخلق ما لا تعلمون ) أنها السيارة والطائرة !?فهذا لا يصحّ  لأنهما من نشأة  الإنسان ( علـّـم  الإنسان ما لم يعلم ) ولأنهما  لا نـــفس فيهما ( لا روح !) .  ( وله الجوار  المنشئات   في  البحر  كالأعلام )الرحمان 24.

ــ ملاحظةاستعمل الله المضارع  في الخلق ( ... ويخلق ...)  ولــــــــم يستعمل المـــاضي 

" وخلق "  في هذه الآية،  ذلك أنه إنما خلق ما لا يعلمون ، بعد  نزول هذه الآية من سورة الأعراف، مصداقا لقوله في ءاية  الجاثية 4: ( ... ومايبث من دابة ...) بصيغة المضارع، التي تفيد الإستمرار والإستقبال،  وذلك هو الحقيقة، فالله سبحانه وتعالى لا يزال يخلق، دوماً  واستمراراً، (حيوانات أخرى، وحشرات ،  وحيتان ، وطيور، إلى غير ذلك .. ).

ــ اطـّلعت في هذه الأيام ، في مجلة متخصّصة ، أن ما  سجّـله  علماء الحيوان المختصين وما اتخذوا له تصانيف ، وبطاقات، ومواصفات، هو حوالي مليون و200 ألف نوع، وبقي من دون اكتشاف، ولا معرفة، ولا تصنيف ،حوالي 7 ميلايين و500 ألف نوع، حسبما قدّروا !. وذلك مصداقا لقوله تعالى، في سورة الجاثية 4 : ( وفي خلقكم وما يبث  من دابة ءايات  لقوم يوقنون ).  كما ذكـَـرت بصيغة المضارع .

ــ نلاحظ  التعبير  بالمضارع في  ( ... يبــث ّ ...) إذ  لا يزال  يخلق  ولا  يزال  يبث  ، كقوله بالنسبة للسماوات : ( ... وإنا  لموسعون ). فقد أثبت علماء  الفلك، هذه الحقيقة .

ــ ملاحظة: على ذكر : ( ويخلق ما لا  تعلمون ) بالنسبة للحمل هناك نوع مــن الثدييــات  ( الأنعام ) مايسمى  بالرينة :  Renne.  خلقها الله في القطب  الشمالي الجليدي – كذلك -   وخصّها اللـه  للحمل، وسحب الأثقال، في تلكم المناطق، وهي من جملة الأنعام التي ذكرها الله  في  قوله، في سورة الأنعام 142 ( ومن الأنعام  حمولة وفرشاً ...) مصداقا  لقوله تعالى في سورة غافر79/80 : ( ... الله  الذي  جعل  لكم  الأنعام  لتركبوها ... وعليها  وعلى  الفلك تحملون ... ). وما جاء في  سورة النحل 5 . والمومنون 21.

ــ الخلاصة: أنه يجب أن نُصــحّـح مفهومنا  بالنسبة  للحمل  على  الكلب ولا يسخر بنا أعداء  كلام الله .

ــ هذا ما فتح الله لي  في تبيـين - بحول الله، ورشده - المباحث الخمسة : النفاثاتالسبيلحبل  الوريدالترائب -  الحمل  على الكلبفي حصة أولى سميتها : ثم إن علينا بيانه I  -  فستأتينا، بحول من الله وعون  منه،  الحصة  II  و III  ....  إن أطـــــال الله  أعمارنا  جميعا : ( ... الذين  إذا  ذُكر الله وجلت  قلوبُهم  وإذا  تليت  عليهم  ءاياتــه  زادتهم  إيمانا  وعلى ر بهم  يتوكلون ) .

 والسلام  عليكم

اجمالي القراءات 17492