إجابات على أسئلة متشكك

ابراهيم ايت ابورك في الإثنين ٠٢ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

إجابات على أسئلة متشكك
يقول:

"
قرأت في القرآن الكريم: ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال..

لذا راودتني هذه الأسئلة:
1. إن كانت الملائكة تسبح الله لا كوظيفة أو محبة بل مخافة.. فأي راحة يستشعرها الإله في نفسه؟؟
2. أين مشيئة الله التي تحدث عنها القرآن بعد أن أبدع الغربيون موانع الصواعق؟؟ 
3. هل هو إله يدعم العلم والنقاش والحوار كما يدعي المسلمون؟؟!! لماذا يهدد بهذه الطريقة المنفرة من يحاول ان يدخل في نقاش حول إله القرآن؟؟!! أتراه يخاف ان ينكشف شيء من معايبه مثلاً؟؟!!
4. كيف يمكننا بعد هذا التطور في الجانب التكنلوجي والعلمي أن ندافع عن القرآن واعتباره كتاب الله فعلاً؟؟!! أليس في ذلك اساءة الى الله؟؟!!

شاركونا بأرائكم ولكم الأجر والثواب"

 الجواب:

أي إنسان في الوجود مطالب بالاستفسار و التساؤل بغية الوصول إلى الحقيقة ليروي عطشه الفكري ويستريح عقله الذي يسعى دائما وراء المجهول و الغيب, فالإنسان دو طبيعة جدلية فطرية خلاقة{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }الكهف-54, وهي التي تميزه عن باقي موجودات العالم الغير المكلف, فالجدال و البحث و التساؤل طبيعة بشرية خص الله بها الإنسان المكلف وميزه بنعمة التفكر و التذكر والتعقل, وجعلها معيار وفارقا بين الإنس و الحيوان, فالإنسان الذي لا يعقل ولا يتفكر ولا يتدبر شبهه تعالى في كتابه بالأنعام بل أضل سبيلا { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } الفرقان-44 . لذلك الناس قديما و حديثا يسألون ولازالوا يسألون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, فالأنبياء السابقون سألوا أسئلة غريبة وعجيبة وقد تكون خطيرة عند البعض الآن, فهناك من طالب أن يرى الله جهرة كموسى عليه السلام { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ }الأعراف-143, وهناك منهم من طالب الله تعالى أن يريه كيفية إحياء الموتى كإبراهيم عليه السلام { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } البقرة-260 إذا من خلال قصة إبراهيم إطمأنان القلبي رهين بمعرفة كيفية حدوث الشيء ( كمثال إحياء الموتى) فمعرفة الكيفية هي السبيل الوحيد للإطمأنان والاستراحة لحقيقة وجود الشيء المتحرى عنه, والله تعالى لم يقابل هذه الأسئلة بغضب وتكبر ولم يرسل عليهم كسفا من السماء بسبب تساؤلهم تلك, بل أجاب موسى عليه السلام أنه لن يراه { قَالَ لَنْ تَرَانِي } و أعطى له مبررا عقليا لعدم قدرة موسى عليه السلام أن يرى ربه وأقنعه بالعلم و المنطق { وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } الأعراف-134, وإبراهيم عليه السلام أراه الله تعالى طريقة إحياء الموتى بمبرر عقلي يوازي طبيعة تساؤله وقال له { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } البقرة-260

إذا التساؤل بغية الوصول إلى الحقيقة أمر واجب على كل ذي عقل مكلف, وهو ركن إيماني أساسي أغفله الكهنوت الديني متذرعا بذريعة الزندقة والكفر وذلك بتصدير الرأي الحر الذي يمكن الإنسان إلى الوصول إلى بر الأمان, والله حذرنا في كتابه العزيزعن إتباع دين الآباء و الأجداد و الأكثرية و الأغلبية والسير على نهجهم و طريقتهم وأثرهم دون عقل ولا فكر ولا منطق ولا كتاب منير, والله تعالى قال عن هؤلاء المتبعين الضالين { إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ } الصافات-71 و قال تعالى أيضا { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ } الزخرف-22.

فالحقيقة لا تقاس إذا بإتباع دين الآباء أو الأجداد أو الغالبية و الأكثرية, أو قال فلان وروى علان, فمعيار الحقيقة في القرآن الكريم يكون بالدليل و البرهان مصداقا لقوله تعالى {  قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } البقرة-111, واعلم أن أكثر الناس لا يعقلون و أكثرهم لا يعلمون و أكثرهم لا يؤمنون ولا يشكرون { أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } الأعراف-187 و { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } هود-17 و { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } يوسف-38, والأكثر من ذلك الله تعالى في كتابه الكريم حذرنا بتصديق ما لم نتحرى ونعلم عن حقيقته وقال { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } الاسراء-36.

إذا أنا وأنت مطالبين بالبحث والتساؤل بغية الوصول إلى الحقيقة, إلا أن هذا التساؤل يجب أن يخضع لضوابط الأخلاق وعدم التهكم أو طرح السؤال بنية مبيته مسبقة تعكس شخصية المتسائل وتكشف نوايا قلبه. فمثل هذا النوع من الإنسان لن ولن يصل إلى الحقيقة نهائيا لأنه ليس مستعدا بعد للبحث عنها, والله جلا و علاه لا يهدي من يحترف الإضلال, و إنما يهدي فقط من أراد الهداية وبحث عنها وتعب من أجل الوصول إليها فقال تعالى عن فتية الكهف { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } الكهف-13 فالله تعالى لم يهذي هؤلاء الفتية الا بعد إيمانهم وزادهم هدى على إيمانهم, وإيمانهم هو سبب هدايتهم, بينما من يحترف الإضلال يضله الله تعالى بإضلاله ويزيده إضلال على أضلال يقول تعالى { اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } غافر-28 و { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ } غافر-34 , فالمرتاب و الكذاب لا يهديهم الله بل يضلهم بإسرافهم و كذبهم, إذا الله يهدي الناس بإيمانهم { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } يونس-9.

فنحن الآن توصلنا إلى معرفة كيفية هداية  الله تعالى للإنسان واطمأن قلبنا لهذا الشأن, فعندما نجد إنسانا ضالا نعلم مباشرة أنه هو سبب ضلاله وشقاءه لنفسه ونحمله المسؤولية عن هذه المشيئة التي اختارها بكل إرادته وقوته العقلية.

1 :  إن كانت الملائكة تسبح الله لا كوظيفة أو محبة بل مخافة.. فأي راحة يستشعرها الإله في نفسه؟؟

أولا يجب عدم الوقوع في خلط بين صفات العالم المحسوس ( العالم المادي, عالم الشهادة , عالم الذي تجتمع فيه المتناقضات ) وعالم الله تعالى المنزه عن التشبيه و التمثيل و الإدراك, ونفرق أيضا بين التسبيح و العبادة.

أعلم أخي الحبيب أن أي شيء يخضع لإدراكنا العقلي فهو حتما مخلوق وتنطبق عليه قوانين عالم الخلق المجرد التي من بينها الزمان و المكان و تلك الأشياء تؤول حتما إلى الزوال والهلاك و تعتبر دليلا على ضعف الشيء واحتياجه دائما إلى واجد أو سبب لوجوده, إلا الله تعالى لأنه ليس بشيء و لا يسمى باسم الشيء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا {  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى-11, فكل ما يدركه الإنسان بعقله يعتبر من الأشياء, فالإنسان الذي يولد وهو يخرج إلى دنيا الاختبار بصفحة بيضاء لا يعلم شيئا { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا } النحل-78, ويبدأ عقله بإنشاء ملفات عن طبيعة و ماهية الأشياء التي يدركها بمنافذه الحسية المادية  والتي تخزن في ملفات ذاكرته و تعتبر قوانين و مرجعا له في الفهم و الإدراك,

فعندما يلتمس النار لأول مرة يدرك حتما خطرها ويسجل في ملفات ذاكرته أن النار شيء خطير يجب عدم الاقتراب منه وبذلك يؤسس لقانون عقلي سيحمله طيلة حياته و هو في خضم الحياة الدنيا, وعندما يرى إنسانا يموت يؤسس حتما لقانون عقلي وهو الهلاك و الزوال يسجل أيضا في ملفات ذاكرته ويعتبر قانونا عقليا يسهل عليه الإدراك و الفهم واستيعاب طبيعة الأشياء في الحياة, وعندما يرى شخصا يخلق شيئا يعلم مباشرة أنه يوجد قانون عقلي اسمه الخلق ويطبقه على جميع الأشياء التي يدركها بمنافذه الحسية المادية المجردة, لولا وجود الطائر هل كان سيكون له قانون الطيران ومنه يخلق الطائرة مثلا ؟!!  طبعا لا   ويبقى سؤال جوهريا يطرح نفسه لو وجد مثلا هذا الإنسان في عالم لا يوجد فيه موت أو خلق و إبداع هل سيؤسس عقله قانون الخلق و الإبداع ؟ طبعا لا . هل ستكون له تساؤلات مثل من خلق كذا أو أوجد كذا ؟ طبعا لابل ستكون له قوانين أخرى كالأزلية و السرمدية فعندما ستقول له أن هذا الشيء هالك لن يستوعب مفهوم الهلاك لأن فكره لم يؤسس لهذا القانون من قبل ..

الله تعالى هو يدرك الأبصار لكن لا تدركه الأبصار { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الأنعام-103,وبما أنه تعالى لا تدركه الأبصار أي المنافذ الحسية المجردة فهو تعالى حتما لا تنطبق عليه نفس مواصفات قوانين عالم الخلق المحسوس, التي أسسها عقل المتسائل عن طريق المنافذ الحسية التي يطل بها جسده المادي على أشياء الكون, فمن العبث و الجهل أن نستعمل مصطلحات عالم الأشياء كالخوف و التهديد و الاستشعار لله تعالى بنفس صفات عالم الخلق المجرد الزائل .. والقول مثل هذا الكلام (.. فأي راحة يستشعرها الإله في نفسه؟؟) كلام عبثي لا معنى له فالراحة و الاستشعار قوانين سارية على عالم الخلق كالإنسان و الأنعام وهذه المصطلحات تدل على وجود ضعف  , الشيء الذي يفرض من جديد البحث عن آله آخر لا يخاف و لا يستشعر وليس له نضير و لا مثيل.. !!

وعندما نقول أيضا (:  إن كانت الملائكة تسبح الله لا كوظيفة أو محبة.. ) يدل أيضا على أن الآله ناقص و ضعيف يحتاج لمن يخدمه وهي نفس مواصفات عالم الخلق, والشيء الذي يستوجب البحث عن آله غني عن العالمين ..!!

لذلك فهذا الخلط بين صفات عالم الخلق والعالم ما فوق الإدراك خلط فاضح يسقط فيه أغلب الناس و أكثرهم من المسلمين, فالذي يشبه الله تعالى بالجالس على العرش يراقب مخلوقاته و يجسده مثله كمثل عابد الشمس و القمر و الحجر, يدل على فكر بدائي وعقلية الأيمان بالمحسوس و الملموس ..لذلك تراه يتخذ من الأولياء و الصالحين و أصحاب اللحى و العمائم أندادا من غير الله.

+ الفرق بين التسبيح و العبادة

العبادة اختص الله تعالى بها العلم المكلف الذي يتوفر على مشيئة و إرادة حرة وهما عالم الإنس و الجن فقط { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات-56 , وهذه المشيئة مرتبطة بحرية الإنسان وقناعاته ولا يمكن لأي كان أن يصادر هذه الحرية باسم الدين أو أن يلعب دور الله على الأرض , فكل من يفعل ذلك يعتبر مشركا بالله تعالى في الحساب و العقاب... لذلك كان الإيمان و الكفر مشيئة حرة { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } الكهف-29إذا عبادة الله تعالى و الإيمان به هي مشيئة حرة غير ملزمة لأحد إلا من شاء ذلك فلا يوجد من سيرغمك على عبادة الله تعالى لأنك لن تضره ولن تنفعه عبادتك لأن الذي يحتاج للعبادة لا يزال ناقصا فالله تعالى منزه عن هذا العجز ولا تنقصه ولا تزيده عبادتك في شيء فهو في غنى عن العالمين { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ } الزمر-7 , فكل ما في الأمر أن تلك العبادة تجعلك فردا حرا لا عبدا لشهواتك و نزواتك العابرة, فالذي يوحد الرحمن ويؤمن بواجد الموجودات ولا يستعين بالمخلوقات التي تتصف بالضعف و الهوان فهو فرد حر بينما الذي يخشى المخلوقات الضعيفة المحتاجة لا يزال عبدا غير متحرر..

إذا العبادة مكلفة لعالمي الجن و الانس الذي يتوفران على مشيئة حرة وهي أي العبادة منوطة في العالم المادي المحسوس الذي يجتمع فيه بالمتناقضات.:

ماء : نار

ظلم : عدل

الشمس : القمر

الضل : الحرور

إيمان : كفر

وجود : عدم

الإنس : الجن

النفس : الجسد

الذكر : الأنثى

الجمال : القبح

عذب : مالح

شحنة موجبة : شحنة سالبة

الكترون : بروتون

نواة : سيتوبلازم

فالذي يتأمل في زوجية الكون, سيجد أن جميع الأشياء تخضع لها دون أي استثناء, الشيء الذي يفرض وجود زوج للدنيا وهو الآخرة و هذه الحقيقة لا يدركها إلا أولي الألباب أصحاب العقول النيرة و الفطرة السليمة فبمجرد التأمل في هذا القانون الكوني ستفر مباشرة إلى الحي و الفرد الصمد الذي ليس له زوج و لا صاحبة { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } الذاريات-51  الذي لا ينطبق عليه قانون الزوجية الذي يدل على الضعف و الهوان و الهلاك لذلك كان الله فردا صمدا لا يحتاج لزوج ولا صاحبة ولا ولد لأنه منزه عن عالم الأشياء التي تؤول إلى الهلاك و الزوال { فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا } الجن-3 , فلو كان لله زوج أي يخضع لقانون الزوجية لابتغى الناس إلى عرشه وسيصلون إليه عبر الطائرات لأنه سيكون كالأشياء الخاضعة لهذا القانون والله تعالى عال عن ذلك علوا كبيرا { قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } الإسراء-42

 

بينما باقي الموجودات الغير المكلفة كالأنعام والشجر والحجر والبحار و الطير فهي تسبح لله (لا تعبد), فكل شيء يسبح لله تعالى لكننا لا نفقه تسبيحهم وهذا التسبيح قد يكون مجرد حركات يقوم بها الشيء المسبح ضمن إطار المهمة المنوط له , فقد تكون حركة الالكترونات تسبيح إلا أننا لا نفقه هذا التسبيح وقد تكون حركة الطيور في السماء أو هي صفات على الأرض تسبيح لله { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا  }الاسراء-44 و { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } النور-41 فحركة الطير وهي صفات عبارة عن تسبيح  فكل ما نفعله هو إعطاء تفاسير مادية لما ندركه بحواسنا المادية فلن نرى هذه الحقيقة الا عندما تتغير طبيعة أجسادنا المادية الزائلة والتي سنتخلى عنها يوم الحساب وتصبح آلية إبصارنا و إدراكنا غير الآلية التي كانت عندنا في خضم الحياة الدنيا أنظر إلى قول الله تعالى {   لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق-22 فعنما نتخلص من جسدنا المادي الذي كان غطاء يحيل بيننا وبين رؤية حقيقة الأشياء التي كنا نسبح في نعمها ولا نشكره عليها الا قليلا..

إذا التسبيح هي عبادة سرية لا يفقهها عقل الإنسان ولا يدركها بحواسه المادية فقد تكون حركة الكواكب و النجوم تسبيح لله, فكل شيء يتحرك في مداره ولن يخلف عن مساره  وهي مفروضة عليه تلك الحركة المنوطة له وليس مسموحا له بالخروج عليها إلا بإدن الله تعالى, إذا التسبيح غير العبادة فالعبادة حصرية بالوجود المكلف الإنس و الجن وهي مرتبطة بمشيئة حرة ويمكن للإنسان أن يتخلى عنها , بينما التسبيح عبادة باطنة وغير مرتبطة بالمشيئة الحرة بل هي مفروضة وواجبه عليه كتسبيح الملائكة والنجوم و الكواكب وقد تكون هي حركة الأشياء التي يعطي لها الإنسان تفاسير مادية تتناسب مع إدراكه المادي المجرد من خلال منافذه المادية المحسوسة, الشيء الذي يفسر على أن الملائكة تسبح لله خيفة وطاعة بالجبر وليس لها من المشيئة في اختيار التسبيح من غيرها لأنها موجودات غير موجودات عالم المخلوق المحسوس فهي غير مكلفة وأيضا لا تتوفر على شعور كالإنسان فهي مثلا كالكواكب تعمل بشكل آلي دون توقف فالله كتب عليها حركة دائمة ( تسبيح) ولن تخرج عن هذه الحركة نهائيا الا بأمره وفي ذلك راحة للإنسان الذي فضله الله تعالى على بقية موجودات الوجود .

.2أين مشيئة الله التي تحدث عنها القرآن بعد أن أبدع الغربيون موانع الصواعق؟؟ 

قبل أن نجيب على السؤال المطروح يجب أو معرفة ما معنى المشيئة و ما لفرق بينها وبين الإرادة ؟ و أين تتواجد هذه المشيئة ومن المسئول عنها بالدرجة الأولى ؟؟

في القرآن الكريم وعلى مساحة النص القرآني, المشيئة = الإرادة + التفاعل مع الأسباب

فكي تبني بيتا لتسكن فيه فما الذي ستحتاجه ؟

أولا يجب أن تكون لك إرادة البناء, و هذه الإرادة وحدها لن تكفي لبناء هذا البيت إلا عندما تدعمها بالتفاعل مع الأسباب للتحول هذه الإرادة إلى مشيئة وبالتالي إلى البيت.

إذا الإرادة تكون في الإدراك ( النفس, العقل, الذهن ..) والمشيئة تكون على المجال الحسي الملموس أي تكون على الأرض , فهذا البيت الذي ستبنيه لا بد وأنك سوف تستخدم فيه البلاط و المعول والعمال وكلها أشياء ملموسة توجد في العالم المادي المحسوس ويمكن للإنسان التفاعل مع جزيئاتها المحسوسة, إذا عندما نسمع كلمة شيء فاعلم أننا نتحدث عن شيء في عالم الشهادة شيء ملموس لتحقيقه يلزم الإرادة + التفاعل مع الجزيئات أو الأخذ بالأسباب..

لذلك كان الرزق في القرآن عبارة عن مشيئة { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } البقرة-212 و { إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران-37 فالرزق إذا كي يتحقق على الأرض الإرادة وحدها لا تكفي وإنما قانونه يستلزم وجود إرادة + التفاعل مع أسباب بما فيها السعي و الضرب في الأرض .. والرزق شيء يوجد في العالم المادي الشيئي الشيء الذي يفسر ارتباطه بالمشيئة وليس الإرادة, فلو كانت الآية تقول أن الله يرزق من أراد فيكفي أن تكون لك إرادة وتحصل على الرزق لكن ذلك مخالفة لقانون الكون الذي لن تجد لسنه الله تعالى تبديلا ولا تحويلا الشيء الذي يفسر ضخامة رزق الغربيين أكثر من المسلمين لأنهم فهموا هذا القانون الإلهي وطبقوه والمسلمون لا يزالوا يتواكلون ويحسبون أن الرزق يأخذ بالأماني ..

بينما الشيطان له إرادة وليست له مشيئة على الإطلاق على مساحة النص القرآني بالكامل { وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } النساء-60 , ذلك يدل على أن أي الشيطان هو قيمة معنوية توجد في الذهن و الإدراك فقط , فلو كانت له مشيئة لرأيته متمثلا في عالم الأسباب ( العالم المادي المحسوس ) فالشيطان هو قيمة غياب صفة الملائكية لدى البشر.. من حقد وحسد و كره وتوجد في الذهن و الإدراك فقط.

بعد ما فرقنا الآن بين المشيئة و الإرادة و أماكن تواجدها سنعود إلى موضوعنا المدروس ..

 الآية تقول{  وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ } الرعد-12 ورود مصطلح من يشاء دليل على أن الصواعق شيء يوجد في العالم المادي المحسوس ونحن قلنا أن المشيئة = الإرادة + التفاعل مع الأسباب, وبما أن الصواعق إرسالها مرتبط بالمشيئة التي هي الإرادة + التفاعل مع الأسباب فحتما يمكن للإنسان أن يتفاعل مع جزيئاتها وكلياتها بالأخذ بالأسباب (كالرزق) أما بالمنع أو تسخيرها لمصلحته, فعندما يصنع أجهزة مثلا لمنع هذه الصواعق, فحتما هذه الأجهزة هي من الأشياء لأنها تتواجد في العالم الحسي الملموس ( الأرض) وبالتالي تكون من الأشياء التي أرسل الله تعالى إليها تلك الصواعق, فمشيئة الإنسان هي ضمن أطار مشيئة الله تعالى أنظر إلى قول الله تعالى { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }التكوير-29 بمعنى أيها الإنسان فمشيئتك هي ضمن إطار مشيئة الله تعالى ولن تخرج عليه, فلو شئت أن تمنع تلك الصواعق فالله الذي أشاء لك ذلك لأنك امتثلت لقانونه الذي هو الأخذ بالأسباب والتفاعل مع الكليات..

لذلك كان الإيمان و الكفر مشيئة حرة الإنسان هو وحده المسئول عنها { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر }الكهف-29 فإن شئت و آمنت وذلك بالأخذ بالأسباب التي منها الإيمان + العمل الصالح فالله هو الذي شاء لك ذلك لأنك شئت ذلك . والعكس صحيح..

وقوله تعالى أيضا { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } الشورى-49 فإيهاب الذكور و الإناث مرتبط بالمشيئة بمعنى أننا نتحدث عن شيء في العالم المادي المحسوس وللإنسان القدرة على التفاعل مع أسبابه وكلياته و هذا التفاعل لن يخرج عن مشيئة الله, فلو قمنا بعزل حيوان منوي ذكري و بويضة أنثوية سنحصل على جنس ذكري أي قمنا بالأخذ بأسباب الحصول على الذكر بمشيئة الله تعالى لأن مشيئة البشر في الأخير هي ضمن مشيئة الله تعالى { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }التكوير-29

. 3هل هو إله يدعم العلم والنقاش والحوار كما يدعي المسلمون؟؟!! لماذا يهدد بهذه الطريقة المنفرة من يحاول ان يدخل في نقاش حول إله القرآن؟؟!! أتراه يخاف ان ينكشف شيء من معايبه مثلاً؟؟!!

الله تعالى يدعم العلم و النقاش بل جعل من التفكر و التعقل معيارا فاصلا بين العالم المكلف المتمثل في الإنسان و بين الأنعام وقال تعالى { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } الفرقان-44 , بل أمرنا أن لا نتبع ما لا نعلمه ونتيقن منه بالعلم والبرهان وقال { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } الإسراء-36 , بل أكثر من ذلك أمرنا أن لا نتبع دين الآباء و الأجداد و الأكثرية و الأغلبية وما وجدنا عليه آباؤنا ولو كانوا لا يعقلون شيئا وقال { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ } الزخرف-22 و { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ } البقرة-170 فهؤلاء الذين يتبعون دين آباءهم أو سائرون على آثار أجدادهم بدون عقل ولا فهم ولا منطق شبههم بـأنهم لا يعقلون شيء و لا يهتدون.. بل أخبرنا تعالى بأن الحق لا يقاس بالأكثرية أو الأغلبية من الناس وقال { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } الأعراف-187 و { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } هود-17 و { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }يوسف- 38. وجعل معيار الحق والصدق متمثل كله في البرهان وقال { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة-111, بل جعل من التعقل فريضة إيمانه ضرورية و التي أغفلها الكهنوت الديني باسم الزندقة و الكفر فإبراهيم عليه السلام هذا النبي العظيم الذي حقق ربوبية الله تعالى عن طريق التأمل في ملكوت السماوات و الأرض بالعقل قبل أن تنزل عليه الصحف, فاتخذ من الكوكب الأصغر نجما آله, ثم أنتقل إلى القمر, ثم إلى الشمس الأوضح وبعدما وجد أن كل هذه الأشياء تنهار وتؤول إلى الزوال ثم وجه وجهه للذي فطر السماوات و الأرض يقول تعالى {  وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } الأنعام-79 فالله تعالى يعلمنا الحنفية وهي تجديد مفاهيمنا باستمرار واستخدام العقول بالتساؤل و الجدال والمحاججة أمر فطري في الإنسان وقال { وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }الكهف-54

بل أيضا أمرنا تعالى أن تخترق عباب السماوات و الأرض والغوص في أعماقها وقال { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن-33 والسلطان هي البينة و البرهان والاستدلال المنطقي العقلي . وكذلك أمرنا أن نعرف كيف بدأ الخلق بما فيها الكون و الكائنات الحية وقال { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ } العنكبوت-20 فمعرفة كيفية بدء الخلق أمر آلهي أغفله المسلمين على مر العصور, وجعلوها أمرا ثانويا بل الأفظع افتو أن الخوض في العلوم الطبيعية حرام و أن الكيمياء مضاهاة لخلق الله !!

فالنقاش و الجدال إذا طبيعة فطرية جلب عليها الإنسان وهي ركن أساسي في تحقيق ربوبية الله تعالى ...

. 4كيف يمكننا بعد هذا التطور في الجانب التكنلوجي والعلمي أن ندافع عن القرآن واعتباره كتاب الله فعلاً؟؟!! أليس في ذلك اساءة الى الله؟؟!!

الله تعالى أعطانا عقول ولا يمكنه أن يعطينا شرائع و أحكام مخالفة لهذه العقول فإن وجدت حقيقة عليمة مخالفة للقرآن و المنطق و العقل فأعلم أن ما نحسبه من الثوابت العلمية ليس منها في شيء, أو أن فهمنا للنص القرآني خاطئ.

فعندما تجد حقيقة علمية مطابقة لحقيقة قرآنية فأعلم أنها الحق ولا تنسى أن كل شيء نسبي في الكون فما هو ثابت اليوم متغير غدا , فالنظرية وحتى الحقيقة التي تراها العين تكون نسبية وتختلف نتائجها باختلاف ظروفها المخبرية و الزمانية المكانية, فالحقيقة كانت قديما تفرض أنه لن يطفو على الماء إلا الخشب أو الأخف منه وزنا وخرج من الناس من يقول في ذلك العصر أنه سيأتي زمان سيطفو فيه الحديد على سطح الماء فنبذوه وسخروا منه واتهموه بالجهل وبالخروج عن المنطق و المنهج العلمي.. وخرج في جمع من الناس من يدعون العلم التجريبي المجرد فحمل نعاله من حديد فألقاها في سطل ماء فغاصت هللوا الناس للعالم التجريبي ونبدوا الجاهل, كانت التجربة رأوها الناس بأم أعينهم لكن الآن لا تثير سوى السخرية و تفكه بل صنعوا الناس الآن السفن و الغواصات من الحديد ولم تغرق, والعالم المدعي للمنهج التجريبي أصبح هو الجاهل في عصرنا الآن و هكذا لا وجود لثوابت في العلم فما هو ثابت اليوم متغير غدا وكذلك فهم النص القرآني كل شيء نسبي يفسر حسب المعطيات الفكرية و العلمية لكل جيل, و القرآن قبل كل ذلك كتاب هداية وليس كتاب طب و عطاره..

بقلم : إبراهيم ايت ابورك
الاميل : adamoon@live.fr

اجمالي القراءات 13057