قطر تحتضن مؤيدي البرادعي.. والبحرين تحظر مقالات تأييده.. والكويت تطرد أنصاره
البرادعي وسط أنصاره باحد مساجد المنصورة - خاص لمصراوي
مصراوي- أحمد الدسوقي- أصبحت قطر هي الملاذ الآمن للمصريين المغتربين من مؤيدي الدكتور محمد البرادعي بعد الموقف الكويتي الصارم بترحيل أنصاره وهو الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط المصريين المؤيدين للبرادعي داخل الكويت .
فيما اكد أنصار البرادعي بالكويت أن لهم الحرية كاملة في التعبير عن آرائهم السياسية مادامت في إطار سلمي لا يتخطى قوانين البلاد العاملين بها نافين أن يكونوا تخطوا تلك القوانين بدليل أن هناك تجمعات عديدة مثل الدواوين وحتى جلسات المقاهي ولم يتم التعرض لها كما أن غالبية حواراتهم تتم عبر الانترنت والفيس بوك ولا يعني دعوتهم للتغيير أو البحث عن مستقبل أفضل لمصر أن يتضمن ذلك أي إساءة لمصر أو إفساد للعلاقة بين مصر والكويت التي يعتبرونها بيتهما الثاني وجاءوا من اجل المساعدة في التنمية بها إلا أن لقمة العيش لن تمنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية .
من ناحية أخري تحولت قطر إلي قبلة لمؤيدي البرادعي حيث كثفوا من أنشطتهم سواء عبر الانترنت وموقع الفيس بوك أو من خلال الوقفات الاحتجاجية أمام السفارة المصرية بالدوحة في السادس من ابريل الماضي أو من خلال استضافة رموز جمعية المطالبة بالتغيير والتي استضافت الإعلامي حمدي قنديل مؤخرا حيث نظمت لقاءا تم عقده داخل مقر نادي الجسرة الثقافي تحت عنوان "الديمقراطية في الوطن العربي.. مصر نموذجا " بحضور جمع غفير من أبناء الجاليات المصرية والعربية بالدوحة.
أدار اللقاء الكاتب والناقد حسن رشيد وطالب حمدي قنديل بإنهاء حالة الطوارئ وتمكين القضاء المصري من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية والرقابة على الانتخابات من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي وتوفير فرصة في وسائل الإعلام لكل المرشحين وخاصة في انتخابات الرئاسة، فضلا عن تمكين المصريين بالخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية أسوة ببقية الشعوب وكفالة حق الترشح بالانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية بالإضافة لقصر مدة الرئاسة على فترتين متتاليتين وتعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور المصري.
وشدد قنديل على ضرورة التغيير في مصر، وان الحركة الوطنية من أجل التغيير "كفاية" ترى أن الصمت لم يعد ممكناً، لأن الثروة محتكرة بيد السلطة، الديمقراطية غائبة، وغالبية الشعب فقير، المؤسسات منهوبة، والناس تسكن في العشوائيات، البطالة في ازدياد، والبرلمان محتكر، والعصابات تسيطر على مصائد الأسماك، العبارات تغرق، القطارات تحترق، وصنوف الضرائب تتوالى على المواطن وآخرها ضريبة السكن، ولم يعد هناك تعليم ولا تربية، و أبناؤنا يتسربون من المدارس، وهناك تدني مزري للرعاية الصحية وانتشار الأمراض وتلوث المياه عمداً وإهمالاً، والإنتاج الزراعي في تراجع، اللحمة الوطنية في تمزق، والهوية العربية والوطنية تتعرض للطمس.
ولعل استفادة مؤيدي البرادعي من العلاقات المتوترة بين القاهرة والدوحة في التعبير عن آرائهم إلا أنهم يرفضون أن يتم استخدامهم كورقة سياسية لصالح قطر علي حساب بلدهم مصر مؤكدين أن ما يهمهم في المقام الأول والأخير هي مصلحة بلادهم مصر والعمل علي استعادة دور مصر الريادي في المنطقة واستعادة كرامة المصريين المهدرة والحفاظ علي مصالح المصريين بالخارج وغيرهم من المطالب التي يتمنون تحقيقها علي يد مرشحهم للتغيير محمد البرادعي.
في الوقت نفسه يري آخرون أن وجود الشاعر عبد الرحمن يوسف المتحدث الإعلامي باسم الدكتور البرادعي وجمعيته وهو من الشعراء المعارضين في مصر كما أنه ابن الداعية الإسلامي الشهير الدكتور يوسف القرضاوي المقيم حاليا في قطر وكلها عوامل ساعدت علي ان يجد المصريين من مؤيدي البرادعي مناخا مناسبا لهم في الوقت الذي تعرضوا فيه للطرد من قبل الكويت أما في البحرين فقد وجهت سلطات عليا في البلاد توجيهات لكتاب الصحف الكبرى بعدم التطرق من قريب أو بعيد للدكتور البرادعي في مقالاتهم وهو ما حدث مع الكاتب الصحفي المصري كريم حامد في صحيفة أخبار الخليج البحرينية والذي اتصلت به قيادات سياسية بحرينية عليا وطالبته بعدم التطرق في كتاباته إلى البرادعي.
وتحت شعار فرق كبير بين من يعدل الدستور لصالح أبنائنا.. وبين من يعدل الدستور لصالح ابنه صمم مؤيدي البرادعي في قطر صفحتهم علي موقع الفيس بوك وقد بلور احد مؤسسيها ياسر عبد المنعم الفكرة من إنشاء الجروب وذلك فيما كتبه تحت عنوان " انتزعوا الأمل من براثن الملل قبل أن يفترسه وتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
جاء البرادعي مسلحاً بالأرقام والمعلومات عن المشاكل التي تعاني منها مصر، فيقضي على كل قول بأنه بعيد عن مشاكلنا ومعه "روشتة" عامة في العلاج بإصلاح سياسي يبدأ بإصلاح دستوري معيب ومهلهل على حد قوله، وبتوضيح أن نواب الشعب لا يمثلون الشعب تمثيلاً حقيقياً وأنهم نتاج انتخابات مزيفة وغير حرة، وأوضح البرادعي بأن المهمة ليست بالهينة وتحتاج لدعم شعبي وهو مازال يتحسس إمكانية ذلك حتى لا يصاب بالخذلان.
ومن ينظر إلى مطالب البرادعي يجدها ليست بالجديدة، فنحن ننادي ليلاً ونهاراً بإصلاح التعليم ليحدث التقدم ونطالب بالحرية والديمقراطية ليحدث التطور ونطالب بإصلاح دستوري لتنطلق الديمقراطية ، تلك مطالب أي شخص عادي حتى من له جانب قليل من الإطلاع يستطيع أن يطالب بذلك .
إذن فما الجديد في البرادعي !؟.. الجديد هو البرادعي نفسه فمن يطالب بذلك دائماً تطاله ألسنة الاتهامات والتشكيك فيحترق قبل أن ينتهي من تلفظ مطالباته، وينصرف عنه الناس في لحظات .. الجديد في البرادعي أنه حتى لو طالته بعض الاتهامات فلن تنال منه فهو نظيف لم تشوبه أي عمليات تشويه، الجديد في البرادعي أنه ليس مرهونا على تيار سياسي معين فلا يمكن تحزيب اتجاهاته، وأهم ما في المرشح الرئاسي في وقتنا الحالي أن يكون توافقي ترضى عنه التيارات المختلفة .. لذلك البرادعي هو الرجل المناسب الذي نتمنى أن يكون في الوقت المناسب وإلا تاه منا الأمل مرة أخرى ، وقد علمتنا الحياة أن كثرة فقدان الأمل لا تولد إلا اليأس.
ومن جانبها قامت رابطة المصريين المقيمين بالخارج والمطالبين بحق التصويت في انتخابات الرئاسة 2011 بتصميم جروب علي الفيس بوك لدعم مرشح التغيير الدكتور محمد البرادعي.