السواد الأعظم من الشعب المصري تنفس حين تم الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية ، لنجاته بعد أن حبس أنفاسه مما تردد عن عنف مرتقب إذا نجح المرشح الآخر .
والآن فقد تنفس الجميع الصعداء باستثناء المطالبين بالمرجعية الإسلامية ، حينما أعلن الرئيس المنتخب عن ان مصر دولة مدنية ، وأن الشعب هو مصدر السلطات .
مما يعني أنه وضع امكانية لم شمل جميع المصريين بانسلاخه عن القول بالمرجعية الإسلامية التي ترفضها معظم القوى المدنية ، لما فيها من اختلافات قد تجور على حريات الناس دون وجه حق .
وبهذا يمكن اعتبار الرئيس ممثلا بحق للدولة المدنية التي تطالب بها كافة التيارات غير الدينية لننطلق في رحاب العلم إلى الرقي والتقدم .
وكان هذا هو مطلبي الأول من السيد الرئيس " دستور مدني " وهذا التزم بتنفيذه .
أما المطلب الآخر فهو " إصلاح الفكر الديني " قبل قولنا بالمرجعية الإسلامية .
وهنا يقع العبئ الأكبر على الرافضين للمرجعية المدنية .
فعليهم أن يبذلوا الجهد لتحقيق هدفهم بتقديم الإسلام الصحيح الذي يوحد كافة أطياف الأمة .
وحينئذ لن يصبح الرئيس فحسب ولا أي مسلم عاقل ، بل ترقب قبول العالم أجمع بالمرجعية الإسلامية لتكون منارة لحضارتنا الإنسانية لأن العالم يبحث عن كل ما هو صحيح ليستفيد منه بصرف النظر عن مصدره .
.وبذلك يتحقق قول الله سبحانه وتعالى :
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .