سأكون معارضا للرئيس " مرسى "

حمدى البصير في الأربعاء ٢٧ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

فاز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية ، بعد مارثون إنتخابى شاق ، ومخاض سياسى صعب ، وولادة ديمقراطية متعسرة .

الأهم من وصول الدكتور مرسى إلى مقعد الرئاسة ، هو فوز ثورة 25 يناير المجيدة ،وتحقيق الثوار لمكاسب عديدة ، وتأكيد أن دم الشهداء لم ولن يضيع هدرا ، بل وإعطاء قبلة الحياة لثورتنا المجيدة ، بعد أن كادت الثورة المضادة تقضى عليها ، خاصة بعد المحاولات الفاشلة للفلول فى الأسابيع الأخيرة ، لإجهاض الثورة والتشكيك فيها ، والإستعداد لكتابة شهادة الوفاة لها ، خاصة بعد أن أعلن الفريق أحمد شفيق ، المرشح الخاسر وزعيم الفلول ، أول أمس الجمعة ، ثقته فى الفوز بمنصب الرئاسة ، وبالتالى إستعادة أمجاد نظام مبارك " الساقط " والعودة إلى النقطة صفر ، بعد عام ونصف من ثورتنا المجيدة ، والإستخفاف بدماء الشهداء وتجاهل ألام المصابين ، ووأد أحلام الوطنيين الحالمين بغد أفضل لمصر ، والعيش بحرية وكرامة إنسانية وعدالة إجتماعية ، والتحرر من الظلم والتهميش والإقصاء ، ونسف الإستبداد ، أى كان نوعه ، سواء كان إستبدادا سياسيا أو باسم الدين .

أنا لست سعيدا بفوز مرسى برئاسة الجمهورية فقط ، ولكن فخور لأننى شهدت مرحلة تغيير فى حياتى ، بدأت منذ نزولى إلى التحرير لأشارك فى ثورة يناير ، والمشاركة فى الإنتخابات التشريعية ، ثم الرئاسية ، وشعرت لأول مرة فى حياتى إن صوتى الإنتخابى له قيمة .

سعيدا لأننى عشت لحظة إعلان فوز رئيس الجمهورية بعد وقت عصيب من الترقب ، وسمعت النتيجة من المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للإنتخابات ، فى اللحظة الإخيرة ، وتأكدت أن فى مصر قضاء نزيه ومحترم ، وهذا مكسب أخر لايضاهيه مكسب فى المشهد السياسى الحالى ، ولاسيما بعد أن تناثرت الشائعات المغرضة ، التى تؤكد فوز المرشح شفيق بالرئاسة ، وفق سيناريو أو" طبخه سياسية " أعدتها اللجنة العليا للإنتخابات بالمشاركة مع المجلس العسكرى ، من أجل إقصاء الإخوان المسلمين عن الحكم ، بل خشيت أن تتكرر تجربة الجزائر فى مصر ، عندما إنقلب الجيش على الإسلاميين بعد فوزهم فى الإنتخابات فى سبتمبر عام 1991 ومنع وصولهم للحكم .

شكرا للمجلس العسكرى الذى إنحاز للشرعية والإرادة الشعبية ، وتمت فى عهده أشرف وانزه إنتخابات تشريعية ورئاسية فى تاريخ مصر ، وأثبت أنه محايدا ويقف على مسافة واحدة من كل المصريين .

كل التقدير لقضاة مصر الشرفاء والمحترمين الذين ضربوا أروع الأمثال ، فى الحيدة والنزاهة والشفافية ، ولاسيما أن اللجنة العليا للإنتخابات تعرضت إلى ضغوطا مختلفة لايتحملها بشر ، ولكن ضربت المثل فى إرساء العدل ، وتكريس الحقيقة ، بعيدا عن الأهواء السياسية.

لقد إنتصرأغلب المصريون للثورة ، وإختاروا التغيير ، ليس حبا فى الإخوان ، ولكن عشقا فى خوض مصر مرحلة جديدة فى حياتها ، ولاسيما أن نتيجة الإنتخابات أكدت أننا سنعيش حياة ديمقراطية سليمة ، بدليل التقارب بين المرشحين فى عدد الأصوات ، وفوز الرئيس مرسى بنسبة قليلة من الأصوات .

أنا أشكر وأقدر أيضا كل من إنتخب الفريق شفيق ، لأننا فى النهاية نحن مصرييين متحضريين ، وأعطينا صورة للعالم كله ، أننا شعب واحد ، مهما كانت الخلافات السياسية بيننا ، وهذا سيجعل العالم يحترمنا أكثر وأكثر .

على الرئيس الجديد الدكتور مرسى ، أن يكون رئيسا لكل المصريين ، وأن يتخلى عن جماعة الإخوان المسلمين ،وإ ن ويترك رئاسة حزب الحرية والعدالة ، وأن يفى بوعوده ، وأن يكون أمينا على ثورة يناير ومبادئها وأهدافها ، ووفيا لدماء شهدائها ، وراعيا لمصابيها ، وأن يطبق بالفعل مبدأ المشاركة لا المغالبة ، ويبدد خوف بعض المصريين من الإخوان بإعتبارهم يعشقون " التكويش " ، وإنهم سيظلون دائما فى السلطة ، ولو شعرت أنا بذلك فى ممارسات الرئيس القادمة ، سأكون أو المعارضيين له ، لا بالكتابة فقط والرأى ، ولكن بالنزول إلى ميدان التحرير من أجل خلعه، أى سأكون معارضا للرئيس الجديد ، لأننى بطبعى معارض ، ولا أحب أن أمارس حياتى الصحفية أو السياسية  وأنا أرتدى ثوب المؤيدين، أو المتحولين سياسيا ، والذين يرفعون دائما شعار " مات الملك .. عاش الملك " وللحديث بقية .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

 
اجمالي القراءات 9061