أعلم جيدا ان هذا الموضوع قتل بحثا ولكن مع كثرة الحديث عن المرأة وحقوقها وكثرة الابحاث والمقالات والندوات والنداءات هل حصلت المرأة على حقوقها أو بعضا منها ؟؟!!
أخشى أن تظل الإجابة دائما وأبدا لا " ولذلك سنظل نكتب وننادى حتى تحصل المرأة على كافة حقوقها وليس بعضا منها .
المرأة خلقها الله وكرمها " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) " الحجرات
هنا لم يفرق الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمرأة فقد تساويا في الحقوق والواجبات والأفضلية للأكثر تقوى عند الله ولا فرق بين ذكر وأنثى فى ذلك , فى حين أن المجتمع ظلم المرأة ظلما شديدا وفرق بينها وبين الرجل فى نواح عدة ونحن هنا لنعقد مقارنة بسيطة عن طريق بعض الأمثلة التي تبين ظلم المجتمع للمرأة ، مقارنة بعدالة القرآن الكريم وأنصافه لها .
ولنبدأ أولا بظلم المجتمع الجائر للمرأة وقصره لها فى وظيفتين لا ثالث لهما الوظيفة الأولى وهى عبارة عن جسد للمتعة فقط وكأن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة خصيصا لهذا الغرض !! والوظيفة الثانية وهى الاعمال المنزلية ! أى السخرة الجنسية والمنزلية فقط ..
وذلك لأن المجتمع ينظر للمرأة على أنها كائن ناقص عقل ودين , كائن غير مكتمل ونتيجة عدم أكتماله لا يحق له المطالبة بأية حقوق، بل على العكس يؤدى ما عليه من واجبات فقط دون انتظار لكلمة شكر، فلا شكر على واجب! ولا حق لمن لا حق له ... وكأن المرأة تدفع ثمن أنها أنثى دون ذنب جنت , ربما لأن المجتمع العربى مازال يحتفظ بالعادات الجاهلية ربما .. لكن الأكيد أنه لم يتشرب تعاليم القرآن السمحة التى لا تفرق بين ذكرا وأنثى ، ومازال يتعامل مع الانثى على أنها سوءة وعار يجب توريته
" وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) "
وبناءا عليه تم تحجيم المرأة داخل أربعة جدران وكأنه قبرا دست فيه ولا يحق لها الخروج وإن خرجت تستحق ما يحدث لها من تحرش وعنف فهى خرجت على القواعد والقوانين البشرية الظالمة ،فهى إن خرحت تغوى الرجل بمجرد خروجها حتى لو كانت عبارة عن خيمة متنقلة لا يظهر منها شىء !! وكأن ذنبها أنها امرأة وعليها كل اللوم والرجل برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
والغريب والملفت للنظر أن هناك من النساء من ينظر للمرأة بنفس تلك النظرة الجائرة و تحمل المرأة كل الذنب والخطيئة , ولا أدرى هل هى ثقافة مجتمع ذكورى سادت وطغت ، أم أن المرأة من كثرة الظلم أصبحت تصدق ،بل وتدافع عن هذا الرأى الجائر بحقها دون أن تدرى أنها فى النهاية أمراة من نفس الجنس وواقعة تحت نفس الظلم .
أين المرأة من التعليم والصحة والحياة السياسية والاجتماعية ففى التعليم مثلا مازال هناك أولوية للطلبة على الطالبات فى الالتحاق بالجامعات فى بعض الدول العربية حتى لو كان الطلاب أقل مجموعا .
وفى الحياة السياسية أين المرأة من رئاسة الجمهورية فلا يحق للمرأة حتى مجرد التفكير فى ذلك .
أما القضاء ففى بعض الدولة العربية مازالت المرأة محرومة من منصب القضاء .
وفى الحياة الاسرية فحدث ولا حرج فإن الرجل تفضل وتكرم ورفع كأس من مكانه يستحق وسام شرف ! أما إذا أهملت المرأة إهمال بسيط تستحق التعنيف والتجريج حتى ولو كانت المرأة لديها عمل ووظيفة مثل الرجل .
أشعر أحيانا أننا فعلا نعيش فى عصر الجاهلية مع فارق بسيط أن الجميع يتحدث عن المرأة وحقوقها ، وفى الوقت نفسه يسلبها ابسط تلك الحقوق معادلة غريبة وغير عادلة أليس كذلك ؟!.
سيقول الجميع أننى متحاملة وساخطة على المجتمع ،ولكن ذلك التحامل حتى لو كان صحيحا فهو بسبب ظلمه الشديد للمرأة، فكثرة الظلم تولد الانفجار وحذار من انفجار المرأة !
لن تظل المرأة فى مجتمعاتنا عديمة الحيلة ولكنها ستطلب وتستمر فى المطالبة بكافة حقوقها وإثبات ذاتها ومساواتها فى كافة نواحى الحياة ذلك الحق وتلك المساواة التى أعطاها لها رب العزة جل وعلا من خلال آياته الكريمة
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) ودائما صدق الله العظيم