نحن ندفع أغلى ثمن لأحمق اختيار مصري بعد خلع الطاغية مبارك في 11 فبراير 2011.
كان الحل أمام المصريين جميعا، لكنهم رفضوه.
كان الحل في تمصير الثورة، واخفاء أي هوية أخرى حتى تستقر الأوضاع بعد عامين أو ثلاثة أو أكثر.
كان الحل في أن يظل حزبك ومذهبك وعقيدتك وأيديولوجيتك وزعيمك وحزبك ودينك حالة خاصة بك لا تعلنها، ولا ترفع رايتها أمام الآخرين، ولاتزايد بها على غيرك، ولا تزعم أنك بها أفضل من غيرك.
كان الحل أن لا تنضم إلى حزب أو فرقة اسلامية أو قبطية أو سنية أو شيعية أو ناصرية أو ليبرالية أو علمانية أو اشتراكية أو وفدية ، فيظل وهج الثورة نقيا طوال الوقت.
كان الحل أن ( الشعب يريد اسقاط النظام)، فسقط الرأس لكن الروح تسللت إلى الجسد والذيل والمخالب، إلى المجلس العسكري ومجلس الشعب والقضاء والإعلام ، وظنت الحماقة أنه قد آن الوقت ليفصح المصري عن توجهاته، ويتحدث عن أخيه الثوري والغاضب على نظام الطاغية المخلوع كأنه الآخر ... المسلم، الاخواني، السلفي، القبطي، العلماني، الوسطي، المتطرف، الناصري، التجمعي،و ...
كان الحل أن لا تعرف دين أو عقيدة أو مذهب أو فرقة أو حزب الثائر الذي يسير بجوارك، فرقص طرباً سارقو الثورة، ولم يتحقق انجاز واحد منذ خلع المجرم المتمارض والمتمايت!
كان الحل في كلمة واحدة: لا تزايد على مصريتي بفرقتك أو حزبك أو دينك أو مذهبك أو زعيمك، فضربنا رؤوسنا ببعضها، وخسرنا ما لم تخسره ثورة من الأبطال طوال التاريخ.
ما هو الحل الآن؟
إذا قلت لصاحبك في مظاهرة أو مليونية عن انتمائك فأنت مع بقايا المخلوع حتى لو عارضتَ كل أجهزة الدولة .. سارقة ثورتك!
إذا رفعت شعاراً واحداً نتعرف من خلاله عن شيء آخر غير مصريتك ففيك روح مبارك ولو أقسمت بأغلظ الإيمانات أنك مناهض له وللمشير وللمجلس وللمحكمة الدستورية ولأحمد رفعت!
هذا هو الحل الذي لم أرَ غيرَه منذ أن رفع الأبطال الأحذية في وجه مبارك اللعين.
عندما ترد قائلا: لكنني أريد فلاناً رئيساً لمصر فهو الأصلح، فهذا يعني أنك مع الثورة المضادة دون أن تدري!
عندما ترد قائلا: وهل في مصر غير الثلاثة عشر مرشحاً والبرادعي وعمر سليمان وحازم أبو اسماعيل، فأنت لا تعرف ماذا أنجب بطن المحروسة من عباقرة وزعماء وموسوعات وأبطال لأن النظام العفن أخفاهم، وغيــّـبهم، ودفنهم أحياء في ذاكرة مصرية مثقوبة.
لن تستطيع كل قوى الأرض أن تنتزع إيماني بأنه هناك.. بطل مصر وشرفها وعزتها وقوتها ومنقذها، لكنني لا أعرفه.
لعله ينتظر اجماع المصريين على مصريتهم فقط، وحينئذ سيسقط النظام السابق، ويتهاوى المجلس العسكري كما يتهاوى بيت من الرمال بناه طفل على شاطيء البحر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو 22 يونيو 2012
كان الحل أمام المصريين جميعا، لكنهم رفضوه.
كان الحل في تمصير الثورة، واخفاء أي هوية أخرى حتى تستقر الأوضاع بعد عامين أو ثلاثة أو أكثر.
كان الحل في أن يظل حزبك ومذهبك وعقيدتك وأيديولوجيتك وزعيمك وحزبك ودينك حالة خاصة بك لا تعلنها، ولا ترفع رايتها أمام الآخرين، ولاتزايد بها على غيرك، ولا تزعم أنك بها أفضل من غيرك.
كان الحل أن لا تنضم إلى حزب أو فرقة اسلامية أو قبطية أو سنية أو شيعية أو ناصرية أو ليبرالية أو علمانية أو اشتراكية أو وفدية ، فيظل وهج الثورة نقيا طوال الوقت.
كان الحل أن ( الشعب يريد اسقاط النظام)، فسقط الرأس لكن الروح تسللت إلى الجسد والذيل والمخالب، إلى المجلس العسكري ومجلس الشعب والقضاء والإعلام ، وظنت الحماقة أنه قد آن الوقت ليفصح المصري عن توجهاته، ويتحدث عن أخيه الثوري والغاضب على نظام الطاغية المخلوع كأنه الآخر ... المسلم، الاخواني، السلفي، القبطي، العلماني، الوسطي، المتطرف، الناصري، التجمعي،و ...
كان الحل أن لا تعرف دين أو عقيدة أو مذهب أو فرقة أو حزب الثائر الذي يسير بجوارك، فرقص طرباً سارقو الثورة، ولم يتحقق انجاز واحد منذ خلع المجرم المتمارض والمتمايت!
كان الحل في كلمة واحدة: لا تزايد على مصريتي بفرقتك أو حزبك أو دينك أو مذهبك أو زعيمك، فضربنا رؤوسنا ببعضها، وخسرنا ما لم تخسره ثورة من الأبطال طوال التاريخ.
ما هو الحل الآن؟
إذا قلت لصاحبك في مظاهرة أو مليونية عن انتمائك فأنت مع بقايا المخلوع حتى لو عارضتَ كل أجهزة الدولة .. سارقة ثورتك!
إذا رفعت شعاراً واحداً نتعرف من خلاله عن شيء آخر غير مصريتك ففيك روح مبارك ولو أقسمت بأغلظ الإيمانات أنك مناهض له وللمشير وللمجلس وللمحكمة الدستورية ولأحمد رفعت!
هذا هو الحل الذي لم أرَ غيرَه منذ أن رفع الأبطال الأحذية في وجه مبارك اللعين.
عندما ترد قائلا: لكنني أريد فلاناً رئيساً لمصر فهو الأصلح، فهذا يعني أنك مع الثورة المضادة دون أن تدري!
عندما ترد قائلا: وهل في مصر غير الثلاثة عشر مرشحاً والبرادعي وعمر سليمان وحازم أبو اسماعيل، فأنت لا تعرف ماذا أنجب بطن المحروسة من عباقرة وزعماء وموسوعات وأبطال لأن النظام العفن أخفاهم، وغيــّـبهم، ودفنهم أحياء في ذاكرة مصرية مثقوبة.
لن تستطيع كل قوى الأرض أن تنتزع إيماني بأنه هناك.. بطل مصر وشرفها وعزتها وقوتها ومنقذها، لكنني لا أعرفه.
لعله ينتظر اجماع المصريين على مصريتهم فقط، وحينئذ سيسقط النظام السابق، ويتهاوى المجلس العسكري كما يتهاوى بيت من الرمال بناه طفل على شاطيء البحر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو 22 يونيو 2012