اخواني الأعزاء
لقد صدر تشكيل اللجنة التأسيسة للدستور ، معبرا عن موازين القوى على أرض الواقع المصري بصرف النظر عن كون هذه القوى ظالمة أم غير ذلك .
وعليه وجب تهنئة هذه اللجنة أفراد وجماعات بشرف انتسابهم للعمل التأسيسي للبناء المصري في العالم المعاصر .
وهذا شرف لا يطاله شرف آخر .
لذا أناشد هؤلاء جميعا بأن يضعوا خدمة هذا الوطن وتقدمه نصب أعينهم في كل كبيرة وصغيرة ، مع الوضع في الاعتبار أن مجتمعنا المصري يضم فئاة ثلاث كما ورد بفاتحة الكتاب " من أنعم الله عليهم ، والمغضوب عليهم ، والضالين "
فيجب أن يعيش هؤلاء جميعا تحت طائلة القانون المدني سواء بسواء حتى يعيش الجميع في أمن وسلام فيما بينهم ومع من هم خارجهم .
وقد علت العديد من الأصوات المعترضة على هذا التشكيل وأنا أحدهم ، ولكن لسبب مغاير للأسباب العامة .
والسبب الذي أراه هو افتقاد هذه اللجنة لصاحب الرؤية الثورية .
التي أشار إليها كل من كوفي عنان 2003 " برؤية راديكالية جدا "
وهشام البسطويسي في حفل افطار مركز ابن خلدون رمضان الماضي " بفكرة لبناء الدستور "
وسعد هجرس في حواره مع المرشح للرئاسة عبد الله الأشعل " رؤية ثورية " .
كما يوجد العديد من القوى الفكرية الفاعلة والموثوق بها علميا لم تمثل في هذه التأسيسية
والآن ماذا نريد :
قبول الأمر الواقع والعمل على تحسينه ؟
أم مد أجل التوترات وما تحمله من تكلفتها العالية وخاصة بالنسبة للوقت ؟
سؤال لابد من إيجاد إجابة عليه ،
وما أراه هو قبول الأمر الواقع والعمل الدائم على تحسينه من خلال " الشورى " الذي ينادي بها الإسلام .
فلا يجب ولا يصح حرمان أي قادر من أفراد الشعب أن يقدم مشورته ، من خلال قنوات يفتحها المعارضون لهذا التشكيل .
والاسلام الذي يأمر بالشورى يأمر بعدم اغفال مشورة بينة ولو من فرد واحد ، وبذلك نستفيد من كل طاقات المجتمع التي لم نستطع استيعابها في التشكيل ليتم استيعابها من خلال الشورى .
بديلا عن افشال التأسيسية الثانية وازدياد اضطرابات المجتمع .
وقد ظهر جليا للكافة الفوضي التي يعيشها الفكر الديني ، مما يزعزع نفوس الكثيرين بغير حق .
فلابد من العمل فورا على إصلاح الفكر الديني حتى يطمئن المواطن البسيط على تدينه .
وأعتقد بأن الرؤية الراديكالية ،وفكرة بناء الدستور ، والثورية - المشار إليهم - جميعها تنطلق من إصلاح الفكر الديني .
اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه صالح البلاد والعباد .