تأسيسية الدستور المصري

احمد شعبان في الأربعاء ١٣ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

اخواني الأعزاء

لقد صدر تشكيل اللجنة التأسيسة للدستور ، معبرا عن موازين القوى على أرض الواقع المصري بصرف النظر عن كون هذه القوى  ظالمة أم غير ذلك .

وعليه وجب تهنئة هذه اللجنة أفراد وجماعات بشرف انتسابهم للعمل التأسيسي للبناء المصري في العالم المعاصر .

وهذا شرف لا يطاله شرف آخر .

لذا أناشد هؤلاء جميعا بأن يضعوا خدمة هذا الوطن وتقدمه نصب أعينهم في كل كبيرة وصغيرة ، مع الوضع في الاعتبار أن مجتمعنا المصري يضم فئاة ثلاث كما ورد بفاتحة الكتاب " من أنعم الله عليهم ، والمغضوب عليهم ، والضالين "

فيجب أن يعيش هؤلاء جميعا تحت طائلة القانون المدني سواء بسواء حتى يعيش الجميع في أمن وسلام فيما بينهم ومع من هم خارجهم .  

وقد علت العديد من الأصوات المعترضة على هذا التشكيل وأنا أحدهم ، ولكن لسبب مغاير للأسباب العامة .

والسبب الذي أراه هو افتقاد هذه اللجنة لصاحب الرؤية الثورية .

التي أشار إليها كل من كوفي عنان 2003 " برؤية راديكالية جدا "

وهشام البسطويسي في حفل افطار مركز ابن خلدون رمضان الماضي " بفكرة لبناء الدستور "

وسعد هجرس في حواره مع المرشح للرئاسة عبد الله الأشعل " رؤية ثورية " .

كما يوجد العديد من القوى الفكرية الفاعلة والموثوق بها علميا لم تمثل في هذه التأسيسية

والآن ماذا نريد :

قبول الأمر الواقع والعمل على تحسينه ؟

أم مد أجل التوترات وما تحمله من تكلفتها العالية وخاصة بالنسبة للوقت ؟

سؤال لابد من إيجاد إجابة عليه ،

وما أراه هو قبول الأمر الواقع والعمل الدائم على تحسينه من خلال " الشورى " الذي ينادي بها الإسلام .

فلا يجب ولا يصح حرمان أي قادر من أفراد الشعب أن يقدم مشورته ، من خلال قنوات يفتحها المعارضون لهذا التشكيل .

والاسلام الذي يأمر بالشورى يأمر بعدم اغفال مشورة بينة ولو من فرد واحد ، وبذلك نستفيد من كل طاقات المجتمع التي لم نستطع استيعابها في التشكيل ليتم استيعابها من خلال الشورى .

بديلا عن افشال التأسيسية الثانية وازدياد اضطرابات المجتمع .

وقد ظهر جليا للكافة الفوضي التي يعيشها الفكر الديني ، مما يزعزع نفوس الكثيرين بغير حق .

فلابد من العمل فورا على إصلاح الفكر الديني حتى يطمئن المواطن البسيط على تدينه .

وأعتقد بأن الرؤية الراديكالية ،وفكرة بناء الدستور ، والثورية - المشار إليهم - جميعها تنطلق من إصلاح الفكر الديني .

اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه صالح البلاد والعباد .

اجمالي القراءات 8868