مسيرة القرآنيين والسنيين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم وأمره بتبليغه للناس في أكثر من آية وقد قال في شأنه: قل إنما أنذركم بالوحي . إلى غير ذلك من الآيات البينات والله عز وجل أمرنا في أكثر من آية باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وقد انقسم المسلمون في هذا إلى أقسام :
1/: فمنهم من يرى أن القرآن مبين بالسنة وأن السنة موحى بها مثل القرآن ويستندون إلى آيات من التنزيل مثل قوله تعالى : ويعلمهم الكتاب والحكمة وقالوا بأن الحكمة هي السنة وهذه الفئة هي الغالبية من المسلمين ولهم أدلة أخرى من القرآن كقوله تعالى : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . إلى غير ذلك من الأدلة وقد صحت عندهم كتب الصحاح وتعبدوا بها الله عز وجل ونبذوا كل ما سواها من كتب الحديث كمسند الإباضية ومسانيد الشيعة ويوجد كثير من المتحررين في هذا القسم والمتحرين للصواب مهما كان مصدره .
2/: ومنهم من يرى بأن الرسول عليه الصلاة والسلام مبعوث من عند الله إلى الناس ليبين لهم آيات القرآن المنزلة ولا يزيد عليها وقد بينوا بأن الكتاب المنزل شاف كاف لا يحتاج إلى حديث ليبين ما فيه وقالوا بأن القرآن موحى به من الله وضمن حفظه وأما السنة فليست وحيا لذلك لم تحفظ وقد دخل فيها الدس والوضع من الوضاع والزنادقة ولم يصل هذا القسم إلى إنكار السنة بالكلية وإنما اعتمد على ميزان الموافقة لكتاب الله تعالى فما كان موافقا لكتاب الله قبلوه وما كان مخالفا له رفضوه ولهم أقوال مخالفة لما عليه الجمهور من العلماء في كثير من الأحاديث المبينة لأحكام العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج وغير ذلك ولا يثقون في كتب الحديث الثقة العمياء التي يوليها القسم الأول للصحاح .
3/: ومنهم من يرى بأن الإسلام هو القرآن والحديث النبوي كله خرافة لم يصح شيء منه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والله سبحانه لم يفرط في الكتاب من شيء قالوا: ما بينه لنا تمسكنا به وطبقناه كالوضوء مثلا والصوم والحج والنكاح والطلاق إلى غير ذلك وما أبهمه فلحكمة أرادها ولنا فيه حق التصرف وتطبيقه على حسب مفهومنا كالصلاة والزكاة فهو القادر على تبيين ذلك مثل الأحكام الأخرى ولم يصح عندهم حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا ما كان مندرجا تحت أصل مذكور في القرآن وقالوا لا يمكن أن تقضي السنة على القرآن فتبين مجمله وتقيد مطلقه لأن هذا يناقض قول الله عز وجل: ما فرطنا في الكتاب من شيء
ونتحصل مما مضى على ثلاثة أقسام لكل قسم دعاة وأتباع في وقتنا الحاضر وقد برز في الميدان بحوث كثيرة نتيجة ما مر من الخلافات فصار بعض العلماء ينكرون مسائل كثيرة يثبتها علماء القسم الأول منها مثلا: إنكار حد الردة ، وإنكار ترك الصلاة للحائض، وإنكار نسب الرضاع، وإنكار حديث لا وصية لوارث إلى غير ذلك من المسائل والملفت للنظر هو تغلب القسم الثاني والثالث على القسم الأول وقد اتفق القسمان الأخيران على ضعف كثير من الأحاديث النبوية واتفقا كذلك على عدم صلاحية علم الحديث والجرح و