تأتى كلمة اللباس أساسا بمعنى الزى والرداء . وهناك نوعان من اللباس الذى يرتديه البشر ، لباس التقوى للنفس واللباس المادى للجسد . وهناك معانى أخرى لمصطلح اللباس نتعرض لها .
أولا : لباس التقوى
لباس التقوى فى الجنة لآدم وحواء :
1 ـ هناك سبع سماوات ومن الأرض مثلهن سبع أرضين ، ويتنزل الأمر الالهى بينهن فى هذه الدنيا بالقضاء والقدر فيما يخصّ الحتميات الأربع ، الميلاد والموت والرزق والمصائب ـ واليها تصعد أعمال البشر فى الكتاب الجماعى والكتاب الفردى . (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) ( الطلاق 12 ).ونحن نعيش على هذه الأرض ، وهى أضعف مستوى من هذه الأرضين السبع ، وهو المستوى المادى الثقيل البطىء فى اهتزازاته ، ولكن هناك مستويات أرضية برزخية أعلى وأسرع إهتزازرا عددها ستة تتداخل مع أرضنا المادية التى نعيش فيها خلال هذ اليوم الدنيوى . وهذه الأرض المادية جزء من الكون المادى ولكنها مثل ذرة رمل بالمقارنة لما فى هذا الكون المادى من النجوم والمجرات . وهذا الكون المادى بكل بلايين سنواته الضوئية وعظمته الهائلة هو ما يطلق عليه رب العزة ( ما بين السماوات والأرض ):( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا (18) ( المائدة ).
وتتداخل المستويات الأرضية البرزخية مع أرضنا المادية ، إذ تكمن فى أحد مستوياتها الأرضية الأنفس التى لم تدخل بعد فى أجسادها مثل أحفاد أحفادك الذين لم يأتوا بعد بشرا الى هذا العالم ، كما تكمن فى أحد المستويات الأرضية أنفس الذين ماتوا من أجدادك وكل الموتى السابقين . وعند موتك ستدخل نفسك الى هذا المستوى البرزخى ، بل إن نفسك تغطس فى نومك الى هذا المستوى البرزخى فى موت أو وفاة مؤقتة ثم تعود نفسك الى جسدك عن اليقظة . ومن هذا التداخل بين أرضنا المادية وشقيقاتها من الأرضين الست البرزخية الأخرى وجود ملائكة تسجيل الأعمال لكل نفس بشرية حيّة، والقرين الشيطانى الذى يسيطر على نفس المشرك يزيده ضلالا .
فى أحد الأرضين الست البرزخية كانت الجنة التى عاش فيها آدم وحواء . كانا فى ( جنة أرضية ) ربما هى ( جنة المأوى ) أو الجنة التى تعيش أنفس المقتولين فى سبيل الله جلّ وعلا . فى الجنة أو هذه الأرض البرزخية فى مستواها البرزخى الأعلى من عالمنا المادى كان بإمكان آدم وحواء رؤية سكانها من العالم البرزخى ، ومنه ابليس ( الشيطان ) . كان جسد آدم وحواء المادى المخلوق من تراب الأرض ومائها مغطى بأنوار هذا المستوى ، كانت الجنة بأشجارها وشخوصها تتكون من هذا المستوى النورانى الأعلى فى الاهتزاز . لم يكن آدم وحواء قد إقترفا ذنبا بعد ، لذا كان لباس التقوى النورانى يغلّف جسديهما المادى ويحجب رؤيته عنهما . كانا يتجولان فى سعادة يتمتعان بالجنة ، يأكلان من شجرها النورانى ، وقد أطاعا أمر الله جل وعلا بالابتعاد عن الأكل من الشجرة المحرمة .
تسلل اليهما الشيطان ، وتحادث معهما وأغراهما بالأكل من تلك الشجرة ، وأطمعهما فى الخلود ، وأقسم لهما بأنه لهما من الناصحين . وبمجرد أن أكلا من الشجرة زال عنهما لباسهما النورانى ، وفوجئا بالجسد المادى لهما يظهر سوأة وعورة لهما يرونه لأول مرة ، فإخذا يغطيانه بورق الجنة النورانى فلم يفلحا ، بينما أخذ الشيطان فى غمرة حقده وتشفّيه فيهما يساعد فى تجريدهما من لباسهما النورانى ويطلعهما على جسدهما الطينى المادى ( يريهما سواءاتهما ) نكاية فيهما . وبعد أن أصبحا بسوأتيهما عاريين من لباس التقوى النورانى غريبين عن الجنة وقد إنقطعت صلتهما بهما استغاثا بالله جلّ وعلا بالتوبة ، فتاب عليهما ، وأهبطهما الى الأرض التى تناسب سوءاتهما المادية أو جسديهما المادى حيث سيكون فيها تكاثرهما ، وتتكاثر منهما الذرية ، وحيث ستكون ذريتهما ( أبناء آدم ) فى عداء لبعضهم البعض.
من هنا تكون محنة الخروج من الجنة هى الدرس الأعظم لأبناء آدم فى هذه الأرض حيث وبإمكانهم أن ترتدى أنفسهم رداء التقوى النورانى وتبعث يوم القيامة بوجوه نورانية لو أتبعت النور الالهى الذى تنزل به الرسالات السماوية ، وخاتمتها الرسالة القرآنية .أما إذا أطاعت الوحى الشيطانى وسيطر عليها الشيطان بأديانه الأرضية فستبعث يوم القيامة بوجوه مسودة مظلمة. لذا تكررت قصة آدم فى القرآن الكريم وعظا وتحذيرا للبشرية قبيل قيام الساعة فى نهاية وجودها على هذا الكوكب فى هذا اليوم الدنيوى .
2 ـ ونستضىء بآيات قرآنية من سورة الأعراف عن قصة آدم وزوجه :
عن الأمر والنهى لهما وهما فى الجنة : ( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (19)
و خدعهما الشيطان كى يكشف لهما ما خفى من سواءاتهما أو جسديهما المادى الذى غطاه لباس التقوى النورانى فى هذا العام البرزخى : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا ) خدعهما بتمنى الخلود وبالقسم الكاذب أنه لهما من الناصحين (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21)
وقادهما الى الشجرة المحرمة وجعلهما يأكلان منها ، فلما ذاقا الشجرة بدا لهما جسدهما المادى ، فأخذا يغطيانه بورق الشجر النورانى دون جدوى (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) ، وفى سورة (طه ) (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ )( طه 120 : 121 )
وجاءهما اللوم من الله جل وعلا فأعلنا توبتهما وندمهما فكان الأمر لهما بالهبوط الى المستوى الأرضى المادى حيث الحياة مؤقتة وبها العداء وبعض المتاع قبل الموت الى أن يأتى يوم البعث :( وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)
بعده ، يتوجه الخطاب لبنى آدم بالعظة والنصيحة بعد أن قصّ جل وعلا قصة أبيهم آدم ، بأنّ هناك نوعين من اللباس ، لباس مادى يوارى الجسد المادى أو السوأة ، ولباس خير منه وهو لباس التقوى الذى تتنزل به آيات الله فى رسالاته السماوية :( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)
وينصحهم رب العزّة جلّ وعلا ويحذّرهم من الوقوع فى خداع الشيطان بمثل ما خدع أبويهم من قبل ، وكيف كان الشيطان يتشفى فيهما وقت بؤسهما وفزعهما وحسرتهما بأن يزيل عنهما لباس التقوى النورانى ويريهما أعضاءهما المادية والتناسلية التى كانا يفزعان منها ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا )
والمشكلة الآن أن آدم وحواء وقتها قبل هبوطهما الى الأرض المادية كان بإمكانهما رؤية الشيطان ، وبعد نزولهما الى الأرض بجسديهما المادى ومجىء أولاد آدم فقد أصبح ذلك الجسد المادى السوأة حجابا يمنع من رؤية عالم البرزخ وما فيه من شياطين وجنّ وملائكة ، إذ يروننا ولا نراهم ، (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) .
وسنظل لا نراهم بجسدنا المادى هذا الى أن نتخلص منه يوم البعث والحشر فنرى ملكى تسجيل الأعمال وقد تحولا الى سائق وشهيد فقد زال الغطاء الذى كان يحجب الرؤية وهو الجسد المادى : ، يقول جل وعلا عن رؤيتنا للسائق والشهيد لكل منا يوم البعث : ( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ( ق ) ويرى الخاسر القرين الشيطانى الذى كان يسيطر على نفسه فى الدنيا يزين له الحق باطلا والباطل حقا ويصدّ عن السبيل :(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) ( الزخرف ).
وهنا يتحقق لمن إختار الخسران فى الآخرة أن يكون من أولياء الشيطان كما جاء فى سورة الأعراف فى ختام قصة هبوط آدم وحواء الى هذه الأرض :( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) .
الجسد البشرى سوأة فى هذه الدنيا :
هو جسد مخلوق من طين الأرض ، ويتعذى من طينها ، ويتحول الطين الى الغذاء الطيب ثم الى فضلات قذرة ، تعود للطين سمادا فى الأرض لتنتج الغذاء ، وبموت الفرد يعود جسده الأرضى الى طين فرماد ، وتتكرر دورة الحياة الى أن تنتهى هذه الأرض بقيام الساعة . جسد البشر يتغذى طعاما من النبات والحيوان ، شأنه شأن الحيوان والنبات ، ويتحول الجسد البشرى بالموت الى جثة يسوء النظر اليها ، لذا جاء تكريم الله جل وعلا للانسان بأن يوارى هذه السوأة ، يقول جل وعلا فى تكريم البشر : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) ( الاسراء ). ويقول فى دفن أول جثة بشرية لأول قتيل بشرى فى أول حرب عالمية جرت بين إبنى آدم :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ )( المائدة 27 : 31 ) . من وقتها تعلم البشر دفن السوأة الميتة أو الجسد البشرى بعد موت صاحبه . وتعلموا أيضا حجب هذه السوأة الحية بارتداء اللباس .
هذه السوأة البشرية أو الجسد البشرى فى حياته يبدأ بالطفولة ( الطازجة ) ويشيخ ليصبح الجسد واهنا يابسا تملؤه التجاعيد :( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً (54)( الروم ). وليس أجما فى الدنيا من صورة طفل ، ولكن إنظر اليه وقد وصل للشيخوخة .!!. وأجمل إمرأة فى العالم يسطع جمالها فى الشباب ثم يبلى ويغرب جمالها لتصبح مثل جثة متحركة تستحق الاشفاق بعد أن كانت محط الاعجاب :( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ )( يس 68 ). أى إن هذا الجسد مهما بلغ جماله الظاهرى فهو سوأة ، يحمل ويسير بفضلاته ، وموضع الشهوة فيه هى نفسها مخارج القاذورات ، أى ليس من العقل التركيز على هذه السوأة ، ولكن البشر لا يعقلون ، إذ يركزون على تلميع هذه السوأة وتزيينها ، وقد لا يكون هناك بأس من الزينة فهى حلال فى إطار التوسط وعدم الاسراف ، ولكن نقع فى حبائل الشيطان حين نركّز على العرض وننسى الجوهر ، حين نركز على الزينة الزائلة وننسى الأصل ، حين نركّكز على الدنيا الفانية وننسى الآخرة : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا ) ( الكهف 32 : 46 ). من هنا تنزل الكتب السماوية لترشدنا الى اللباس الآخر ، لباس التقوى للنفس فى هذه الدنيا .
الكتاب السماوى هو منبع النور وأساس لباس التقوى فى الدنيا :
تنزل الكتب السماوية بالهداية ، أى بالنور المعنوى ، قال جل وعلا يصف التوراة الحقيقية بأنها نور :( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ )(المائدة 44) (قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ )( الانعام 91 )، ويصف الانجيل الحقيقى بأنه نور:( وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ )(المائدة 46 ).
ووصف القرآن بالنور:( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا )(النساء 174 )(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا )(التغابن 8 )( وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا )(الشورى 52 )( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )( المائدة 15)( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)( الاعراف 157) .
التقوى تنير النفس وفى الآخرة
1 ـ وبإتّباع الرسالة السماوية تلبس النفس لباس النور ، وجاء هذا فى معرض الوعظ فى قصة آدم حيث يقول جل وعلا لأبناء آدم : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) (البقرة ) (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)( طه ).
2 ـ إن الله جلّ وعلا هو نور السماوات والأرض ، ونوره هداية للخلق : (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) ( النور ). وقد أرسل الهداية رسالات سماوية نورا للناس ، لمن شاء أن يهتدى بحريته وإختياره . والحرية تعنى المسئولية وتكافؤ الفرص أمام الجميع على قدم المساواة فى يوم الدنيا . ثم يأتى اليوم الآخر بالحساب ، وفيه يقول جل وعلا (كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) (الفجر ) بمجىء ربنا جل وعلا تشرق الأرض الجديدة الخالدة بنور ربها ، ويوضع الكتاب ليوم الحساب ، ويبدأ بحساب الأنبياء والأشهاد على أقوامهم :( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69)( الزمر ). هنا يكون الفائزون هم من اكتست ولبست نفوسهم لباس التقوى ، وبهذا النور يكونون ( مقربين ) من رب العزة ، وفى أعلى عليين ، بينما يكون الخاسرون محجوبين عن نور ربهم وفى أسفل سافلين ، فقد صدأت نفوسهم ـ بالظلم ، وجاءوا بوجوه مظلمة عليها غبرة ، وبهذا الحجاب بينهم وبين الله جل وعلا يكون عذابهم فى النار ، يقول جل وعلا عنهم :( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)وعن المقريين أصحاب الدرجات العلا يقول جلّ وعلا : (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)( المطففين ).
3 ـ من هنا يأتى مقدما وعظ الناس بالتقوى فى هذه الدنيا قبل الموت ، فبالتقوى تتربى النفس على الهداية ، ويكون لديها قرون إستشعار تبتعد عن الشّر وتتحسّب له، وتنحاز للخير وتعمل له ، تكون التقوى نورا داخل النفس ، أو ما يعبّر عنه بالضمير النقى الشفاف ، أو الأنا العليا التى تنهى النفس عن الهوى . يقول جل وعلا يخاطب المؤمنين ظاهريا بأن يقترن إيمانهم الظاهرى بتقوى وإيمان حقيقى قلبى حتى ينعموا بنور اليقين فى الدنيا والغفران فى الآخرة :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( الحديد 28 ). فبالتقوى يتكون لدى المؤمن ميزان يفرّق بين الحق والباطل ويتبع المؤمن التقى هذا الميزان فيبتعد عن الكبائر ، ويستغفر من الصغائر فيحظى بالغفران ، يقول جلّ وعلا للمؤمنين إيمانا ظاهريا بمعنى الأمن والأمان والسلم والسلام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ )(الانفال 29 ).وآية هذا المؤمن التقىّ أنه لا سلطان للشيطان عليه فإذا حاول الشيطان إغواءه تنبه وأبصر : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) ( الأعراف 201 )، أما من يتحكّم فيه الشيطان فهو يتطرّف فى الغى والضلال: (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202)( الاعراف ) ويحسب أنه على الهدى :(إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)(الاعراف ).
وعليه فالبشر نوعان بالنسبة لنور الهداية ، نوع ميّت النفس ميّت الضمير يعيش فى ظلمات الافك والعصيان ،ونوع حىّ الضمير يسعى مستنيرا بالتقوى:(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(الأنعام 122 ).
وفى إشارة لعصرنا البائس حيث يقدّس معظم المسلمين أحاديث شيطانية جاء وصف القرآن الكريم بأنه أحسن الحديث ، وأن من يتبعه فهو على نور من ربه وهداية :( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )( الزمر 22 : 23 ).
4 ـ ومن يموت وقد حمل معه نور الهداية يأتى بنوره يوم القيامة ، بينما يأتى الخاسر بوجه مظلم أسود . وعن النور فى الأخرة للمتقين والسواد للظالمين يقول جلّ وعلا : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( آل عمران 106 : 107 )( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) ( عبس 38 ـ )( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ)(الزمر 60 ) ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )( الحديد 12 : 14 )( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )( الحديد 19 )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )( التحريم 8 )
ثانيا : معانى اخرى لمصطلح ( اللباس )
1 ـ يأتى فى صورة مجازية استعارية لعذاب الدنيا : (لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ )، يقول جل وعلا :( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)( النحل )
2 ـ ويأتى بمعنى التشكيل والتفريق : (يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ) :( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) (الانعام )، وبمعنى الخلط ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ): ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) (الانعام )، ومنه الشك والابهام واختلاط الأمور(بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ ):( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) ق )، والتغطية بالليل (اللَّيْلَ لِبَاس) :(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً (10) النبأ ) ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47)الفرقان ). ثم الخداع : ( لبس الحق بالباطل ): ( وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) البقرة )( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) آل عمران ) (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) الأنعام ).
والله جلّ وعلا هو الأعلم .!!