«الحسيني» يقترب من الكرسي.. و«الصاوي» يكافح للاستمرار في الصورة.. و«مهني» يبتعد.. والإشاعات تملأ الجامعة
تعيش جامعة الأزهر علي صفيح ساخن ترقباً لصدور قرار جمهوري بتعيين رئيس جديد للجامعة خلفاً للدكتور «أحمد الطيب» ــ رئيس الجامعة السابق ــ الذي تم تصعيده مؤخراً لتولي شئون مشيخة الأزهر.
وساهمت الأسابيع الثلاثة الماضية التي مرت علي الجامعة منذ خلو منصب الرئيس يوم 19 مارس الماضي في تناثر الأقاويل والتساؤلات القلقة حول أسباب تأخر تعيين رئيس الجامعة الجديد، وعن إمكانية تقلد أحد خريجي الكليات العلمية ــ للمرة الأولي في تاريخها ــ رئاسة الجامعة بعد تكليف الدكتور «عز الدين الصاوي» ــ أستاذ كلية الطب ونائب رئيس الجامعة لشئون فرع البنات ــ بالقيام بأعمال رئيس الجامعة منذ خلو المنصب، فيما ترددت أنباء قوية عن اقتراب صدور قرار جمهوري بتعيين الدكتور «عبدالله الحسيني» ــ نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث العلمية ــ رئيساً لأعرق جامعة إسلامية في العالم، ودللت علي ذلك بالعلاقة القوية التي تربط بين «الحسيني» و«الطيب» وقيام شيخ الأزهر الجديد بتقريب «الحسيني» منه لدرجة قيامه باستدعائه للجلوس بجانبه في احتفال رابطة خريجي الأزهر بالمخالفة لقواعد البروتوكول بعد ثلاثة أيام فقط من توليه المشيخة.
وقد ترددت أنباء أخري تؤكد انعقاد النية علي استمرار الدكتور «عز الدين الصاوي» قائماً بأعمال رئيس الجامعة حتي شهر يوليو المقبل وبلوغه سن المعاش للقضاء علي أي فرصة أمامه لتولي شئون الجامعة بشكل رسمي والمد له بعد بلوغه سن المعاش، في ظل تدهور علاقته بالدكتور «أحمد الطيب» الذي رفض مصاحبته في قداس عيد القيامة المجيد علي عكس المعتاد.ورغم تضاؤل فرص الدكتور «محمود مهني» ــ نائب رئيس الجامعة لشئون الوجه القبلي ــ في تولي رئاسة الجامعة، فإن الأقاويل المنتشرة داخل الجامعة وضعته ضمن قائمة المرشحين إلي جوار «الحسيني» و«الصاوي»، بينما أكدت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر أن «الطيب» لم يتقدم حتي الآن بأسماء المرشحين لخلافته في الجامعة إلي رئاسة الجمهورية. وقالت المصادر إن رئيس جامعة الأزهر القادم سيكون مفاجأة للجميع وسيتم اختياره في ضوء مواءمته لمخطط التطوير الشامل للمؤسسة الأزهرية الذي يسعي «الطيب» لتنفيذه خلال الفترة المقبلة. من ناحية أخري، حذر بعض قادة جامعة الأزهر السابقين من الغموض الذي بات يحيط مستقبل جامعة الأزهر ويهدد مكانتها العريقة كأول جامعة إسلامية في العالم.
وقال الدكتور «محمد رضا محرم» ــ عميد كلية الهندسة السابق ورئيس قسم هندسة التعدين ــ إن مخطط تخريب دور جامعة الأزهر ومكانتها في العالم الإسلامية، بدأ الشهر الماضي بتواطؤ من مجلس الشعب الذي قام بتعديل المادة 35 من قانون تنظيم جامعة الأزهر ليقنن وضع المعاهد المتوسطة التي تم إنشاؤها قبل عامين لتخريج مقيمي شعائر وعمال فنيين وبدأت في استقبال الطلاب دون أي غطاء قانوني.