العقيدة في القرآن

رمضان عبد الرحمن في الأحد ٢١ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

العقيدة في القرآن

ابدأ بنفسك، يجب على كل إنسان في هذه الدنيا أن يراجع نفسه قبل فوات الأوان، وأن ينقي عقيدته التي على أساسها سوف يحاسبهم الله يوم القيامة، وأعتقد أن من أهم الأشياء التي يجب التفحيص والتمحيص فيها هي العقيدة، أن تكون خالصة لله بلا شريك، وأن كل منا حين يذهب ليشتري شيئاً ما أو يبيع شيئاً ما يسأل مرة أو عشرات المرات لكي يتأكد أنه اشترى أو باع أحسن شيء من الأشياء الدنيوية الزائلة، نحن نحتاج إلى وقفة جميعاً ونسأل مرة أو عشرات المرات لكي نتأكد أننا على الطريق الصحيح أم على غيره، وخاصة في أمور العقيدة، التي إن صحت تكون لنا لا علينا، في يوم لا ينفع فيه الندم، أي يوم الدين، الذي سيندم فيه من كانت عقيدته غير خالصة لله، واتخذ فلان أو علان من دون الله ولي، وقد تبين لنا من القران الكريم أن الشرك هو الذي سوف يؤدي بصاحبه إلى جهنم، وكان من الممكن أن يراجع نفسه في الحياة الدنيا، وللأسف أن أغلبية الناس لا تهتم بأمور العقيدة متخذين هذا الموضوع تحصيل حاصل، وأمضوا حياتهم في البحث عن المال والسلطة والتقرب إلى فلان أو علان من الناس، دون النظر فيما هو أهم من ذلك، وأن تبحث الناس عن العقيدة الصحيحة التي أمر بها الله في كتابه العزيز خير من آراء البشر، ولنتذكر جميعاً قول الله على لسان لقمان حين قال:

((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ))
سورة لقمان آية 13.

وهو يعلم أنه يعبد الله ولكن أراد أن يذكره كي لا يشرك بالله بعد موت لقمان، إذاً أي كلام يخص العقيدة والتشريع غير كلام الله فهو شرك بالله، وللتأكيد على هذا الموضوع من الله، قال تعالى:

((قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)) سورة الكهف آية 109.

إذاً فليذهب كلام الذين يخوضوا في الخرافات هم ومن تبعهم وتبقى كلمة الله هي العليا رغم أنف هؤلاء المجادلين، وأعتقد أن أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو في الحقيقة أخذ عهد على نفسه أمام الله فيجب على كل مسلم التمسك بشرع الله الواحد كما أن الله واحد وليس شرع آخر، وقد ذكر الله في كتابه العزيز أن شياطين الإنس والجن سوف يقوموا بإضلال الناس عن طريق زخرف القول، يقول تعالى:

((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) سورة الأنعام آية 112.

وإذا كانت الأنبياء لهم أعداء في حياتهم، فكيف بعد مماتهم؟!.. أعتقد أن أعداء الأنبياء هم الذين يتبعون زخرف القول في كل زمان ومكان، وأعداء أنفسهم أيضاً، طالما أنهم متمسكون بكلام السابقون وكأنهم هم الدين بدليل حفظهم لكلام هؤلاء الأموات تاركين كلام الله الحي الذي لا يموت، متهمين كل من يتكلم من القرآن أنه خارج عن الدين، لأجل هؤلاء الأموات وللأسف أن من يدافع عنهم من حاملي الشهادات دون تفكير أنهم بهذه الطريقة يعبدون الشيطان، وقد حذرنا الله من ذلك بقوله تعالى:

((أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)) سورة يس آية 60.

ولكن الذين آمنوا حق الإيمان يقول عنهم رب العزة:

((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) سورة الأحزاب آية 23.

وما بدلوا، أي تمسكوا بشرع الله الحق، ويا ليت كل منا يبدأ بنفسه ويلجأ إلى كتاب الله خير من الخرافات التي مختلفين فيها منذ آلاف السنين على فكر بني على باطل بدليل أن المسلمين من سيء إلى أسوأ بسبب هذا الفكر، ونحن في زمن أصبح فيه العلم والمتعلمين أكثر من الهم القلب، يتعلموا ليجحدوا بكلام الله بعد ذلك، ويتخذوا غير سبيله، وأنا هنا لا أتهم كل المتعلمين ولكن أتهم كل من يبني عقيدته على السمع وأعطى مخه إجازة، وبفضل الله أنا لم أحصل على أي مؤهل ولكن القرآن هو الذي يهدي إلى الطريق الصحيح يا متعلمين، وحاشا لله أن أزكي نفسي على أحد، يقول تعالى:

((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة العنكبوت آية 69.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 31974